محمد عاطف أفغان... لاجئ أفغاني يصر على تعليم أولاده

18 ابريل 2022
اعتاد محمد عاطف أفغان على العيش في باكستان (العربي الجديد)
+ الخط -

 

أحبّ اللاجئ الأفغاني محمد عاطف أفغان باكستان، على الرغم من هشاشة وضعه الاقتصادي والمعيشي في بلاد الغربة. اعتاد هذا البلد وبات له أصدقاء فيه، بالإضافة إلى توفيره فرص عمل أكثر مقارنة بأفغانستان. ولد الشاب الثلاثيني في باكستان في أحد مخيمات اللاجئين الأفغان شمال غربي البلاد، بعدما لجأت أسرته إليها إبان الغزو السوفياتي لأفغانستان. وعاش كل حياته في مخيمات مختلفة في قرى وأرياف شمال غرب البلاد، قبل أن يستقر به الحال في مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة الباكستانية إسلام أباد. لكن بسبب مضايقات الشرطة والغلاء، انتقلت أسرته إلى مدينة بشاور، علماً أنه يعمل ما بين إسلام أباد وراولبندي المجاورة لها، ويرسل لأسرته ما تحتاج إليه من مال.

ويقول إن والده كان مزارعاً في أفغانستان قبل الغزو السوفياتي. وبعده، "دمرت قريتنا في ولاية قندوز في الشمال، ما اضطرنا إلى ترك البلاد والمجيء إلى باكستان. عاشت أسرتي في مخيمات مختلفة في شمال غرب باكستان، لا سيما مخيم ناصر باغ وكتشه كري، حيث ولدتُ".

أحب أفغان التعلّم منذ نعومة أظافره، وكان يأمل أن يكون مدرساً جامعياً، وخصوصاً أن أحد جيرانه الباكستانيين في بشاور كان مدرساً جامعياً، وحلم أن يكون مثله. لكن ظروف اللجوء والفقر حالا دون تحقق ذلك الحلم. درس حتى الصف الثامن فقط في إحدى مدارس اللاجئين في شمال غرب باكستان، ثم ترك الدراسة واضطر إلى العمل من أجل تأمين لقمة العيش. 

تزوج ابنة عمه في عمر صغير وأنجبا ستة أولاد، ويرغب أن يواصل أطفاله التعلم على الرغم من الظروف المعيشية الصعبة، وإن كان يخشى أن يواجهوا مصيره نفسه بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة. ويعمل في مهن مختلفة في إسلام أباد وراولبندي، ويعيش في غرفة صغيرة مع أصدقاء له، لأن جل ما يكسبه يرسله لأسرته في بشاور. والمشكلة الأخرى أن والديه يعانيان من مشاكل صحية، ما يضطره إلى توفير الدواء والغذاء لهما.

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

من جهته، يقول الوالد شير علي أفغان وهو في العقد السابع من العمر: "قضيت نصف حياتي في باكستان والنصف الآخر في بلاد الغربة والبحث عن الرزق لا أكثر. مارست مهناً كثيرة من أجل توفير ما يحتاجه أولادي. واليوم، أعاني من أمراض السكري وضغط الدم ومرض القلب، ولا أستطيع أن أخرج من المنزل حتى لأداء الصلاة. والسبب الرئيسي وراء ذلك هو الأعمال الشاقة التي مارستها بعدما دمرت الحرب كل شيء".  

على الرغم مما يواجهه من مشاكل في باكستان والبعد عن الأسرة والأولاد ومشقة العمل، إلا أن أفغان يحب هذه البلاد كثيراً. يقول: "أمضيت كل حياتي في باكستان. تعامل هذا الشعب معنا كان وما زال مثالياً وجيداً. رأينا منهم خيراً كثيراً. أعمل في هذه البلاد بكل راحة. ولولا بعض مضايقات الشرطة والغلاء في إسلام أباد، لعشت هنا إلى الأبد. لكن الآن أخطط لأن أحصل على عمل جيد في مدينة بشاور، لأكون قريباً من أهلي وأولادي لأن الأمور في بلادنا غير مستقرة، ولا أتوقع أن تتحسن الأوضاع هناك".
لا يعرف الشاب عن قريته في ولاية قندوز شمالي البلاد كثيراً. إلا أن والده ما زال على صلة بالأقارب، كما يطمئن على محاصيله الزراعية التي يهتم بها أولاد عمه.  

المساهمون