أعلنت الإدارة العامة لأمن السواحل الليبية، فرع الغربية، إنقاذ 473 مهاجراً سرياً، السبت الماضي، كانوا على متن قارب انطلق من غرب العاصمة طرابلس، موضحة أنهم من جنسيات مختلفة، وأُنقذوا من عرض البحر بعد مدة قليلة من انطلاق قاربهم من منطقة "الماية"، ونقلوا إلى مراكز الإيواء الخاصة بالمهاجرين.
كما أحبطت قوة أمنية محاولة تهريب عدد من المهاجرين من سواحل طرابلس الخميس الماضي، وقالت إدارة المهام الخاصة التابعة لحكومة الوحدة الوطنية إنها منعت عملية تهريب 21 مهاجراً سرياً في مدينة القره بوللي شرق العاصمة، وإن دورياتها ضبطت المهاجرين داخل استراحة تُستخدم مقراً لتجميعهم من قبل المهربين، وإن المهاجرين من أربع جنسيات هي بنغلادش وباكستان ومصر والهند.
وتمكن فريق الغوص التابع لإدارة المهام الخاصة، بالتعاون مع جهاز خفر السواحل، من انتشال 3 جثث لمهاجرين بعدما انقلب بهم قارب كان يقلهم في البحر المتوسط.
وخلال الأسبوع الماضي، كشفت بيانات لجمعية الهلال الأحمر في مدينة صبراتة عن انتشال جثث أكثر من أربعين مهاجراً، وأظهرت صور نشرتها الجمعية على موقع "فيسبوك" أفراد الإنقاذ وهم ينقلون الجثث في أكياس سوداء. ووجهت الشكر لمتطوعين انضموا إلى جهود انتشال ونقل جثث المهاجرين، في إشارة إلى الصعوبات التي تواجهها، ومن بينها نقص أفرادها وعدم توفر الدعم اللازم.
وفي وقت متزامن، أفادت منظمة الهجرة الدولية بفقدان الاتصال بـ55 مهاجراً كانوا على متن قارب انطلق من سواحل شرق ليبيا، مشيرة إلى انتشال خمسة ناجين، هم ثلاثة من باكستان، ومهاجر من مصر، وطفل من سورية.
وأطلقت الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة داخلية حكومة الوحدة الوطنية الليبية خطة لتأمين المناطق التي تمر بها طرق تهريب المهاجرين، وخلال نهاية الأسبوع الماضي، نشرت عدداً من الدوريات المتحركة في المنطقة الغربية، مشيرة إلى أن دورياتها "باتت منتشرة في العديد من الأودية التي توجد فيها مسالك التهريب على طول الطريق الرابط بين منطقتي بني وليد والشويرف"، والأخيرة يمر منها الخط الرئيسي لتهريب المهاجرين، فيما يوجد في مدينة بني وليد العديد من مقار تجميع المهاجرين قبل نقلهم إلى نقاط التهريب على ساحل البحر.
ويتوقع مراقبون وأمنيون تدفقات جديدة من المهاجرين على ليبيا كأحد تداعيات الصراع الحاصل في السودان، لكن مسؤول فرق جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية الحكومي، رمضان الشيباني، يؤكد أن الحواجز الأمنية التي أقامتها السلطات سوف تحد من تدفق المهاجرين بشكل كبير، مشدداً على أهمية تأمين الحدود الجنوبية المتاخمة للدول التي ينطلق منها المهاجرون.
ويرجع الشيباني تزايد أعداد المهاجرين السريين في الفترة الأخيرة إلى انتهاز المهربين فرصة الأسبوع الأخير من شهر رمضان وإجازة عيد الفطر، ويوضح لـ"العربي الجديد": "يبدو أنهم يدركون أن نشاط المراقبة واقتحام مواقع التهريب يتراجع في هذه الفترة، وهذا هو التفسير الأقرب لارتفاع مؤشرات التهريب وأعداد ضحاياه مجدداً، بعد أن تراجع خلال الأشهر الماضية بشكل ملحوظ".
ويكرر الشيباني ذات الأسباب التي تعلنها السلطات حول أسباب عجزها عن مكافحة تهريب المهاجرين قائلاً إن "ضعف الإمكانيات في مقابل حجم الظاهرة الكبير يعد أهم الأسباب، ويضاف إلى ذلك سبب آخر، وهو التعامل المزدوج من جانب المنظمات الدولية في ملف المهاجرين. تلك المنظمات لها فروع في البلاد، وتزور مراكز الايواء، وفي كل زيارة، تدعي أنها ستقدم الدعم للمؤسسات الليبية، لكنها لا تفي بشيء من الوعود، سوى كميات ضئيلة من الأغذية والأدوية، في حين تتهم السلطات بالتقصير، وأحياناً بالتورط في تعذيب المهاجرين، وعدم احترام حقوقهم".
يتابع: "في عشرات الزيارات السابقة، أبلغنا تلك المنظمات أن ليبيا بلد عبور، وليست مصدراً للمهاجرين، وأن وقف الهجرة يبدأ من دول المصدر، كما أن الادعاء بأن قوارب تلك المنظمات، التي تقف غير بعيد عن شواطئنا، جاءت للإنقاذ أو الإغاثة له وجه آخر، يتعلق بتشجيع المهاجرين على ركوب قوارب الهجرة ما دامت تلك السفن الدولية ستساعدهم في الوصول إلى شواطئ أوروبا بآمان".
والجمعة الماضي، استقبل ميناء نابولي الإيطالي سفينة تابعة لمنظمة إغاثية دولية على متنها 75 مهاجراً جرى اعتراضهم قبالة الشواطئ الليبية، وأكدت منظمة "أطباء بلا حدود" أن من بين هؤلاء المهاجرين 40 قاصراً و13 امرأة، وأنه جرى اعتراض قاربهم في منتصف الأسبوع الماضي.