مشروع مدعوم دولياً لربط 3 آلاف مدرسة عراقية بالإنترنت

27 اغسطس 2021
تجهيز 3 آلاف مدرسة بالإنترنت من أصل 40 ألفاً (يونس كلس/الأناضول)
+ الخط -

في مسعى لتجاوز مشكلة الإنترنت، وهي من أبرز المشاكل التي عانى منها قطاع التعليم في العراق خلال التعامل مع جائحة كورونا واعتماد التعليم عن بُعد، كشفت وزارة التربية العراقية عن مشروع جديد بالتعاون مع منظمتي "يونسكو" و"يونيسف"، والاتحاد الأوروبي لتزويد المدارس العراقية بالإنترنت. الخطوة قد تمثّل حلاً جزئياً للعام المقبل الذي يتّجه العراق فيه أيضاً لاعتماد التعليم المدمج، في حال استمرّت البلاد بتسجيل معدلات إصابة مرتفعة بفيروس كورونا.
وتشمل الخطة تجهيز 3 آلاف مدرسة. وهو أقل بكثير من العدد الكلي للمدارس الابتدائية والمتوسطة والإعدادية في البلاد، والبالغ عددها أكثر من 40 ألف مدرسة.
واليوم الجمعة، قال مسؤول بوزارة التربية العراقية إنّ العمل جارٍ في مدارس عدّة ببغداد لبدء المشروع الهادف لتزويد 3 آلاف مدرسة بالإنترنت. وأضاف أنّ المشروع هو بـ"مبادرة من اليونسكو واليونيسف والاتحاد الأوروبي وسيوفر الجهد والنفقات، وسنكون بمواكبة التطورات الحالية"، في إشارة إلى جائحة كورونا وما فرضته من تحديات على التعليم. وتحدث عن نية الوزارة تعميم المشروع بمختلف مناطق العراق في وقت لاحق.
ويُعتبر تراجع مستوى البنى التحتية لقطاع التعليم في العراق، أحد أبرز التحديات التي واجهتها البلاد خلال العامين الدراسيين الماضيين، إذ إنّ عدم توفّر شبكة الإنترنت في المدارس، فضلاً عن ضعفها في المنازل وانعدامها بشكل كامل في مدن ومناطق مختلفة وخاصة النائية والريفية منها، تسبّب في توقف عجلة التعليم بشكل شبه كامل، ما دفع الوزارة العام الماضي إلى الاستعانة بأولياء الأمور لإكمال مناهج التعليم لأبنائهم الطلاب. كما قررت الوزارة إلغاء الامتحانات النهائية واحتساب درجة منتصف الفصل بدلاً منها لعبور الطلاب إلى مرحلة جديدة.

إلى ذلك، أكّد ممثّل منظمة "يونيسكو" في العراق، باولو فونتاني، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء العراقية "واع"، وجود مبادرة لتوفير الإنترنت لـ3 آلاف مدرسة، "ستستخدم لتغذية معلومات البيانات المتعلقة بالتربية، التي تمكننا من اتخاذ القرارات الصحيحة، وتوجيه العملية التربوية بشكل صحيح"، لافتاً إلى أنّ ذلك يمكن أن ينعكس بشكل إيجابي على الأداء التربوي للمدارس. 

وتابع: "هناك قاعدة بيانات واستخدام للتكنولوجيا في قطاع التعليم، من خلال منصة نيوتن وغيرها، لكن بعد عام 2020 نسعى إلى نظام إدارة المعلومات التربوية". 
و"نيوتن" هي منصة رقمية اعتمدتها وزارة التربية العراقية بشكل رسمي لبثّ الدروس إلكترونياً خلال فترة الحظر الصحي وتحوّل الدوام في المدارس من حضوري إلى إلكتروني. 
وقال المشرف التربوي علي القيسي، إنّ تجربة التعليم الإلكتروني كانت جيدة على الرغم من مصاعبها وعدم توفّرها في مدن وقرى وبلدات كثيرة. ووفقاً للقيسي، فإنّ عدد المدارس التي سيتم ربطها بالإنترنت قليل، فهي لا تمثّل حلاً شاملاً للمشكلة الخاصة بالتعليم عن بُعد.
وأوضح لـ"العربي الجديد" أنّ محاولة ربط المدارس العراقية بالإنترنت تمثّل خطوة متطوّرة توفر الكثير من الوقت والجهد اللذين يتطلبهما البحث في الأرشيف، أو تزويد الطلبة المتخرّجين بوثائقهم وبياناتهم.

المساهمون