محكمة جزائرية تؤيد سجن تونسيين بتهمة تهريب الغذاء وسط صدمة الأسر

محكمة جزائرية تؤيد سجن تونسيين بتهمة تهريب الغذاء وسط صدمة الأسر

28 فبراير 2023
يعاقب القانون الجزائري على تهريب مواد غذائية بالسجن من 5 إلى 30 سنة (Getty)
+ الخط -

قضت محكمة جزائرية، اليوم الاثنين، بسجن تونسيين مدة خمس سنوات بتهمة محاولة تهريب مواد غذائية، بعد أن قضت في يناير/كانون الثاني الماضي بسجنهم مدة 10 سنوات في الطور الإبتدائي من المحاكمة. 

وحطّ القضاء الجزائري في الطور الاستئنافي اليوم من الأحكام الصادرة سابقاً في شأن 7 تونسيين إلى 5 سنوات، بعدما أدينوا بتهريب مواد تموينية عبر الحدود البرية.

وفي ديسمبر/كانون الأول، قامت مصالح الأمن في محافظة تبسة بإيقاف حافلة جزائرية على متنها 9 أشخاص، بينهم تونسيون تتراوح أعمارهم بين 20 و70 سنة، حاولوا إدخال كميات كبيرة من المواد الغذائية إلى تونس. 

حينها، حجزت جوازات سفرهم التونسية، وهواتفهم، ومبلغاً مالياً قدره 4 آلاف دينار (حوالي 1300 دولار) من العملة التونسية، بالإضافة إلى الحافلة التي كانت تقّل الموقوفين.

وتداول نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لأسر التونسيين المسجونين في الجزائر وقد أصيبوا بصدمة بعد تخفيف الحكم الصادر ضد ذويهم، بينما كانوا ينتظرون الإفراج عنهم، عقب حملة مناشدة أطلقتها منظمات مدنية لمطالبة السلطات الجزائرية بإطلاق سراح المسجونين، الذين اضطرتهم الظروف الاجتماعية الصعبة للتجارة في مواد تموينية يتم جلبها من الجزائر.

وقال رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان مصطفى عبد الكبير إن" القضاء الجزائري حط العقوبة السجنية إلى 5 سنوات بناء على القانون الذي أصدرته السلطات الجزائرية مؤخرا، والمتعلق بتهريب المواد الغذائية والذي تتراوح فيه مدة العقاب ما بين 5 و30 عاما.

وأضاف في تصريح لـ"العربي الجديد" أن التونسيين الصادر في حقهم الحكم بالسجن لم يكن لديهم إطلاع على هذا القانون"، مشيرا إلى أنه "سيتم تعقيب الحكم الصادر اليوم الاثنين".

واعتبر عبد الكبير أن" المسجونين في الجزائر هم من ضحايا وضعهم الاجتماعي الصعب"، مشددا على "ضرورة مناشدة السلطات الجزائرية من أجل تمتيعهم بالعفو".

كذلك، دعا نشطاء وحقوقيون في تونس إلى تدخل رسمي من قبل السلطات للإفراج عنهم، معتبرين أن الأحكام الصادرة ضد التونسيين في الجزائر لا تتناسب ونوعية الجريمة المرتكبة،لا سيما أن الحافلة التي كانت تقلهم كانت بصدد عبور بوابة حدودية مراقبة من قبل مصالح الجمارك والدرك الجزائريين".

وتعتبر البوابات البرية الحدودية شمالي تونس المنفذ الرئيس لآلاف التجار، الذين يعبرون بشكل دوري بين البلدين لجلب السلع في إطار التجارة البينية في المدن الحدودية.

وتشكل المواد الغذائية التموينية أبرز السلع التي يجلبها التونسيون من الجزائر، سواء بغاية الاستهلاك العائلي أو بنية التجارة، وكانت دراسة لمركز "مالكوم كير كارنيغي للشرق الأوسط" أشارت إلى أن المعابر ليست باتجاه واحد، فالسلع المهرّبة إلى الجزائر من تونس منوّعة أيضاً وتشمل عجائن المعكرونة، وزيت الطبخ، والطماطم المعلّبة، والتبغ المنكّه، وأنابيب المياه، والموز، وغيرها.

المساهمون