مسلمو البوسنة يحيون ذكرى مذبحة سربرنيتسا

11 يوليو 2024
في مقبرة ضحايا مذبحة سربرنيتسا في البوسنة، 11 يوليو 2024 (سمير يورداموفيتش/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **إحياء ذكرى مذبحة سربرنيتسا:** يحيي مسلمو البوسنة ذكرى مذبحة سربرنيتسا التي وقعت في 1995، حيث قتلت قوات صرب البوسنة نحو ثمانية آلاف مسلم. خصصت الأمم المتحدة الحادي عشر من يوليو يوماً عالمياً للتأمل في الإبادة الجماعية.

- **دفن رفات الضحايا:** دفنت رفات 14 شخصاً آخرين من ضحايا المذبحة، ليصل العدد الإجمالي إلى 6,988 ضحية، وما زال البحث جارياً عن نحو ألف شخص آخرين.

- **موقف الاتحاد الأوروبي:** وصف الاتحاد الأوروبي المذبحة بأنها "واحدة من أحلك اللحظات في تاريخ أوروبا الحديث"، مؤكداً رفضه لإنكار الإبادة وتمجيد مجرمي الحرب.

يحيي مسلمو البوسنة اليوم ذكرى مذبحة سربرنيتسا التي وقعت في عام 1995، وقد تجمّع آلاف الأشخاص في المدينة الواقعة في شرق البوسنة بمناسبة مرور 29 عاماً على المذبحة التي تعرّض لها مسلمو البلاد في خلال الحرب الأهلية. ويأتي ذلك بعد شهرَين من تخصيص الأمم المتحدة الحادي عشر من يوليو/ تموز "يوماً عالمياً للتأمّل في الإبادة الجماعية التي وقعت في عام 1995 في سربرنيتسا وإحياء ذكراها".

وقد أُدرج هذا اليوم على روزنامة الأمم المتحدة إحياءً لذكرى 11 تموز 1995، حين سيطرت قوات صرب البوسنة بقيادة راتكو ملاديتش على مدينة سربرنيتسا، قبل أشهر قليلة من انتهاء الحرب الأهلية في البوسنة التي استمرّت ثلاثة أعوام. وفي الأيام التالية، قتلت قوات صرب البوسنة نحو ثمانية آلاف مسلم من رجال ومراهقين، في جريمة وصفتها المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة ومحكمة العدل الدولية بأنّها إبادة جماعية.

الصورة
في وداع ضحايا مذبحة سربرنيتسا في البوسنة قبل دفن رفاتهم - 11 يوليو 2024 (سمير يورداموفيتش/ الأناضول)
في وداع ضحايا مذبحة سربرنيتسا، 11 يوليو 2024 (سمير يورداموفيتش/ الأناضول)

بعد 29 عاماً.. دفن رفات ضحايا مذبحة سربرنيتسا

وفي ذكرى مذبحة سربرنيتسا اليوم، توجّهت مولودة حسنوفيتش إلى موقع دفن ابن عمّها الذي كان يبلغ من العمر 18 عاماً عندما قُتل. وقالت لوكالة فرانس برس إنّ "الأمور تصعب عندما يحلّ شهر يوليو. انتهت بهم الحال هكذا (ضحايا) فقط لأنّهم يحملون اسماً (مسلماً) مختلفاً". وكانت حسنوفيتش قد فقدت أكثر من عشرة من أقاربها الذكور في المذبحة، من بينهم والدها وزوجها الذي يقع قبره بجوار قبر ابن عمّها، مع العلم أنّ رفاته دُفن مرّتَين إذ عُثر عليه في مقبرتَين جماعيّتَين مختلفتَين. وقد أشارت المرأة، البالغة من العمر 54 عاماً، إلى أنّها ما زالت تبحث عن بقايا شقيقها، "على الأقلّ عظمة واحدة" لدفنه.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أقرّت، في أواخر مايو/ أيار 2024، تخصيص يوم عالمي لذكرى مذبحة سربرنيتسا المروّعة، على الرغم من المعارضة الشديدة التي أبداها صرب البوسنة وكذلك صربيا. وقد رفض رئيس الكيان الصربي في البوسنة ميلوراد دوديك، مراراً وتكراراً، أن تكون إبادة جماعية قد ارتُكبت، مشدّداً على أنّ إدارته لن تعترف بالقرار الأممي. يُذكر أنّ محكمة تابعة للأمم المتحدة أصدرت حكماً بالسجن المؤبّد في حقّ الزعيم السياسي لصرب البوسنة رادوفان كارادجيتش وقائد جيشه راتكو ملاديتش، بتهمة ارتكاب جرائم حرب بما في ذلك الإبادة الجماعية في سربرنيتسا.

الصورة
رفات ضحايا مذبحة سربرنيتسا في البوسنة - 11 يوليو 2024 (سمير يورداموفيتش/ الأناضول)
قبيل دفن رفات عدد من ضحايا مذبحة سربرنيتسا في مقبرة بوتوكاري، 11 يوليو 2024 (سمير يورداموفيتش/ الأناضول)

واليوم الخميس، دُفن رفات 14 شخصاً آخرين من ضحايا المذبحة، من بينهم فتى كان في السابعة عشرة من عمره حينها، في مقبرة تذكارية في قرية بوتوكاري التابعة لبلدية سربرنيتسا. وسوف يُدفن بيريز موييتش، الذي عُثر على رفاته في منطقة سربرنيتسا في العام الماضي، بجوار شقيقه حازم.

وحتى الآن، دُفن رفات ستّة آلاف و988 من ضحايا مذبحة سربرنيتسا المروّعة، من بينها رفات كثيرة غير مكتملة، ومعظمها تحت شواهد قبور بيضاء في بوتوكاري. وقد عُثر على الرفات في 87 مقبرة جماعية، في حين أفادت متحدثة باسم معهد المفقودين في البوسنة وكالة فرانس برس بأنّهم ما زالوا يبحثون عن نحو ألف شخص. وللتغطية على الجريمة، عمدت قوات صرب البوسنة إلى نقل جثث الضحايا إلى مقابر جماعية ثانوية.

الاتحاد الأوروبي: فظائع في مذبحة سربرنيتسا

وأمس الأربعاء، وصف الاتحاد الأوروبي الذي تطمح البوسنة إلى الانضمام إليه، الفظائع التي ارتُكبت في خلال مذبحة سربرنيتسا بأنّها "واحدة من أحلك اللحظات في تاريخ أوروبا الحديث". وقال منسّق السياسة الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل والمفوّض الأوروبي لشؤون التوسيع أوليفر فارهيلي، في بيان مشترك، إنّ "لا مكان بيننا لأولئك الذين ينكرون الإبادة الجماعية ويحاولون إعادة كتابة التاريخ وتمجيد مجرمي الحرب".

ويوم الاثنين الماضي، كان آلاف الأشخاص قد انطلقوا في مسيرة بشرق البوسنة لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية. والمسيرة، التي تمتدّ على مئة كيلومتر، تُنظَّم سنوياً انطلاقاً من سربرنيتسا وصولاً إلى قرية نيزوك التي وصل إليها أوائل الناجين حينها. وقد دارت الحرب في البوسنة ما بين عامَي 1992 و1995 بين الكروات والمسلمين والصرب، وأودت بحياة نحو 100 ألف شخص. وبعد نحو ثلاثة عقود من انتهاء الحرب، ما زالت الدولة التي تُعَدّ واحدة من دول البلقان منقسمة بشدّة على أسس عرقية.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون