ناجيات من سجون النظام ينظمن وقفة احتجاجية في إدلب بمناسبة اليوم العالمي للاختفاء القسري
نظّم "تجمع الناجيات في الشمال السوري"، يوم الاثنين، وقفة احتجاجية في مدينة إدلب، شمال غربيّ سورية، بمناسبة اليوم العالمي للاختفاء القسري، شاركت فيها عشرات النساء السوريات اللواتي كُنّ سابقاً معتقلات في أقبية النظام السوري.
وقالت مديرة التجمع، سلمى سيف، في حديث لـ "العربي الجديد": "أقمنا عصر الاثنين وقفة تضامنية في اليوم العالمي للاختفاء القسري بمدينة إدلب، للمطالبة بكشف مصير المغيبين والمغيبات داخل سجون النظام السوري، وحثّ المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية للضغط على النظام والإفراج عن المعتقلين والمعتقلات، وكشف مصير المغيبين والمختفين قسراً".
وأضافت سيف: "أحمل اليوم صورة عائشة حاج إبراهيم، كنا معاً في أفرع أمن النظام بسجن عدرا، وتلقينا خبر استشهادها، ولكنني ما زلت على أمل أن يكون الخبر غير صحيح. وبدوري أطالب بالكشف عن مصيرها"، مؤكدةً أنه "لا مستقبل في سورية بوجود نظام (بشار) الأسد. المستقبل في سورية بتبييض السجون، وإخراج جميع المعتقلين وسقوط نظام بشار الأسد".
بدورها أشارت أم محمد المتحدرة من مدينة أريحا غربي محافظة إدلب، وهي إحدى الناجيات من سجون النظام السوري، إلى أنها قضت داخل سجون النظام السوري أكثر من شهرين. واستدركت بالقول: "لكن صهري ما زال معتقلاً منذ أحد عشر عاماً، أتيت أنا وزميلاتي للمطالبة بالمختفين قسراً ولنطالب المجتمع الدولي بالتدخل لإخراج جميع المعتقلين من سجون النظام السوري".
وتروي أم محمد لـ "العربي الجديد" قصتها بقولها: "كنت معتقلة مع زوجي لأكثر من شهرين في سجون النظام، وخرجنا بعملية تبادل أسرى جرت سابقاً بين النظام والمعارضة، وبعد خمسة وعشرين يوماً ذهب زوجي إلى سوق المدينة الذي قصفته الطائرة الحربية حينها واستشهد، وانقلب فرحي إلى عزاء".
أما إحدى السيدات المشاركات في الوقفة، المتحدرة من ريف العاصمة السورية دمشق، فرفضت الكشف عن اسمها خوفاً على أقربائها المعتقلين في سجون النظام السوري، فقالت في حديثها لـ"العربي الجديد": "شاركت اليوم في الوقفة التضامنية مع زميلاتي في تجمع الناجيات للمطالبة بالمختفين قسراً، اسأل أين ابني، وأين أخي، وأين ابن خالتي، وأين ابن خالي، وأين أخوتي، وأصدقائي الذين كانوا معي في المعتقل!؟ أريد أن أعرف ما هو مصيرهم".
من جهتها، أوضحت السيدة نبوغ بدرة، المتحدرة من مدينة أريحا غربيّ محافظة إدلب لـ "العربي الجديد" أنها "اعتقلت خمسة عشر يوماً في سجون النظام السوري، خلال عام 2016"، مضيفةً: "اليوم أتيت مع زميلاتي الناجيات لوقفة احتجاجية ضد الاختفاء القسري، وأناشد الأمم المتحدة ومجلس الأمن معرفة مصير الناس المختفين قسراً".
وكانت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" قد أشارت في تقريرٍ لها الاثنين، أنّ قرابة 102 ألف سوري مختفين قسراً في سورية منذ مارس/ آذار 2011، غالبيتهم العظمى على يد النظام السوري الذي هدف إلى تحطيم الشعب السوري وترهيبه. جاء ذلك في التقرير السنوي العاشر عن الاختفاء القسري في سورية الصادر عن الشبكة بمناسبة اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري تحت عنوان "سنوات طويلة من الألم والفقد اللحظي".