فاكهة المانغو... غذاء متكامل يدعم المناعة ضد أمراض الصيف

15 اغسطس 2024
المانغو محصول مهم في الهند منذ آلاف السنين (نواه سيلام/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **أصل المانغو وتاريخها**: يعود موطن المانغو الأصلي إلى جنوب آسيا، حيث كانت غذاءً مهماً في الهند لأكثر من 5000 عام. تنتمي إلى جنس Mangifera وعائلة Anacardiaceae، وتوجد حوالي 1500 نوع منها.

- **زراعة المانغو في العالم العربي**: مصر هي الرائدة في زراعة المانغو في العالم العربي، تليها السودان، المغرب، السعودية، والإمارات. تحتاج زراعتها إلى طقس دافئ وتربة جيدة التصريف.

- **فوائد المانغو الصحية**: غنية بالبوتاسيوم، فيتامين سي، الألياف، وحامض الفوليك. تعزز صحة الجهاز المناعي، القلب، والجهاز الهضمي، وتساعد في خفض مستويات السكر والكوليسترول.

لطالما اعتبرت المانغو واحدة من أهم وأشهر الفواكه الموسمية على الإطلاق، ليس فقط بسبب طعمها الفريد، ولكن بسبب فوائدها الصحية. وخلال فصل الصيف يزداد الطلب عليها، خاصة أنها تقدم باردة مع الكثير من الوصفات الخفيفة. وهي تساعد في ترطيب الجسم وتبريده وإنعاشه.

فاكهة قديمة


تعدّ المانغو واحدة من أقدم الفواكه. ويعود موطنها الأصلي إلى جنوب قارة آسيا، وكانت غذاءً مهماً في الهند التي تعتبر المصدر الرئيسي لإنتاجها.
ويعتمد سكان الهند على المانغو باعتبارها جزءاً من نظامهم الغذائي، ودخلت في صميم الطب الهندي التقليدي منذ أكثر من 5000 عام، بحسب بيانات نشرها المجلس الوطني للمانغو الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقراً.
ويورد المجلس أن المانغو كانت محصولاً مهماً في الهند لآلاف السنين، ومصدراً غذائياً أساسيا للسكان، ثم انطلقت زراعتها إلى مناطق مختلفة في جنوب آسيا. وتنتمي إلى جنس النبات المزهر Mangifera وعائلة Anacardiaceae المزروعة في الغالب من أجل ثمارها الصالحة للأكل.
وهناك نحو 1500 نوع من المانغو، وكل منها ذو طعم وشكل ولون مميز، وبينها المانغو الوردي الأحمر Gulab Khas أو Sindhura، والمانغو Totapuri، والمانغو Ratnagiri  Alphonso  الشهير.
 

زراعة المانغو عربياً


وفي المنطقة العربية، تحتل مصر المركز الأول في زراعة المانغو، بحسب بيانات صادرة عن world population review، وقد أنتجت نحو 1.3 مليون طن من هذه الفاكهة عام 2021. ويحتل السودان المركز الثاني بنحو 700 ألف طن، ثم المغرب (نحو 100 ألف طن) والمملكة العربية السعودية (نحو 88 ألف طن)، والإمارات (نحو 10 آلاف طن).
وتحتاج زراعة هذه الفاكهة إلى طقس دافئ نسبياً، مع هطول الأمطار أو ري الأشجار أثناء الإزهار، وبعدها إلى درجات حرارة دافئة وأكثر ارتفاعاً أثناء الإثمار. وتنمو أشجارها بشكل أفضل في تربة عميقة وجيدة التصريف وحمضية قليلاً، وهي تتحمل الظروف الجافة والتشبع بالمياه والملوحة المعتدلة.
المانجو مهمة جداً لصحة الإنسان (كميل ديلبوس/ Getty)
المانغو مهمة جداً لصحة الإنسان (كميل ديلبوس/ Getty)

فوائد المانغو

تتميّز المانغو بعدد كبير من الفوائد الصحية، إذ إن كل كوب من منها يزن (165 غراماً)، يحتوي على نحو 99 سعرة حرارية، ونحو 1.35 غرام من البروتين، و0.63 غرام من الدهون الصحية، إضافة إلى 24.8 غراماً من الكربوهيدرات، ونحو 22.6 غراماً من السكر، ونحو 2.64 غرام من الألياف، بحسب بيانات إدارة الغذاء والدواء الأميركية.
تقول اختصاصية التغذية، لينا بيطار، لـ"العربي الجديد": "تعتبر فاكهة المانغو مهمة جداً لصحة الإنسان، وتحتوي على نسب عالية من البوتاسيوم، وفيتامين سي، والألياف، وحامض الفوليك، كما أنها غنية بالمعادن، ما يجعلها وجبة غذائية متكاملة خاصة للسيدات الحوامل، إذ يدعم حامض الفوليك نمو الجنين وتطوره الصحي". تضيف: "تعد المانغو مصدراً جيداً للفيتامينات والمعادن، وهي تعزز بالتالي صحة الإنسان من أجل مقاومة الأمراض وضعف المناعة، لذا تعتمدها شعوب عدة في نظامها الغذائي". 
وتحث السلطات في الهند المواطنين على تناول المانغو خلال فصل الصيف، باعتبار أن فيتامين "سي" الذي تحتوي عليه يساعد في تقوية جهاز المناعة، ومقاومة العدوى والأمراض. وتناول المانغو بانتظام خلال أشهر الصيف يمكن أن يساعد في الوقاية من نزلات البرد والإنفلونزا، وغيرها من الأمراض الموسمية.
وبحسب بيطار، تساعد المانغو في الوقاية من عدد من الأمراض المزمنة، وتقول: "صحيح لا توجد دراسات واضحة تشير إلى دور المانغو مثلاً في مواجهة أمراض السرطان، لكن بعض الدراسات تشير إلى أن المانغو غنية جداً بمادة بيتا كاروتين، الصبغة المسؤولة عن اللون الأصفر البرتقالي للفاكهة، وهي تعتبر من المواد الأساسية الخاصة بمضادات الأكسدة، وتساعد في حماية الخلايا ومنعها من التلف أو التعرض لأمراض خبيثة".
من جهة أخرى، أظهرت دراسة أجرتها مجلة الطب الأميركية أن المانغو تساعد في دعم صحة القلب والأوعية الدموية، بسبب احتوائها على نسب جيدة من المغنيسيوم والبوتاسيوم، ما يساعد أيضاً في خفض مستويات ضغط الدم. كما تدعم هذه الفاكهة الجهاز الهضمي، إذ تساعد مركبات الأكسدة والمعادن والألياف في تحسين عمل الأمعاء، وتفتيت النشويات الصعبة.
أيضاً تشير بيطار إلى أن الفاكهة قد تساعد في خفض مستويات السكر في الدم والكوليسترول. وتقول: "صحيح أنها تحتوي على كميات كبيرة من الكربوهيدرات التي تعد غير مناسبة لأصحاب الحميات الغذائية، لكنها قادرة بسبب وجود كميات طبيعية من السكر والدهون على تعديل معدل السكر في الدم، وأن تكون وجبة غذائية متكاملة العناصر الغذائية لمحاربة السمنة، خاصة في حال عدم الإفراط في تناولها".

وربطت دراسات عدة أجرت إحداها مجلة الطب الأميركية تناول كمية أكبر من الفاكهة الطازجة بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري بشكل عام. 
ووجدت الدراسة التي أجريت على أشخاص يتبعون حمية غذائية أن إضافة 10 غرامات من المانغو إلى النظام الغذائي كل يوم لمدة 12 أسبوعاً ساعدت في تحسين مستويات السكر في الدم.
ويمكن تناول هذه الفاكهة، بحسب بيطار، في وجبة الفطور، إذ تساعد في الإحساس بالشبع لفترة طويلة، كما يمكن إضافتها مع بعض السلطات أو الأطعمة.

المساهمون