أفاد رئيس مجلس اتحاد الطلاب في جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية، عمر الساري، بأنّهم تلقّوا وعوداً جدية من قبل وسطاء بإنهاء أزمة "اختبارات غير المكتمل لطلبة كلية الطب"، الأمر الذي جعل المجلس يعلّق الاعتصام المفتوح في حرم الجامعة حتى يوم الأحد المقبل في الثاني من يوليو/ تموز المقبل.
وأوضح الساري لـ"العربي الجديد"، اليوم الاثنين، أنّ "خطوتنا أتت بادرة حسن نية، مع فتح المجال للحوار مع إدارة الجامعة، بما يضمن حقّ الطلاب وعلى قاعدة عدم وجود صفر جامعة في قضية الاختبارات التي تشمل 360 طالباً وطالبة". وأضاف أنّ "مجلس طلاب النجاح بقيادة الكتلة الإسلامية، الذراع الطالبية لحركة حماس، حريص على الوقوف خلف حقوق الطلاب والحفاظ في الوقت نفسه على مؤسسة الجامعة التي تُعَدّ من أقدم الجامعات الفلسطينية وأعرقها".
يُذكر أنّ أكثر من 20 قيادياً طالبياً في جامعة النجاح الوطنية، من بينهم الساري، احتجّوا يوم الأحد الماضي في 18 يونيو/ حزيران الجاري في حرم الجامعة، بهدف التوصّل إلى حلّ مبدئي للحفاظ على حقوق طلاب الطب.
وكانت القضية قد بدأت بإعلان عمادة المجمّع الطبي الذي يضمّ كلية الطب وعلوم الصحة عن مواعيد سبعة "امتحانات غير مكتمل" لنحو 360 طالباً يومَي السابع والثامن من يونيو الجاري، في حين أراد الطلاب تأجيلها. وعندما رفضت إدارة الجامعة والكلية ذلك، استجاب الطلاب لقرار مجلس الطلاب وامتنعوا عن التقدّم للامتحانات في الموعد المحدّد، الأمر الذي جعل إدارة الجامعة ترصد علامة الصفر الجامعي لجميع الممتنعين، وهو ما يعني إجبارهم على التسجيل مجدداً في تلك المساقات ودفع مبالغ مالية كبيرة.
وشرح الساري أنّ قرار اللجوء للاعتصام جاء بعد عشرة أيام من الحوار مع إدارة الجامعة من أجل تأجيل "امتحانات غير المكتمل"، فالتزمت بذلك ثلاثة كتل طالبية؛ وهي بالإضافة إلى الكتلة الإسلامية، جبهة العمل الطالبي التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والقطب الطالبي التابع للجبهة الديمقراطية.
يُذكر أنّ حركة الشبيبة التابعة لحركة فتح امتنعت عن الانخراط في ذلك، في بادئ الأمر، غير أنّها عادت لتلتحق بالتحرّك الاحتجاجي.
وشدّد الساري على أنّهم كطلاب لا يريدون "كسر الجامعة أو معاندة إدارتها على الاطلاق"، لكنّهم في المقابل يرفضون "الظلم الذي وقع على هذا العدد الكبير من الطلاب"، مبيّناً أنّ "خطوات ولقاءات واجتماعات مطوّلة سبقت الخطوة الاحتجاجية الأخيرة، غير أنّها لم تخرج للأسف بأيّ نتيجة".
وأشار رئيس مجلس الطلاب إلى أنّ إدارة جامعة النجاح الوطنية رفضت إدخال أيّ من الأغطية والفرش للمعتصمين في حرم الجامعة، الأمر الذي اضطرّهم إلى النوم على الأرض، كذلك منعت دخول أيّ وسيلة إعلامية إلى الحرم.
وفي ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد، أعلن الساري تشكيل لجنة للحوار مع إدارة الجامعة تتألّف من المجلس والكتل الطالبية، على أن تُعلَن مخرجات الحوار بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى يوم الأحد المقبل. وشرح أنّ "الاتفاق تمّ على عدم اعتماد أيّ علامة صفر لأيّ طالب لم يتقدّم لامتحان غير مكتمل، على أن يُبلوَر حلّ نهائي في الأيام المقبلة بما يحفظ حقوق الطلاب".
وفي حين اعتذرت إدارة جامعة النجاح الوطنية عن الإدلاء بأيّ تصريح، أصدرت كلية الطب فيها بياناً في خلال الأزمة أكّدت فيه أنّها تفهّمت ظروف الطلاب وحدّدت موعداً لإكمال الامتحانات لمن لم يتقدّم لها. لكنّ إدارة الكلية فوجئت، بحسب ما أفادت، بدعوة مجلس اتحاد الطلاب بالامتناع عن الخضوع للامتحانات الباقية، الأمر الذي يشكّل "خرقاً صارخاً للأنظمة الأكاديمية".
وقد رفضت إدارة الكلية مطالب المجلس المتعلقة بإعادة تحديد مواعيد لإكمال "امتحانات غير المكتمل"، إذ لا يجوز أن يُساوى من أدّى امتحاناً في موعده مع من يؤدّيه بعد شهر من ذلك.
تجدر الإشارة إلى أنّ الكتلة الإسلامية، الذراع الطالبية لحركة حماس، قد فازت في انتخابات مجلس طلاب جامعة النجاح الوطنية قبل نحو أربعين يوماً، علماً أنّ تلك الانتخابات كانت تُجرى للمرّة الأولى منذ انتخابات عام 2017.