قدم اللاجئ الأفغاني نظام الدين جهانكير (28 عاماً) وجميع أفراد أسرته إلى باكستان عام 1998 هرباً من الفقر والعوز في ظل حكومة حركة "طالبان" في ذلك الوقت. إلّا أنّ الحياة في الغربة لم تكن أقل قساوة. يعيش في ضواحي مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة الباكستانية إسلام أباد، ويملك سيارة أجرة قديمة يجول بها شوارع المدينة بعيداً عن أنظار عناصر الشرطة والأمن الباكستانيين. وعلى الرغم من أنه يملك كل الأوراق الرسمية، فإن الشرطة تأخذ منه بعضاً مما يكسبه بذريعة أو بأخرى.
درس حتى الصف العاشر في إحدى مدارس باكستان، إلا أنه اضطر في النهاية إلى ترك الدراسة والعمل، خصوصاً أنه الابن الأكبر. اختبر مع والده محمد مهناً مختلفة قبل أن يستقر على العمل سائق سيارة أجرة. يقول لـ "العربي الجديد": "الدراسة كانت حلمي وحلم عائلتي. أردت أن أكون إنساناً متعلماً ومثقفاً. إلا أن ظروف أسرتي المعيشية حالت دون ذلك، الأمر الذي اضطرني إلى ترك الدراسة والعمل في عمر مبكر". ويشير إلى أن اللجوء والعيش في ديار الغربة يقضيان على الأحلام.
قبل نحو خمسة أعوام، تزوج من قريبة له في مدينة بشاور شمال غرب باكستان وأنجبا طفلة. يقول إنه يخاف على مستقبل أولاده (في حال قرر إنجاب المزيد من الأطفال) في باكستان، خصوصاً بعدما حرم وجميع أشقائه من التعليم. ويشير إلى أن هم الأسرة اليوم هو تأمين لقمة العيش وغيرها من الاحتياجات الأساسية. بالتالي، فإن التعليم ليس ضمن الأولويات في ظل الظروف المعيشية الصعبة، ولا يتوقع أن تتحسن الظروف في وقت قريب.
يعيش في منزل متواضع في مدينة راولبندي، ويدفع جزءاً مما يكسبه بدل إيجار المنزل وفاتورة الكهرباء والغاز والمياه، يساعده شقيقه الأصغر خوشحال خان الذي لم يتزوج بعد. بالتالي، يدخر بعض المال الذي يكسبه من أجل الزواج. شقيقاته الثلاث لم يتزوجن بعد. لذلك، يسعى إلى تزويجهن في الوقت الحالي.
يواجه الشاب مشاكل كثيرة في بلاد الغربة منها ملاحقات الشرطة المتواصلة، خاصة خلال ساعات العمل، علماً أن كل أوراقه قانونية، إلّا أن ذلك لا يمنع بعض العناصر من إيقافه للحصول منه على المال. ويقول إن العيش في باكستان يزداد صعوبة يوماً بعد يوم في ظلّ الخوف من ملاحقات الشرطة والغلاء من دون أي زيادة في الدخل.
وعلى الرغم من الصعوبات التي يعيشها في باكستان، يفضل البقاء فيها في الوقت الراهن، بسبب انعدام الاستقرار الأمني والاقتصادي في أفغانستان، علماً أنه يملك بيتاً صغيراً في العاصمة الأفغانية كابول وقد عمد إلى تأجيره، إلّا أنّ ما يتقاضاه من ذلك ضئيل.