مياه ملوثة بالكوليرا في محافظات سورية

13 أكتوبر 2022
المياه الملوثة تؤدي إلى الإصابة بالكوليرا (رامي السيد/ Getty)
+ الخط -

سجّلت الجهات الصحية في سورية إصابات جديدة بالكوليرا في كل من مناطق سيطرة النظام السوري والإدارة الذاتية شمال شرق سورية، ومناطق سيطرة الجيش الوطني شمالي البلاد، بالإضافة للمنطقة الخاضعة لسيطرة "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) شمال غرب البلاد. 

وارتفع عدد الإصابات بشكل مطرد في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية. وبحسب الإحصائية الصادرة عن "شبكة الإنذار المبكر والاستجابة الأولية"، بلغ عدد الإصابات المشتبه بها الكلية 11607، بينما سجلت 146 إصابة مثبتة. أما عدد الوفيات الإجمالي فبلغ 23 وفاة، بينما بلغ عدد الإصابات المشتبه بها للإحصائية خلال يوم صدورها 470 حالة، وهذه الإحصائية صدرت مساء أمس الأربعاء 12 أكتوبر/ تشرين الأول. 

ووثقت الشبكة في الإحصائية وفاة جديدة في المنطقة الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني شمال الرقة، متمثلة بتل أبيض إضافة لأجزاء من محافظة الحسكة بمنطقة رأس العين، ليرتفع عدد الوفيات إلى اثنين، بينما سجلت 33 إصابة جديدة مثبتة، وبلغ إجمالي الإصابات المشتبه بها 223.

أما في منطقة شمال غرب سورية التي تضم كلا من منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون والمناطق التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام، فبلغ عدد الإصابات المسجلة حديثاً 102 إصابة، بينما سجلت سابقاً وفاة واحدة، وبلغ إجمالي الحالات المشتبه بها 1121، والعدد الأكبر من الحالات المشتبه بها مسجل في منطقة عفرين 53 حالة، تليها منطقة جرابلس 44 حالة، بحسب الإحصائية. 

وسجلت مناطق سيطرة النظام السوري 757 إصابة مثبتة بالكوليرا وفق الإحصائية الأخيرة التي صدرت أمس الأربعاء عن المكتب الإعلامي في وزارة الصحة. أما عدد الوفيات الإجمالي فبلغ 41. وقالت الوزارة إن "معظم الوفيات ناتجة من التأخر في طلب المشورة الطبية المبكرة، أو لأشخاص يعانون من أمراض مزمنة".

مصادر المياه ملوثة 

وأكدت منظمة الصحة العالمية خلال فحصها 205 عينات من مصادر مائية وبيئية في كل من حلب ودير الزور والرقة ودمشق، بينها 186 عينة مأخوذة من مياه الشرب، و21 عينة من مياه الصرف الصحي، و12 عينة من الخضار، أن النتائج أظهرت وجود عينة موجبة بالكوليرا في شبكة الصرف الصحي بحلب، وعينتين في معمل للثلج بالمدينة، وعينة موجبة في محطة مياه بالمدينة الصناعية. أما في دير الزور، فكان هناك ثلاث عينات موجبة ضمن خزانات لمياه الشرب وشبكة المياه.

وفي مدينة الرقة، سجلت المنظمة في تقريرها الذي نشر يوم 11 أكتوبر/ تشرين الأول ثلاث عينات موجبة، واحدة منها في خزان للمياه وأخرى في نهر الفرات، بالإضافة إلى عينة من مصدر منزلي. وفي دمشق، سجلت حالة موجبة واحدة بمياه الصرف الصحي.

وفي ما يتعلق بتعقيم مياه الشرب، يوضح المهندس البيئي محمد إسماعيل في حديث لـ "العربي الجديد"، أن نسب الكلور المستخدمة في تعقيم المياه تعتمد على نوع البكتيريا والطفيليات الموجودة في المياه، وتستخدم بنسب دقيقة جداً، وبشكلين الأول سائل والثاني غازي في عملية تسمى "الكلورة"، وهي عملية فعالة في قتل الفيروسات والبكتيريا والديدان الطفيلية، لكنها غير فعالة في التخلص من باقي ملوثات الماء منها عكارة الماء أو الطعم والرائحة، بالإضافة إلى المواد الكيميائية التي قد تكون موجودة بالمياه.

ويلفت إسماعيل إلى أن كمية الكلور تتراوح ما بين 0.02 و0.05 مليغرام للتر الواحد من الماء، والمادة الثانية الأكثر فاعلية هي "الفلور"، وتستخدم بكميات قليلة جدا مقارنة بالكلور نظراً لخطورته على صحة العظام. ويقول إن عمليات التعقيم تتم في محطات الضخ الرئيسية للمدن، ولا يمكن القيام بها في محطات ضخ بدائية، أو بشكل منزلي نظراً لخطورتها. ويجب أن يكون هناك متخصصون يشرفون على تعقيم آبار المياه والصهاريج وخصوصاً في مناطق المخيمات أو المناطق السكنية التي لا تصل إليها المياه عبر محطات الضخ الرئيسية.

بدوره، يلفت مدير فريق منسقو استجابة سورية محمد حلاج خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن سبب انتشار مرض الكوليرا بشكل كبير في منطقة حارم (محافظة إدلب) يرتبط بضعف منظومة الصرف الصحي في المخيمات، "ما جعلها تشكل بيئة مناسبة لنشر الأمراض، بالإضافة إلى قلة المياه النظيفة في المخيمات وخارجها، واستهتار السكان بالمرض، وعدم اتخاذ إجراءات وقائية".

المساهمون