مخلفات حربية تقتل شخصاً وتصيب 5 آخرين في إدلب السورية

25 اغسطس 2022
عناصر من الخوذ البيضاء يجرون مسحاً لذخائر غير منفجرة (عارف وتد/فرانس برس)
+ الخط -

قضى شخص، اليوم الخميس، متأثراً بجروح أصيب بها من جرّاء انفجار ناجم عن مخلفات حربية، على مقربة من مدينة معرة مصرين في الريف الشمالي لمحافظة إدلب شمال غربيّ سورية، علماً أنّه تعرّض للإصابة مع خمسة آخرين أمس الأربعاء.

وهذه الحادثة طاولت عمّالاً في ورشة لجمع الخردة وصهرها، وقد أُسعفوا من قبل الدفاع المدني السوري الذي نقلهم إلى المستشفى. وفي هذا الإطار، قال منسّق برنامج الذخائر غير المنفجرة لدى الخوذ البيضاء، محمد سامي المحمد لـ"العربي الجديد" إنّ "من غير الممكن التحديد بشكل دقيق لنوع مخلفات الحرب التي انفجرت بسبب طبيعة العمل والمكان الذي انفجرت فيه".

أضاف المحمد أنّ "من غير الممكن التقليل من خطورة أيّ نوع من أنواع الذخائر غير المنفجرة"، لكنّه لفت إلى أنّ "القنابل العنقودية بسبب استخدامها المكثّف من قبل النظام السوري وروسيا، وانخفاض نسبة انفجارها الفوري بعد وصولها إلى الأرض مقارنة بباقي أنواع الذخائر وانتشارها الواسع بسبب طبيعة انفجار الحواضن التي تلقيها الطائرات أو التي تحملها الصواريخ، يمكننا القول إنّها تمثّل الخطر الأكبر".

وتابع المحمد، قائلاً: "فرقنا وثّقت استخدام قوات النظام وروسيا 11 نوعاً من القنابل العنقودية في قصفها السوريين. ولا هدف محدداً للذخائر العنقودية، فهي تُنشر بشكل عشوائي في مناطق واسعة، وقد تصل نسبة القنابل التي لا تنفجر مباشرة بعد ارتطامها بالأرض إلى نحو 40 في المائة، الأمر الذي يؤدّي إلى نتائج مدمّرة لأيّ شخص قد يصادفها لاحقاً".

قضايا وناس
التحديثات الحية

ووثّقت فرق الدفاع المدني منذ بداية عام 2022 وحتى أوّل من أمس الثلاثاء في 23 أغسطس/آب الجاري، 18 انفجاراً لمخلفات حربية في شمال غرب سورية أدّت إلى مقتل 12 شخصاً من بينهم خمسة أطفال، وإصابة 18 آخرين من بينهم 14 طفلاً وامرأة.

وفي نهاية مارس/آذار الماضي، توفي الطفل مصطفى البكور البالغ من العمر 10 أعوام، وهو من بلدة شنان في منطقة جبل الزاوية، بحسب ما لفت الناشط عمر المصطفى من أبناء البلدة لـ"العربي الجديد". وشرح المصطفى أنّ الفتى كان "يرعى الأغنام عند عثوره على جسم غريب في أرض زراعية سبّب وفاته على الفور جرّاء انفجاره". أضاف أنّ "طفلاً آخر من أبناء البلدة فقد يده قبل عامَين بانفجار أحد مخلفات الحرب في الأراضي الزراعية".

وفي تقريره الثانوي الثاني عشر الذي أصدره في نهاية عام 2021 حول رصد استخدام الأسلحة العنقودية في العالم، بيّن التحالف الدولي للقضاء على الذخائر العنقودية والحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية أنّ سورية هي الدولة الوحيدة في العالم التي تشهد استخداماً مستمراً للأسلحة العنقودية منذ عام 2012. وقد سُجّلت أعلى حصيلة ضحايا في سورية في عام 2020، وتخطّت أكثر من نصف الحصيلة الإجمالية (52 في المائة) للضحايا على مستوى العالم. وذكر التقرير نفسه أنّ 147 ضحية سقطت من جرّاء انفجار ذخائر عنقودية في عام 2020، الأمر الذي يشير إلى خطورة انتشار مثل هذه الذخائر وتداعيات استخدامها.

المساهمون