تتعدد معاناة النازحين في مدينة إدلب السورية. ورغم عدم وجود إحصائيات رسمية لعدد سكان وقاطني المدينة حاليا، إلا أن التقديرات تشير إلى نحو نصف مليون شخص، وهذا الرقم هو ثلاثة أضعاف آخر إحصائية في 2010 قبل اندلاع الثورة السورية، بعدد 150 ألف شخص، حيث كانت مدينة إدلب تعد أصغر مدينة كمركز محافظة بين المحافظات الأربع عشرة.
الشقيقان أسامة ومحمد القرق، اضطرّا إلى النزوح مع عائلتهما من قرية كفر دريان إلى مدينة إدلب بحثا عن العمل والرزق، حيث ترتفع نسبة البطالة بين سكان شمال غربي سورية لتصل إلى 85% (تشمل النسبة عمال المياومة)، بحسب تقرير لمنسقي استجابة سورية صدر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
يحمل الشقيقان يوميا، على مدار 8 ساعات، أدوات تنظيف وبرميل ماء على دراجة نارية، ليقدما خدمة تنظيف السيارات لعشرات المشتركين في منازلهم. وبغض النظر عن حالة الطقس مهما كانت والظروف القاسية في إدلب، فإن الشقيقين يتفانيان في عملهما وينظفان سيارات مشتركيهم ثلاث مرات أسبوعيا مقابل مبلغ خمسة وثلاثين ليرة تركية (1.87 دولار).
تعود أهم أسباب ارتفاع نسبة البطالة إلى غياب فرص العمل، وعدم وجود الخبرة الكافية، وضعف التدريب والكفاءات الوطنية، وعدم توافر الخبرات العملية لمعظم الخريجين، ونقص المتابعة والدعم من أماكن تخرّجهم.
يقول أسامة القرق، في حديثه لـ"العربي الجديد": "نزحنا من قرية كفر دريان الصغيرة إلى مدينة إدلب الأكبر والأكثر كثافة بالسكان بحثا عن العمل والرزق، وهنا العمل جيد، وزبائني يشعرون بالسعادة عندما يخرجون من منازلهم ويجدون سياراتهم نظيفة، وأكثر ما نعانيه هو تأمين المياه، وغالبا ما نلجأ إلى ملء برميل الماء من أماكن عامة ونقله على الدراجة النارية".
أما محمد فكانت له رسالة للشباب العاطل عن العمل، إذ يقول لـ"العربي الجديد": "الحمد لله، العمل جيد ونعيل أسرتنا بما نجني، وأشجع جميع الشباب العاطلين عن العمل على السعي وراء الرزق. كنا نعمل أنا وأخي كل منا على دراجته النارية الخاصة به، ولكن بعد تعرّض دراجة أسامة للسرقة الشهر الماضي اضطررنا للعمل على دراجة واحدة، وهذا ما صعّب علينا المهمة".