هالوين كوريا الجنوبية: أكثر من 150 قتيلاً والرئيس يعلن الحداد الوطني

30 أكتوبر 2022
أكثر من 150 قتيلا في كوريا الجنوبية.. احتفالات هالوين تحوّلت لكارثة
+ الخط -

لقي 151 شخصاً على الأقلّ، بينهم 19 أجنبياً، مصرعهم، السبت، وأصيب عشرات آخرون، وفُقد 355 شخصاً، في تدافع بحيّ وسط سيول في كوريا الجنوبية، حيث احتشد الآلاف في شوارع ضيّقة للاحتفال بعيد هالوين، وفق ما أعلنت السلطات.

وأعرب الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، عن أسفه "لمأساة وكارثة ما كان يجب أن تحدث"، واعداً بأنّ حكومته ستُجري تحقيقاً "صارماً" لتحديد أسباب المأساة، وهي من أخطر الكوارث في تاريخ كوريا الجنوبيّة.

وفي خطاب متلفز، قال الرئيس الذي توجّه إلى مكان المأساة صباح الأحد، مرتدياً زيّ الإسعاف الأخضر: "قلبي مُثقل، ويصعب عليّ احتواء حزني"، معلناً الحداد الوطني.

الصورة
الرئيس الكوري الجنوبي في خطاب متلفز معلنا الحداد الوطني (Getty)
الرئيس الكوري الجنوبي في خطاب متلفز معلناً الحداد الوطني (Getty)

من جهتهم، أعلن رجال الإطفاء أنّ هناك 19 أجنبياً بين قتلى التدافع، دون أن يُحدّدوا كلّ جنسيّاتهم، فيما ذكرت وكالة يونهاب للأنباء أنّ بين القتلى الأجانب أشخاصاً من إيران وأوزبكستان والصين والنرويج.

مشاهد مؤلمة

وأظهرت صور لوكالة "فرانس برس" عشرات الجثث منتشرة على الرصيف مغطّاة بملاءات، وعناصر إنقاذ يرتدون سترات برتقاليّة يحملون جثثاً أخرى على حمّالات إلى سيّارات الإسعاف.

وصرّح المسؤول في الدفاع المدني تشوي سونغ بوم، لصحافيّين في مكان الحادث، بأنّ التدافع وقع قرابة الساعة العاشرة ليلاً (23:00 توقيت غرينتش)، وقد لقي كثير من الضحايا مصرعهم دهساً، مضيفاً أن "العدد الكبير من الضحايا هو نتيجة تعرّض كثيرين للدهس خلال احتفال هالوين"، لافتاً إلى أنّ عدد القتلى مرشّح للارتفاع.

الصورة
يعد تدافع الهالوين من أخطر الكوارث في تاريخ كوريا الجنوبيّة (Getty)
يُعَدّ تدافع الهالوين من أخطر الكوارث في تاريخ كوريا الجنوبيّة (Getty)

وفي مقابلة مع محطّة محلّية، وصف الطبيب لي بيوم ساك، الذي قدّم إسعافات أوّلية للضحايا، مشاهد المأساة والفوضى، قائلاً: "عندما حاولت إجراء الإنعاش القلبي الرئوي للمرة الأولى، كانت هناك ضحيّتان ملقاتان على الرصيف. لكنّ العدد تزايد بعد فترة وجيزة، ليفوق عدد المستجيبين الأوائل في مكان الحادث". مضيفاً: "جاء العديد من المارّة لمساعدتنا في الإنعاش القلبي الرئوي".

وتابع الطبيب: "يصعب وصف الأمر بالكلمات... كانت وجوه الكثير من الضحايا شاحبة. لم أتمكّن من رصد نبضاتهم أو أنفاسهم. وعندما حاولت الإنعاش القلبي الرئوي، خرج دم أيضاً من أفواههم".

وأشار تشوي إلى أنه نُقلَت 74 جثّة إلى المستشفيات المحلية، ووُضعت 46 جثة أخرى في صالة ألعاب رياضيّة قريبة.

وكان المسؤول قد أفاد في حصيلة سابقة بمصرع 120 شخصاً وإصابة 100 آخرين.

ونقلت وكالة أنباء "يونهاب"، عن شاهد لم تحدّد هويّته، قوله إنّه رأى ضحايا يُدهسون حتّى الموت، مضيفاً: "تكوّم الناس بعضهم فوق بعض. كان البعض يفقد وعيه تدريجاً، بينما بدا البعض ميتاً في تلك المرحلة".

وأعلن الدفاع المدني في بداية الأمر تعرّض عشرات الأشخاص لسكتة قلبيّة في حيّ إتايوان بوسط العاصمة خلال احتفالات هالوين.

يذكر أن الدفاع المدني في كوريا الجنوبية يستعمل عبارة سكتة قلبيّة، لأن الأطبّاء وحدهم هم من يعلنون رسمياً حالة الوفاة.

دعم دولي

من جانبه، أرسل الرئيس الأميركي جو بايدن تعازيه إلى سيول، السبت، مؤكّداً وقوف الولايات المتحدة "إلى جانب" كوريا الجنوبية بعد التدافع المميت. قائلاً في بيان: "نشعر بالحزن مع شعب جمهوريّة كوريا ونقدّم أصدق تمنّياتنا بالشفاء العاجل لجميع المصابين"، مضيفاً أن الولايات المتحدة "تقف إلى جانب جمهوريّة كوريا في هذه المأساة".

في وقت سابق، كتب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك سوليفان عبر تويتر أنّ "التقارير الصادرة من سيول مفجعة". مضيفاً: "نفكّر في كلّ مَن فقدوا أحبّاءهم، ونأمل الشفاء العاجل للمصابين. الولايات المتحدة مستعدّة لتزويد جمهوريّة كوريا أيّ دعم تحتاج إليه".

بدوره، عرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعم بلاده "الصادق"، مضيفاً: "فرنسا تقف إلى جانبكم". وكتب المستشار الألماني أولاف شولتز من جهته على تويتر: "إنّه يوم حزين لكوريا الجنوبيّة".

يذكر أن التدافع وقع قرب فندق هاميلتون في منطقة إتايوان النابضة بالحياة، ويُعتقد أنّ عدداً كبيراً من الأشخاص دخلوا إلى زقاق ضيق بجوار الفندق، وفق يونهاب.

واحتفالات هالوين هذا العام هي الأولى في كوريا الجنوبيّة منذ جائحة كوفيد-19، حيث أجبر الكوريّون الجنوبيّون على وضع كمامات خلال حضور فعاليّاتها في الهواء الطلق.

(فرانس برس)

ذات صلة

الصورة
سلطنة عُمان

سياسة

أعلن في مسقط عن مقتل تسعة أشخاص، بينهم أحد رجال الشرطة، وذلك في إطلاق نار. وأعلنت الشرطة أنها أنهت التعامل مع الحادث.
الصورة
غسان أبو ستة في مؤتمر صحافي بعد مجزرة مستشفى المعمداني (الأناضول)

مجتمع

مشاهد مروعة ينقلها الطبيب الفلسطيني البريطاني غسان أبو ستة، الذي قدم إلى قطاع غزة قبل إغلاق معبر رفح عقب العدوان الإسرائيلي، للعمل على إنقاذ المدنيين الجرحى. مشاهد ربما لم ير مثلها من قبل
الصورة
قاعة الأعراس في الحمدانية في نينوى في العراق 1 (فريد عبد الواحد/ أسوشييتد برس)

مجتمع

أعاد حريق قاعة الأعراس في محافظة نينوى العراقية الذي خلَّف مئات القتلى والمصابين، ليلة أمس الثلاثاء، مشهد الحرائق المتكرّرة التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة والتي خلّفت مئات القتلى والجرحى.
الصورة

مجتمع

لم يكن الزلزال الذي ضرب مناطق عديدة بالمغرب، ليل الجمعة، حدثاً جديداً وغير مسبوق، إذ شهدت البلاد عبر تاريخها عشرات الزلازل، خلف بعضها آلاف الضحايا والمصابين، فضلاً عن خسائر مادية جسيمة، فيما لم تنتج عن أخرى أي مآس.
المساهمون