المغرب: تحذيرات من مواجهة الناجين مخاطر الأمطار والبرد

الرباط
avata
عادل نجدي
صحافي مغربي. مراسل العربي الجديد في المغرب.
21 سبتمبر 2023
زلزال المغرب.. اقتراب الشتاء يقض مضاجع المتضررين في الخيام
+ الخط -

تتواصل في المغرب جهود الإغاثة والبحث بين الأنقاض عن ضحايا الزلزال الذي ضرب بقوة 7 درجات على مقياس ريختر مناطق شاسعة في خمسة أقاليم مغربية في 8 سبتمبر/ أيلول الجاري، وسط مخاوف وتحذيرات من مواجهة الناجين كوارث جديدة مع اقتراب موسم الأمطار الذي قد يتسبب بسيول وانجراف للتربة، وانخفاض في درجات الحرارة.
وحذرت حركة "مغرب البيئة 2050" غير الحكومية من أن منحدرات جبلية في منطقة أمين تالا بمدينة أمزميز قد تتعرض لانهيارات في أي وقت، ومن أنها خطرة جداً لنصب خيام في أسفلها. ودعت الحركة بالتالي إلى توعية المنكوبين بالتهديدات رغم إصرارهم على البقاء في أراضيهم وعدم إخلائها، ونقل الخيام إلى سفوح وفضاءات بعيدة عن مصادر الخطر، وذلك حتى إنجاز عملية إعادة الإعمار التي ستستغرق وقتاً طويلاً.

قضايا وناس
التحديثات الحية

من جهته، أعلن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أن التوقعات التي تشير إلى احتمال سقوط أمطار وشيكة، وتزايد خطر الانهيارات الأرضية، تؤكد الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات سريعة وأكثر فاعلية من أي وقت. وحذر الاتحاد أيضاً من أنّ "الطهي في الداخل واستخدام مدافئ الغاز مع اقتراب الطقس البارد قد يزيد خطر اندلاع حرائق، ما يجعل الدعم المالي لشراء الإمدادات الأساسية من مصادر محلية أمراً أساسياً وضرورياً".
ويقول المتحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بينوا كاربنتييه، إنّ "تضرر الطرقات، خصوصاً في قرى جبلية معزولة، يجعل عملية توزيع الإمدادات الأساسية بمثابة سباق مع الزمن، خصوصاً أننا قلقون من الظروف الجوية الوشيكة".
ويبدي عبد الله خيي الذي يسكن في مدينة أمزميز خوفه من مواجهة الناجين أوضاعاً أكثر سوءاً قد تهدد حياتهم خصوصاً أن المنطقة مقبلة على فترة من البرد وتساقط الأمطار والثلوج. ويلفت في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن "سكان المنطقة يعانون في الأوضاع العادية من صعوبات وعزلة بسبب تساقط الثلوج فكيف سيكون حالهم في أوضاع استثنائية بعدما دمّر الزلزال منازلهم، وجعلهم يعيشون في خيام؟".
ويقول كاتب عام جمعية "تكنارين للتنمية والتضامن" في إقليم شيشاوة، مصطفى أجيار، لـ"العربي الجديد": "يتخوف جميع الناجين الذين فقدوا منازلهم من تقلبات أحوال الطقس خلال الأيام المقبلة. ومع ورود أي نشرة إنذار من مديرية الأحوال الجوية تحضر في أذهان الناجين صور المعاناة التي قد يعيشونها مع الشتاء والبرد والثلج، لذا يحاولون الاستعداد عبر اقتناء البلاستيك المخصص للزراعة من أجل تدعيم الخيام غير الآمنة، لكنهم يصطدمون بواقع استغلال البعض الوضع الكارثي عبر رفع سعر البلاستيك من 22 درهماً (أكثر من دولارين) للمتر الواحد إلى 35 درهماً (أكثر من 3 دولارات)".

من الضروري مساعدة منكوبي الزلزال قبل هطول الأمطار وحلول الطقس البارد (فتحي بلعيد/ فرانس برس)
من الضروري مساعدة منكوبي الزلزال قبل هطول الأمطار وحلول الطقس البارد (فتحي بلعيد/ فرانس برس)

ويؤكد رئيس "الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان" غير الحكومية، إدريس السدراوي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "اقتراب موسم الأمطار والثلوج في المنطقة سيؤثر سلباً في الجهود التي تبذلها فرق الإغاثة والقوات المسلحة الملكية لإيواء المنكوبين وعلاج الجرحى". ويدعو الحكومة والجهات المسؤولة إلى "وضع خطة استباقية من أجل استمرار النجاح نفسه الذي واكب تعامل السلطات مع الكارثة حتى الآن".
في المقابل، يتحدث مدير العمليات والمنسق الإقليمي لعمليات الإنقاذ والإسعافات الأولية في الهلال الأحمر بمراكش، محمد النص، لـ"العربي الجديد"، عن أن المنظمة ستدرس الاحتياجات المستجدة للناجين خلال المرحلة المقبلة، بالتنسيق مع السلطات العمومية وشركائها في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. ويلفت إلى أنّ "الهلال الأحمر المغربي يحدّث توقعاته كي تمر الفترة المقبلة في أحسن الظروف، وتزداد فعالية مساعدة المنكوبين بالزلزال قبل هطول الأمطار وحلول الطقس البارد". 
ويتزامن ذلك مع مواصلة السلطات إحصاء السكان المتضررين في عملية يرجح أن تستمر حتى نهاية الشهر الجاري تمهيداً لبدء منح أموال إعادة البناء.
والخميس الماضي، أعلن الديوان الملكي أن 50 ألف مسكن انهارت كلياً أو جزئياً بسبب الزلزال، وأن الدولة ستقدم مساعدة مالية مباشرة قيمتها 140 ألف درهم (نحو 14 ألف دولار) لكل من أصحاب المساكن المنهارة كلياً، و80 ألف درهم (نحو 8 آلاف دولار) لتغطية أعمال إعادة تأهيل تلك التي انهارت جزئياً، كما سيوفر مساعدات عاجلة قيمتها 30 ألف درهم (نحو 3 آلاف دولار) لكل أسرة متضررة.

وظهرت في الأيام الماضية حاجة ماسة إلى توفير خيام للأشخاص الذين فقدوا بيوتهم، وهو ما حصل حيث نصِبت مئات من الخيام على طول الحزام الجبلي الممتد من إقليم الحوز إلى شيشاوة. ووفر الجيش أماكن لإيواء 1500 من منكوبي الزلزال بمدينة أمزميز ضمن المخيم العسكري الميداني الذي يستطيع استيعاب 2500 شخص مع تقديم مواد أساسية وغذاء ودعم طبي وصحي ومواكبة نفسية للمقيمين فيه.

ذات صلة

الصورة
يُقلق موسم الأمطار والشتاء سكان مخيمات شمال غربي سورية (العربي الجديد)

مجتمع

غرقت وتضررت خيام كثيرة للاجئين في السنوات الأخيرة بفعل العواصف والأمطار والسيول خلال الشتاء في الشمال السوري لكنهم لا يزالون داخلها، وتتهددهم مآسٍ جديدة
الصورة
فلسطينيون في مخيم نزوح عشوائي في رفح - جنوب قطاع غزة - 2 فبراير 2024 (محمد عابد/ فرانس برس)

مجتمع

تأتي أمطار فصل الخريف الأولى لتضاعف معاناة النازحين الفلسطينيين الذين هجّرتهم الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ نحو عام.
الصورة
تتكرر الفيضانات في اليمن (محمد حمود/ Getty)

مجتمع

يواجه اليمنيون مأساة تلو الأخرى، وكان آخرها السيول والفيضانات التي اجتاحت محافظة الحديدة وخلفت قتلى وأضراراً كبيرة.
الصورة
السيول شردت النازحين (فرانس برس)

مجتمع

تزيد الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات آلام السودانيين المنكوبين أصلاً في ظل الحرب المستمرة منذ إبريل/ نيسان 2023 والنزوح واللجوء.
المساهمون