مؤيدو فلسطين يطيحون بنعمت شفيق من رئاسة جامعة كولومبيا

15 اغسطس 2024
رئيسة جامعة كولومبيا المستقيلة نعمت شفيق، 15 أغسطس 2024 (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **استقالة نعمت شفيق**: أعلنت رئيسة جامعة كولومبيا، نعمت شفيق، استقالتها بعد احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين أثارت جدلاً حول الدعم الأميركي لإسرائيل، وسط اتهامات بمعاداة السامية والترهيب.

- **ردود الفعل**: شهدت الجامعة مواجهات واحتلال مبانٍ، ورحب رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون بالاستقالة، بينما احتفل المتظاهرون المؤيدون لفلسطين. صوت أعضاء هيئة التدريس لحجب الثقة عن شفيق في مايو/أيار.

- **مسيرة شفيق المهنية**: وُلدت في الإسكندرية، حصلت على درجات علمية من جامعة ماساتشوستس وكلية لندن للاقتصاد، وشغلت مناصب رفيعة في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبنك إنكلترا.

أعلنت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق استقالتها من منصبها بعد أشهر من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين التي أدت إلى إخضاع المؤسسة التعليمية العريقة لتدقيق وطني وقبل أسابيع فقط من بدء الفصل الدراسي الجديد، وفق ما أفادت وسائل إعلام.

وأثارت الاحتجاجات المناهضة للحرب والمخيمات التي أقيمت في جامعة كولومبيا في نيويورك وجامعات أخرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة، النقاش حول الدعم الأميركي لإسرائيل في حربها المدمرة على قطاع غزة.

وقال نقاد إن الاحتجاجات في كولومبيا وجامعات أخرى انحرفت إلى معاداة السامية والترهيب، وبلغت ذروتها بمثول نعمت شفيق أمام الكونغرس الأميركي إلى جانب رؤساء جامعات آخرين واتهامهم بالتفريط بسلامة الطلاب اليهود. واعتبر المتظاهرون وبينهم الكثير من اليهود أنه يتم الخلط بين مناهضة إسرائيل ومعاداة السامية. وقالوا أيضا إن "الادعاءات الفردية بالتعرض لجرائم كراهية هدفها صرف الانتباه عن الدعوات لوقف إطلاق النار بسبب ارتفاع عدد القتلى المدنيين".

وكتبت شفيق في رسالة بالبريد الإلكتروني نشرتها صحيفة "ذا كولومبيا سبكتايتور" الطلابية: "خلال الصيف، كان بامكاني التفكير مليا وقررت أن مغادرتي في هذه المرحلة تمكّن كولومبيا على نحو أمثل من اجتياز التحديات المقبلة". وأضافت "أنا أعلن هذا الآن حتى يكون بالامكان تعيين القيادة الجديدة قبل بدء الفصل الدراسي الجديد".

وشهدت الاحتجاجات احتلال المتظاهرين لمبان جامعية وفي بعض الاحيان حدوث مواجهات بينهم وبين الشرطة، كما هاجم متظاهرون مؤيدون لإسرائيل في أحيان أخرى المخيمات التي أقيمت داخل حرم الجامعات. ورحب رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون الذي وصف سابقا الاحتجاجات بأنها "إرهاب"، باستقالة نعمت شفيق في بيان له الأربعاء.

ورصد "العربي الجديد" فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر هتافات لمتظاهرين مؤيدين لفلسطين عندما سموا بخبر استقالة نعمت شفيق من رئاسة جامعة كولومبيا.

وفي الـ16 من مايو/أيار الفائت، صوّت أعضاء من هيئة التدريس في جامعة كولومبيا الأميركية، لصالح حجب الثقة عن رئيسة الجامعة نعمت شفيق على خلفية تعامل إدارتها مع احتجاجات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين، متهمين إياها بانتهاك الحرية الأكاديمية وحقوق الطلاب، وهو ما يشير إلى فقدان رئيسة الجامعة دعم بعض الأساتذة فيها، كما تقول صحيفة واشنطن بوست.

وبحسب الصحيفة، فإنّ أعضاء هيئة التدريس الذين صوّتوا على حجب الثقة عن نعمت شفيق هم من كلية الآداب والعلوم، وهي الأكبر من بين 21 كلية في جامعة كولومبيا وتخدم أكبر عدد من الطلاب، مشيرة إلى أنه تم تقديم الاقتراح من قبل أعضاء هيئة التدريس الذين يترأسون مجلس إدارة الرابطة الأميركية لأساتذة الجامعات فرع جامعة كولومبيا. وحظي الاقتراح بتأييد 709 من هيئة التدريس، أي بتأييد 65%، وبمعارضة 29%، مقابل امتناع 6% عن التصويت.

معلومات عن نعمت شفيق

بحسب موقع جامعة كولومبيا، عُيّنت نعمت شفيق رئيسة للجامعة في يوليو/تموز 2023، وهي من مواليد الإسكندرية في مصر في الثالث عشر من أغسطس/آب عام 1962. انتقلت إلى الولايات المتحدة بعد أربع سنوات، بعدما تركت عائلتها مصر خلال الاضطرابات السياسية والاقتصادية. تخرّجت من جامعة ماساتشوستس في أمهرست، وحصلت على بكالوريوس في الاقتصاد والسياسة عام 1983 ونالت مرتبة الشرف. ثم تابعت دراستها العليا وحصلت على شهادة الماجستير ثم الدكتوراه في الاقتصاد من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية. بدأت شفيق حياتها المهنية في البنك الدولي، وعُيّنت نائبة لرئيس البنك ووُصفت حينها بأنها أصغر نائب للرئيس، إذ كانت في عمر الـ 36. وبحسب مجلة فوربس الأميركية، شغلت مناصب أكاديمية في كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا وقسم الاقتصاد بجامعة جورج تاون.

وفي عام 2008، عُيّنت شفيق الحاملة للجنسيتين البريطانية والأميركية، المعروفة باسم مينوش، سكرتيرة دائمة لوزارة التنمية الدولية في المملكة المتحدة، وقادت عملية إصلاح شاملة للمساعدات الخارجية البريطانية. بعد ذلك، شغلت منصب نائبة المدير العام لصندوق النقد الدولي ثم نائبة محافظ بنك إنكلترا، وكانت جزءاً من جميع لجان السياسات النقدية والمالية والاحترازية، ومسؤولة عن ميزانية عمومية تزيد عن 500 مليار جنيه إسترليني (ما يعادل حوالي 605 مليارات دولار). وعام 2017، عادت إلى الأوساط الأكاديمية رئيسة لكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية. كما تولت شفيق منصب نائبة رئيس مجلس أمناء المتحف البريطاني، وكانت عضوة في مجلس إدارة المجلس الإشرافي لشركة سيمنز العالمية للطاقة، ومؤسّسة بيل وميليندا غيتس، ومجلس معهد الدراسات المالية. ومُنحت لقب "بارونة" وعُيّنت في مجلس اللوردات البريطاني، كما كرمتها الملكة إليزابيث الثانية الراحلة عام 2015.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون