تحوّلت ساعة العد التنازلي لكأس العالم 2022 المقامة على كورنيش الدوحة، والمرفوعة على جوانبها أعلام الدول التي تأهلت للمشاركة في البطولة، إلى مزار يومي لعشاق كرة القدم وضيوف دولة قطر، وتعجّ بالزوار من المواطنين والمقيمين ومن تتسنى لهم زيارة الدوحة في هذه الأوقات، فيلتقطون الصور التذكارية إلى جانب أعلام الدول المتأهلة، وينخرطون أحياناً في نقاشات حول حظوظ المنتخبات المتأهلة لكأس العالم والفريق الذي يرجح أن يرفع كأس البطولة في 18 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
ورفعت أعلام الدول الـ 32 المتأهلة للبطولة على جانبي الكورنيش. وفي وقت يحرص البعض على الحصول على صور تذكارية إلى جانب أعلام الدول المشاركة، يفضل آخرون التقاط صور تذكارية إلى جانب ساعة العد التنازلي من الحلقة المتصلة التي تشكل شعار كأس العالم FIFA قطر 2022، ساعين إلى أن يكونوا جزءاً من الحدث التاريخي.
ويُعرب عدد من الزوار عن شعورهم بالفخر لنيل دولة عربية شرف تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم لأول مرة، وحرصهم على أن يكونوا جزءاً من هذه البطولة التاريخية التي لن تُمحى من الذاكرة، مؤكدين أنّ قطر قادرة على إبهار العالم. وتقول الجزائرية فاديا إنها جاءت لزيارة ساعة العد التنازلي لرؤية أعلام الدول التي تأهلت لكأس العالم، وكانت تتمنّى أن يكون علم بلادها حاضراً بين الأعلام، راجية أن يتأهل منتخب الجزائر في بطولة كأس العالم المقبلة، ومشيرة إلى أنها فخورة باستضافة قطر بطولة كأس العالم، كما أنها واثقة من قدرتها على تنظيم بطولة مبهرة تبقى في ذاكرة الجميع.
من جهتها، تعرب المغربية فاطمة الزهراء عن فخرها بتأهل بلادها إلى نهائيات كأس العالم في قطر، قائلة خلال مراقبة علم بلادها المرفوع في الساحة إنها ستحرص على متابعة مباريات المنتخب المغربي على المدرجات، وداعية الجماهير المغربية لمؤازرة منتخب بلادها. كما تؤكد أن الجماهير ستشهد بطولة استثنائية، معربة عن سعادتها باستضافة قطر هذه البطولة العالمية كأول دولة عربية، ومشيرة إلى أنها ستكون جزءاً من هذا الحدث العالمي كونها تعمل وتقيم في قطر.
بدوره، يتحدث الأردني بندر العزام عن الاستعدادات والتجهيزات التي قامت بها قطر لاستضافة أول بطولة لكأس العالم تقام في المنطقة العربية، قائلاً إنه واثق من قدرة قطر على إنجاز بطولة تاريخية، وداعياً الجمهور الأردني إلى متابعة مباريات البطولة على الرغم من عدم تأهل بلاده إلى النهائيات، ومتمنياً التوفيق للمنتخبات العربية في البطولة. ويشير إلى أن المنتخب التونسي قد يكون رقماً صعباً في البطولة.
من جهته، يعرب الأردني شريف العزام عن ثقته بأن كأس العالم سيكون بطولة استثنائية، قائلاً إن كأس العرب كانت تجربة ناجحة وقد سبقت كأس العالم، وأبهرت قطر الجمهور بحسن تنظيمها للبطولة. ويقول إنه يشجع منتخب البرتغال بسبب حبه لكريستيانو رونالدو الذي يتمنى أن يختم مسيرته برفع كأس البطولة كونه لاعباً كبيراً ويستحق ذلك، مشيراً إلى أن حظوظ المنتخبات العربية في البطولة لن تكون كبيرة بسبب شدة المنافسة.
ولا يخفي الجزائري يعقوب خيبة أمله بسبب عدم تأهل منتخب بلاده إلى نهائيات كأس العالم في قطر، قائلاً إنه كان يتمنى أن يرى علم بلاده بين الأعلام المرفوعة على كورنيش الدوحة، ومعرباً عن ثقته بأن منتخب بلاده سيكون مشاركاً في نهائيات البطولة العالمية المقبلة. يضيف أنه سيحرص على متابعة مباريات البطولة، وهو فخور باستضافة قطر لهذه البطولة العالمية لأول مرة في المنطقة العربية، وواثق من نجاحها الباهر في تنظيم البطولة. وأزيح الستار في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في حفل أقيم على كورنيش الدوحة، عن "ساعة العد التنازلي لبطولة كأس العالم قطر 2022"، والذي نظمته اللجنة العليا للمشاريع والإرث بالتعاون مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، قبل حوالي عام من انطلاق البطولة. وقدم اللاعب الفرنسي السابق مارسيل دوساييه النسخة الأصلية من بطولة كأس قطر 2022، وركل الكرة إيذاناً ببدء العد التنازلي للمونديال.
كذلك شهد الحفل عرضاً ضوئياً من خلال استخدام "طائرات الدرون". وأظهرت قطر قدرة كبيرة على التنظيم في هذا الحفل من خلال عناصر الإبهار المتمثلة في تقديم العرض الخاص بالدعوة لحضور مباريات المونديال بالإضافة إلى الإضاءة الخاصة بالحفل، عدا عن إشراك جميع الفئات التي تعيش في المجتمع القطري في الوعد العربي بتنظيم كأس العالم بعد 365 يوماً. وشارك في الحفل أطفال وشيوخ ونساء، مؤكدين جهوزية قطر لضربة البداية وفتح أبوابها من أجل استقبال ملايين الزوار والمشجعين من شتى بقاع الأرض.
وجاء الكشف عن ساعة العد التنازلي الرسمية قبل عام على انطلاق صافرة مونديال قطر 2022، الذي سيقام ما بين 21 نوفمبر/ تشرين الثاني و18 ديسمبر/ كانون الأول في 8 ملاعب تتميز بمواقع يسهل الوصول إليها من جميع أنحاء قطر. وقبل عام على انطلاق صافرة مونديال قطر 2022 على استاد البيت في مدينة الخور شمالي قطر بين الدولة المضيفة ومنتخب الإكوادور، أعلنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث استكمال البناء في الاستادات الثمانية المستضيفة لمنافسات النسخة الأولى من المونديال في العالم العربي والشرق الأوسط. وجاء هذا الإعلان بعد وضع اللمسات الأخيرة على استاد لوسيل، أضخم استادات المونديال بطاقة جماهيرية تبلغ 80 ألف مشجّع، والذي سيشهد المباراة النهائية في البطولة العالمية المرتقبة.