لم يستطع المغربي الزاهر مراد، المكوث في مدينة الدار البيضاء، عقب الزلزال الذي ضرب قرى جبال الأطلس، مساء الجمعة 8 سبتمبر/أيلول الماضي، وتوجه مسرعا إلى المناطق المتضررة للمساعدة في نجدة المنكوبين.
كاميرا "العربي الجديد" رصدت خلال جولتها في قرى جبال الأطلس، العديد من مشاهد الدمار والمتطوعين، غير أن مهمة مراد كانت مختلفة، حيث تركزت في إنقاذ الحيوانات من تحت الأنقاض والتي يحرص سكان القرى على تربيتها في منازلهم بخلاف المناطق في المدن.
يحكي مراد لـ"العربي الجديد" عن سبب وجوده في المنطقة المنكوبة قائلا: "شاهدت فيديو ليلة الزلزال لسيدة في قمة الجبل تطلب النجدة من المغاربة، أنا باعتباري متطوعاً أحب المساعدة، فقد أرى شخصا يغرق في البحر وأذهب لإنقاذه بدون تفكير، أو منزلا اشتعلت به نار لا أفكر وأذهب للمساعدة، أنا هكذا".
يضيف: "عندما رأيت السيدة تطلب النجدة، أسرعت إلى هنا وفي جيبي 60 درهما فقط، لكن الله يسر لي الأمور وسافرت بالمجان إلى الجبل مع إحدى الحافلات".
يشرح مراد قائلا: "وصلت إلى مراكش الحوز، وقطعت مسافة طويلة لأعلى الجبل، عملي الآن هنا هو إنقاذ الحيوانات، بالأمس أنقذت عجلا صغيرا، والآن أصعد الجبل لأعطي الأكل للدجاج والأرانب التي غمرتها التربة، وأعطيها الماء لكي تبقى على قيد الحياة".
يقول مراد لـ"العربي الجديد": "جئت من الدار البيضاء متطوعاً. أنا الآن لا أفكر في شيء، دماغي ونفسيتي يفكران فقط في هذا الخراب الذي ترونه أمامكم، تخيل معي لم أكلم عائلتي لمدة 3 أيام، لأن ليس لدي وقت لذلك الآن".
وضرب زلزال بقوة 7 درجات المغرب مساء 8 سبتمبر/ أيلول الجاري، أسفر وفقا لأحدث بيانات وزارة الداخلية أسفر الزلزال عن 2946 وفاة و5674 إصابة، إضافة إلى دمار مادي كبير.