مواجهة التصحر بالعراق.. شجرة لكل طالب جديد في مدارس الأنبار

28 اغسطس 2022
يسعى العراق لمواجهة التصحر عبر حملات التشجير (إسماعيل عدنان/لايت روكيت)
+ الخط -

في قرار لاقى استحساناً واسعاً من قبل المواطنين، فرضت السلطات المحلية في محافظة الأنبار، غربي العراق، شرطاً لقبول الطلاب الجدد في المدارس، يتضمن زراعة ذوي الطالب شجرة واحدة، ويكون مسؤولاً عنها طوال سنوات دراسته الابتدائية الست، وذلك بالتزامن مع دعوات شعبية واسعة بالعراق لمواجهة التصحر ومشاكل التغير المناخي، الذي تعاني منه البلاد، حيث تشهد عواصف ترابية ورملية متكررة سببت وفيات وخسائر مادية خلال العام الحالي.

وأظهرت وثيقة لمديرية التربية والتعليم في محافظة الأنبار، كبرى محافظات العراق غربيّ البلاد، تشير إلى التصديق على مقترح يهدف إلى مواجهة العواصف الترابية وظاهرة التصحر، وذلك باعتبار زراعة شجرة واحدة لكل طالب جديد شرطاً لقبوله في الصف الأول الابتدائي، ويكون مسؤولاً عنها لمدة 6 سنوات، وهي مدة الدراسة الابتدائية في العراق.

ولم تكشف الوثيقة عن آلية زراعة الأشجار من قبل أولياء أمور التلاميذ الجدد أو مكان زراعتها، لكن الدكتور محمود القيسي، المشرف بوزارة التربية في بغداد، قال لـ"العربي الجديد" إن "القرار غير ملزم قانوناً لتسجيل الطلاب، لكنها مبادرة مرحب بها، ويمكن أولياء الأمور الاعتذار منها أو قبولها".

ووفقاً للقيسي فإن "الحدائق المدرسية بالدرجة الأولى ثم محيط المدارس من جزرات وسطية وأرصفة ستكون مكاناً ممتازاً لزراعة الأشجار، وهي ثقافة يجب أن تسود بالمجتمع عموماً، مع تحديات التصحر وتغييرات المناخ"، مضيفاً أن "دوائر البلدية في المدن يمكن أن تنسق مع المدارس في تحديد مناطق حاجتها للغطاء النباتي والقريبة أيضاً من مصادر مياه الري، لإنجاح المبادرة".

ويعتبر العراق إحدى أبرز دول المنطقة تأثراً بالتغييرات المناخية الأخيرة، وأبرزها الجفاف الذي أثر بالمساحات الخضراء في البلاد، إلى جانب العواصف الترابية والرملية التي خلفت ضحايا وخسائر مالية في الأشهر الأخيرة.

وتسعى بغداد للتخفيف من آثار الأزمات المناخية عبر برامج عدة أبرزها حملات التشجير العامة، لكن يؤكد خبراء أنها غير كافية حتى الآن ما لم ترتق إلى حملات وطنية لزراعة أحزمة خضراء حول المدن وإعادة إحياء الغابات التي تصحرت بالسنوات الماضية.

المساهمون