نازحون يتخوفون من توقف المساعدات الإنسانية عبر الحدود شمالي سورية

هاتاي

عبد الله البشير

avata
عبد الله البشير
إدلب

عدنان الإمام

avata
عدنان الإمام
مراسل من سورية
مرسين

وسام سليم

avata
وسام سليم
مرسل
13 يوليو 2023
كيف يشعر النازحون حيال العرقلة الروسية لتجديد آلية المساعدات إلى سورية؟
+ الخط -

يتخوّف سكان المخيمات في ريف إدلب شمال غربي سورية من استمرار عرقلة روسيا لتجديد آلية المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى المنطقة، بعد انتهاء التفويض الحالي في 10 يوليو/ تموز الجاري، كون هذه المساعدات تعتبر بالنسبة لهم منقذة للحياة وتوفر الحد الأدنى لاحتياجاتهم اللازمة.

وبموجب هذه الآلية التي تحتاج إلى قرار من مجلس الأمن الدولي لتجديدها، يتم السماح بدخول المساعدات الإنسانية الدولية إلى سورية فقط عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، إذ تسعى روسيا عبر منع دخول المساعدات إلى تسييس الملف، بهدف تسليمه للنظام السوري.

وقال عدنان الطيب وهو ناشط إعلامي نازح من عندان بريف حلب ويقيم بريف إدلب حالياً، لـ"العربي الجديد"، إنّ "روسيا دائماً تستخدم ملف المساعدات من أجل الحصول على مكاسب سياسية، ويجب إبعاد الملف عنها لأنّ المساعدات تصل بالدرجة الأولى للمدنيين في المخيمات".

بدورها رأت خديجة الخطيب النازحة من خان شيخون في مخيمات الدانا بحديثها لـ"العربي الجديد"، أنه "في حال نجحت روسيا في إغلاق معبر باب الهوى، فالمدنيون سيموتون جوعاً، والسلة الغذائية أساساً لا تكفي للعائلة وتتعرض بشكل دائم لتخفيضات".

أما النازح مصطفى درويش من مدينة خان شيخون جنوبي إدلب، فأوضح لـ"العربي الجديد"، أنّ "جل المساعدات التي تدخل إلى إدلب تأتي من معبر باب الهوى، لذلك فإنّ إغلاقه سيكون كارثياً على سكان المخيمات".

من جانبها، قالت فاطمة الدرويش وهي نازحة من بلدة كفرنبودة بريف حماة وتقيم في مخيمات الدانا لـ"العربي الجديد"، إنّ المدنيين يعانون من عدة صعوبات ولديهم العديد من الأطفال وهم عاجزون عن تأمين قوت يومهم وإذا توقفت المساعدات فسيموتون جوعاً.

واستخدمت روسيا، مساء أمس الأول الثلاثاء، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار سويسري ـ برازيلي يجدد آلية إدخال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود لشمال غرب سورية، عبر معبر باب الهوى، لتسعة أشهر، إذ صوتت 13 دولة لصالح القرار، وامتنعت الصين عن التصويت، فيما استخدمت روسيا الفيتو ضد المشروع.

وإثر ذلك، تقدمت روسيا خلال الجلسة نفسها بنص مشروع قرار خاص بها حصل على تأييد منها ومن الصين فقط، وامتناع عشر دول عن التصويت، واعتراض ثلاث دول عليه، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. وبالنتيجة، لم يتم تبني مشروع القرار الروسي. ويجدد المشروع الروسي للآلية لستة أشهر بدلاً من تسعة أشهر.

الاتحاد الأوروبي يُحذر

في سياق متصل، دان الاتحاد الأوروبي، في بيان صدر عنه، اليوم الخميس، استخدام روسيا حق النقض (الفيتو)، مشدداً على أن الرفض الروسي "سيزيد من تفاقم الوضع الإنساني المتردّي أساساً في شمال غرب سورية، وسيعطّل على نحو خطر تسليم الإمدادات الإنسانية المنقذة للحياة إلى ملايين المحتاجين".

وجاء في بيان الممثل الأعلى جوزيب بوريل، ومفوّض إدارة الأزمات يانيز لينارتشيتش: "يشعر الاتحاد الأوروبي بقلق عميق إزاء تأثير هذا القرار وزيادة تسييس المساعدة الإنسانية المقدّمة إلى من هم بأمسّ الحاجة إليها"، ودعا مجلس الأمن إلى "بذل كل جهد ممكن للتوصّل إلى حلّ يمكّن من مواصلة المساعدة عبر الحدود". 

في الوقت ذاته، رحب الاتحاد الأوروبي بتمديد فتح معبريْ باب السلام والراعي إلى 13 أغسطس/آب 2023، وقال إن هذا الاتفاق الثنائي قصير الأجل "لا يوفر وصولاً مستقراً للمنظمات الإنسانية للتخطيط وتقديم المساعدة في الوقت المناسب وبطريقة فعّالة في شمال غرب سورية".

تقارير عربية
التحديثات الحية

غوتيريس: لن نتخلى عن معبر باب الهوى 

من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أمس الأربعاء، في تغريدة له على "تويتر"، إنه من المخيب للآمال عدم تمكن مجلس الأمن من التوصل لاتفاق بشأن تمديد تفويض الأمم المتحدة لعمليات الإغاثة عبر الحدود في سورية، داعياً جميع الأعضاء إلى مضاعفة جهودهم لدعم إيصال المساعدات عبر الحدود لملايين المحتاجين.

وكان المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك قال، في بيان، على لسان غوتيريس: "إن المساعدة التي تقدمها الأمم المتحدة عبر الحدود تعد بمثابة شريان حياة حقيقي لملايين الأشخاص في شمال غرب سورية، إذ وصلت الاحتياجات الإنسانية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق منذ بداية الصراع، فيما لا تزال آثار الزلازل المدمرة تلقي بظلالها على الناس".

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة "جميع أعضاء المجلس إلى مضاعفة جهودهم لدعم استمرار تقديم المساعدة عبر الحدود لملايين الأشخاص المحتاجين بشدة في شمال غرب سورية لأطول فترة ممكنة".

ذات صلة

الصورة
آثار قصف روسي على إدلب، 23 أغسطس 2023 (Getty)

سياسة

شنت الطائرات الحربية الروسية، بعد عصر اليوم الأربعاء، غارات جديدة على مناطق متفرقة من محافظة إدلب شمال غربيّ سورية، ما أوقع قتلى وجرحى بين المدنيين.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.
الصورة
غارات جوية إسرائيلية على دمشق 21 يناير 2019 (Getty)

سياسة

قتل 16 شخصاً وجُرح 43 آخرون، في عدوان إسرائيلي واسع النطاق، ليل الأحد- الاثنين، على محيط مصياف بريف حماة وسط سورية.
المساهمون