استمع إلى الملخص
- **وضع كارثي:** وصف عميد بلدية البركت الوضع بـ"الكارثي والمأساوي"، مع نزوح 8 آلاف مواطن دون مساعدات كافية، وسكنهم في مدارس ومباني عامة تفتقر للمرافق الصحية.
- **استجابة غير كافية:** رغم جهود الحكومات في إرسال مساعدات وإعادة الكهرباء، إلا أن الجهود لم تشمل جميع المناطق المتضررة، مما يزيد من مخاوف السكان بشأن الأوضاع المستقبلية.
تتواصل معاناة مئات المواطنين الليبيين النازحين في مناطق الجنوب الغربي، حيث تسببت السيول والفيضانات التي اجتاحت مناطقهم خلال الأيام الثلاثة الماضية في خروجهم من منازلهم، وسط شكاوى من عدم قدرة سلطات البلاد على مساعدة النازحين في تجاوز أزمتهم.
وشهدت مناطق غات وتكالة والبركت والقطرون، جنوب غربي البلاد، هطول كميات غير مسبوقة من الأمطار، منذ ساعات الصباح الأولى ليوم الجمعة الماضية، أسفرت عن محاصرة العديد من الأسر داخل منازلها، قبل أن تتدفق السيول بسبب جريان الوديان إلى كامل أحياء هذه المناطق وتغرق منازل المواطنين.
وفيما أعلنت حكومتا البلاد، حكومة الوحدة الوطنية والحكومة المكلفة من مجلس النواب، تشكيل لجان طوارئ لإغاثة المناطق المتضررة والبدء بتسيير قوافل أدوية وأغذية، وتجهيز مستشفيات المناطق المجاورة، إلا أن تلك الإجراءات الحكومية "لم تكن بحجم الكارثة" بحسب شهادة الناشط في مجال الإغاثة حمزة التواتي، الذي يؤكد أن الحكومتين لم تضعا خطة مدروسة لمواجهة ما تشهده مناطق جنوب غرب البلاد، على الرغم من التحذيرات المسبقة من مراكز الأرصاد بشأن قرب وصول موجات الأمطار غير المسبوقة.
ويصف عميد بلدية البركت، محمد زماكي، الوضع في مناطق جنوب غربي البلاد بـ"الكارثي والمأساوي"، كاشفا
لـ"العربي الجديد" عن نزوح قرابة 8 آلاف مواطن بسبب السيول وتدفق المياه إلى منازلهم، مشيرا إلى أن غالبية النازحين لم يتلقوا أي مساعدات كافية حتى الآن، مناشدا حكومتي البلاد بسرعة رفع جهودهما وتكثيف تسيير قوافل الإغاثة للنازحين، موضحا أن "هؤلاء النازحين يسكنون المدارس والمباني العامة بشكل جماعي دون أن تتوفر لهم الموافق الصحية اللازمة لهم".
ومنذ منتصف الأسبوع الماضي، توقع المركز الوطني للأرصاد الجوية انتقال موجة الأمطار الغزيرة التي ضربت مناطق الجنوب الشرقي إلى الجنوب الغربي وتعرض مناطقه لسيول من جراء جريان الأودية، وأمس السبت توقع المركز بدء استقرار حالة الطقس في مناطق جنوب غرب البلاد وانحسار موجة الأمطار، ما اعتبره التواتي في حديثه لـ"العربي الجديد" عاملا مشجعا للجمعيات الخيرية والإنسانية لتقديم المساعدات للنازحين في المناطق التي تعرضت للسيول.
ويشدد التواتي على ضرورة توافر "الخيام وأي مرفق متنقل يمنح النازحين ظرف سكن مؤقت، وتوفير عدد من سيارات شفط المياه من داخل المنازل والأحياء السكنية لمساعدة النازحين في إعادة تهيئة منازلهم"، مضيفا: "هناك مساعدات ضرورية الآن، كتوفير الأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة، وغذاء الأطفال والأغطية وغيرها من لوازم العيش اليومي للنازح".
وحول المساعدات التي أعلنت حكومتا البلاد عن إرسالها، يقول التواتي: "لم تكن المساعدات الحكومية بحجم الكارثة، فرغم جهود إرجاع الاتصالات والكهرباء في بعض أحياء غات والقطرون، غير أن قرى تعالة والبركت لم تتمكن الحكومة من إعادة الاتصالات والكهرباء فيها حتى الآن"، لافتا إلى مخاوف السكان من تهالك شبكات الكهرباء، موضحا أن "أغلب الأسر نزحت خوفا من أن تتحول مياه الأمطار والسيول إلى موصل للكهرباء بسبب ترامي أسلاك الكهرباء على الأرض وسقوط بعض الأعمدة أيضا، وهو ما يحتم معالجة هذه المخاوف لتطمين المواطنين ورجوعهم إلى منازلهم".
وتواصل حكومتا البلاد إعلاناتهما بشأن مناطق الجنوب الغربي. فبعدما أعلنت حكومة الوحدة الوطنية، ليل الأمس السبت، عن رجوع الكهرباء إلى غات والبدء بتقييم الأوضاع في تهالة والبركت، قالت في بياناتها أن وزاراتها تواصل متابعة الأوضاع الصحية والإنسانية وإرسال شحنات الدواء والغذاء.
ومن جانبها، نقلت صفحات وزارة الداخلية بحكومة مجلس النواب مشاهد مشاركة سيارات مديريات أمن الجنوب في إجلاء العائلات العالقة داخل منازلها في تهالة، بالإضافة إلى تشكيل لجنة جديدة، مساء الأمس، لمتابعة الأوضاع الطارئة في غات والمناطق المجاورة لها، وكلفتها بمراقبة الأوضاع حتى نهاية الأسبوع الجاري.