تتواصل عمليات البحث عن مهاجرين تونسيين كانوا على متن قارب انطلق من صفاقس، عاصمة الجنوب، في رحلة هجرة سرية.
وقد قُدّر عدد المهاجرين المبحوث عنهم بـ17 شاباً من ولاية تطاوين جنوبي تونس. وحتى الآن، عُثر على ثلاث جثث قذفتها الأمواج، في حين أنّ الباقين ما زالوا في عداد المفقودين في عرض البحر.
يقول رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان (غير حكومي) والناشط في مجال المجتمع المدني، مصطفى عبد الكبير، لـ"العربي الجديد" إنّ "عملية البحث متواصلة حتى اليوم، وقد تمّ التأكد من وفاة ثلاثة أشخاص، في حين أنّ البحث عن البقية ما زال جارياً".
ويضيف عبد الكبير أنّه "لم يُعثر على أحياء من بين ركّاب القارب حتى الآن"، لافتاً إلى أنّ "عمليات الهجرة بمعظمها صارت تنطلق من مدينتَي صفاقس وجرجيس (جنوب شرق)".
ويوضح رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان أنّ "قارباً آخر انطلق من جرجيس قبل يومَين وعلى متنه نحو 13 مهاجراً من المنطقة، من بينهم امرأة واحدة، لكنّه لا أخبار عن هؤلاء حتى الآن. فهم لم يصلوا إلى إيطاليا، إذ لم يتصّل أيّ منهم بعد بأهله، كذلك لم يُعثَر على غرقى ولا على القارب. كذلك، فإنّ الاتصالات التي أجريت مع الجانب الليبي أكّدت عدم وصول هذا القارب إلى هناك".
ويتحدّث عبد الكبير عن "حالة من التململ والحيرة انتابت ذوي هؤلاء المهاجرين، وثمّة قلق كبير حول مصيرهم"، مشيراً إلى أنّ "عمليات الهجرة تواترت أخيراً بنسق كبير"، ومؤكداً أنّ "نزيف الهجرة لا يمكن إيقافه".
ويشرح المتحدث ذاته أنّ "الوضع العام والضبابية السائدة في تونس، أضف إلى ذلك وضع الشباب التونسي الذي يعاني من البطالة والتهميش، كلّ ذلك وراء مزيد من تدفّق المهاجرين إلى إيطاليا".