مصير غامض لمهاجرين وطالبي لجوء سودانيين في تونس

تونس

إيمان الحامدي

إيمان الحامدي
04 اغسطس 2023
02_48_01.Still176.jpg
+ الخط -

يزداد وضع المهاجرين وطالبي اللجوء السودانيين في تونس غموضاً، بعد تفاقم الأوضاع في بلادهم، نتيجة تواصل الاشتباكات الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ ما يزيد عن 100 يوم، ما أدى إلى تشريد ثلاثة ملايين سوداني.

وتلتزم المنظمات الراعية لشؤون اللاجئين والمهاجرين في تونس الصمت حيال وضع السودانيين، في ظل أزمة المهاجرين في البلاد التي تصاعدت خلال الأشهر الأخيرة مع ارتفاع موجات العنصرية ضدهم.

ويُشكّل السودانيون طيفاً واسعاً ضمن المهاجرين وطالبي اللجوء المقيمين في تونس، في قائمة دول أفريقيا جنوب الصحراء بعد الإيفواريين والسوريين، بينما يغيب العدد الرسمي حول المهاجرين غير النظاميين الحاملين للجنسية، وفق الأرقام الرسمية للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

لكن هؤلاء المهاجرين وطالبي اللجوء الفارين من الحرب في بلادهم متروكون لمصير غامض بحسب طالب اللجوء أحمد آدام الذي تقدم منذ عام 2019 بطلب لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين من أجل تسوية وضعية إقامته في تونس.

يقول آدام لـ"العربي الجديد" إنه يقيم في مدينة مدنين جنوب تونس صحبة عدد كبير من أبناء بلده، غير أنه لا يحصل على أي مساعدة مالية ولا معنوية من قبل المنظمات الراعية لشؤون اللاجئين، كما لا يزال ملف حصوله على اللجوء في تونس قيد الدرس منذ ما يزيد عن 4 أعوام.

ويؤكد المتحدث أن "الوضع في بلاده لا يشجع"، في انتظار لجوئه إلى بلدان قد تتيح له فرص عيش أفضل، مشيراً إلى أن العديد من أبناء بلده هاجروا خلسة نحو إيطاليا في الأسابيع الأخيرة "بعد تصاعد موجات العنصرية ضد المهاجرين في تونس" .

وأضاف "بعضهم وصل إلى "لمبيدوزا" الإيطالية وآخرون انقطعت أخبارهم وقد يكونون في عداد المفقودين أو الموتى، بعد أن غرقت مراكبهم التي انطلقت من سواحل صفاقس وجرجيس".

ويشير المتحدث إلى "وضع صعب يعيشه السودانيون الفارون من بلدهم بسبب الحرب، بينما تغض المنظمات الدولية البصر عن حقوقهم كطالبي لجوء يحتاجون إلى دعم خاص وفق القوانين والمواثيق الدولة".

وبحسب آدم لا تزال وفود الفارين من الحرب متواصلة، مؤكداً أن "مهاجرين سودانيين يصلون بشكل متواتر إلى تونس، سواء عبر الحدود البرية مع الجزائر أو ليبيا، فضلاً عن مهاجرين آخرين يتم اعتراضهم في البحر أثناء محاولهم الوصول إلى إيطاليا".

وتشير الأرقام الرسمية للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى أنّ عدد السودانيين الحاصلين على صفة اللجوء أو طالب اللجوء يقدر بـ566 شخصاً من مجموع 9474 مُسجلاً على قائماتها الرسمية للمفوضية إلى حدود نهاية الربع الأول من 2023 .

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

ويعتبر المتحدث الرسمي باسم منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر أنه "كان من المرجح منذ اندلاع الاشتباكات في السودان في إبريل/ نيسان الماضي أن يزيد تدفق الفارين من الحرب نحو بلدان شمال أفريقيا"، مشيراً إلى أن "وضعهم كان يقتضي وضع خطط خاصة لاستيعابهم، غير أن ذلك لم يحصل وفق قوله".

وأكد بن عمر لـ"العربي الجديد" أن "الأفق يزداد ضيقاً أمام المهاجرين مع استمرار الحرب السودانية"، مرجّحاً أن "يزيد إقبالهم على الهجرة غير النظامية في اتجاه أوروبا رغم المخاطر الكبيرة التي تسببها الرحلات على متن قوارب متهالكة واستغلال مهربي البشر لهذه الفئة الهشة من المهاجرين".

وقال "لا تحدّ صعوبة الحصول على صفة لاجئ أو طالب لجوء في تونس من تدفق المهاجرين"، مؤكداً "ارتفاع أعداد هذه الفئة التي باتت تفضل الاستقرار في تونس رغم ارتفاع موجات العنصرية ضدهم نتيجة غياب الخيارات والبرامج الدولية لحمايتهم".

والأسبوع الماضي، كشف وزير الداخلية التونسي كمال الفقيه عن عدد المهاجرين في بلاده، مؤكداً أن 80 ألف مهاجر من دول جنوب الصحراء موجودون في تونس، بينهم 17 ألف بصفاقس.

وأفاد في نقاش صلب البرلمان بأن قوات الأمن "لا تتوانى في بذل أي جهد لنجدة وإنقاذ المهاجرين على الحدود البرية أو البحرية"، موضحاً أنه "تم إنقاذ 15327 مهاجراً غير نظامي" غالبيتهم من دول جنوب الصحراء منذ مطلع 2023 وحتى نهاية تموز/ يوليو.

ذات صلة

الصورة

سياسة

اقتحم عناصر من قوات الدعم السريع عدداً من منازل المدنيين في ولاية الجزيرة بشرق السودان أواخر الشهر الماضي، ونفذوا انتهاكات كبيرة بحق السكان.
الصورة
خلال وضع تماثيل أثرية عند مدخل المتحف الوطني في الخرطوم، 2008 (خالد دسوقي/فرانس برس)

منوعات

تداول ناشطون معلومات عن عمليات نهب واسعة طاولت عدداً من المتاحف السودانية، وهذا ما تؤكده السلطات في البلاد، وتسعى إلى إيقافه
الصورة
السيول شردت النازحين (فرانس برس)

مجتمع

تزيد الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات آلام السودانيين المنكوبين أصلاً في ظل الحرب المستمرة منذ إبريل/ نيسان 2023 والنزوح واللجوء.
الصورة
عناصر من "الدعم السريع" في الخرطوم، 2019 (فرانس برس)

سياسة

أدى هجوم شنته قوات الدعم السريع على قرية في ولاية الجزيرة وسط السودان إلى مقتل "ما قد يصل إلى 100" شخص، وفق ما أعلنت لجنة ناشطين مؤيدة للديمقراطية الخميس.
المساهمون