لم يكن الزلزال الذي ضرب مناطق عديدة بالمغرب، ليل الجمعة، حدثاً جديداً وغير مسبوق، إذ شهدت البلاد عبر تاريخها عشرات الزلازل، خلّف بعضها آلاف الضحايا والمصابين، فضلا عن خسائر مادية جسيمة، فيما لم تنتج عن أخرى أي مآس.
ويبقى الزلزال الذي ضرب مدينة أغادير (جنوب غربي المغرب) في ليلة 29 فبراير/ شباط عام 1960 من أعنف الزلازل في تاريخ المغرب، وأحد الزلازل المائة الأكثر تدميرا في التاريخ حسب الوكالة الدولية للزلازل، بعد أن أحال المدينة الواقعة جنوب غربي البلاد إلى ركام، مخلفاً حوالي 15 ألف قتيل وقرابة 25 ألف جريح، إلى جانب تشريد أزيد من 35 ألف شخص، في حين بلغت الخسائر المادية 290 مليون دولار تقريباً.
وبعد 9 سنوات من زلزال أغادير المُدمر، تعرض المغرب لزلزال قوي آخر كان مركزه مدينة لشبونة البرتغالية، بث الرعب في النفوس وأسفر عن وفاة 10 أشخاص وإصابة حوالي 200 آخرين.
وفي 24 فبراير/ شباط من عام 2004، استفاق سكان إقليم الحسيمة (شمال شرقي البلاد) في حدود الساعة 2:27 دقيقة بالتوقيت المحلي على هول الصدمة، بعد أن ضرب زلزال عنيف بلغت قوته 5.2 درجات على سلم ريختر المنطقة، مخلفا ما يزيد عن 862 قتيلا، وجرح نحو 629 آخرين، إضافة إلى تشريد أكثر من 51 ألف شخص، ويعد ثاني زلزال مدمر يشهده المغرب.
وعلى امتداد تاريخه القديم، عرف المغرب زلازل مدمرة، كان من أبرزها زلزال مدينة العرائش عام 1276، وزلازل مدينة فاس خلال سنوات 1522 و1624 و1755 و1773، ومدينة مراكش عام 1719. وتبعه في 27 ديسمبر/ كانون الأول 1722 زلزال عنيف تسبب في خسائر جسيمة ببعض المدن الساحلية.
وفي عام 1773، دمر زلزال مدينة طنجة تدميرا شبه كلي، فيما انهارت عدة منازل بمدينة فاس وشعر سكان مدينة سلا بارتداد لهذه الهزة.
وشهد شهر أغسطس/ آب عام 1792 زلزالا عنيفا ضرب مدينة مليلية شمالي البلاد، ودمر عددا من أحيائها. وتكرر الأمر ذاته في 11 فبراير/ شباط 1848، حيث أدت هزات أرضية قوية إلى وقوع خسائر فادحة في العمران وسقوط ضحايا.
وفي 12 و22 يناير/ كانون الثاني 1909، دمر زلزال القرى في ضواحي مدينة تطوان (شمال المغرب) وخلف 100 ضحية بين قتيل وجريح.