انطلق العام الدراسي الجديد 2023-2024 في المدارس الرسمية في قطر اليوم الأحد، بعد انتهاء العطلة الصيفية. وشملت العودة إلى المدرسة 132 ألف تلميذ وتلميذة يتوزّعون في 279 مدرسة وروضة أطفال رسمية.
وقبل أسبوع من انتظام التلاميذ في الدوام، التحق أفراد الهيئات الإدارية والتدريسية، وكذلك موظفو المدارس الآخرون، بأعمالهم يوم الأحد الماضي، لإنجاز التحضيرات اللازمة قبل استقبال التلاميذ وتوزيع جداول الحصص والكتب المدرسية، ابتداءً من اليوم الأوّل من العودة المدرسية.
#مدرستي_بيتي_الثاني#قطر_تنهض_بأجيالها pic.twitter.com/GfRtZGysPc
— وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي (@Qatar_Edu) August 27, 2023
وشملت الاستعدادات والترتيبات التي اتّخذتها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي لانطلاق العام الدراسي 2023-2024 في قطر تهيئة البيئة المدرسية، والتأكد من جاهزية الأثاث المدرسي والطاقة الاستيعابية لغرف الصفوف، وتوافر الحافلات المدرسية، وتوفير وسائل النقل والترحيل، إلى جانب الانتهاء من وضع مناقصات الطعام والمقاصف المدرسية.
يُذكر في هذا الإطار أنّ 16 شركة غذائية مؤهلة لاستيراد الأغذية اعتُمدت للمقاصف في كلّ المدارس الرسمية، وفقاً للاشتراطات الصحية والغذائية المعتمدة.
كذلك، تضمّنت الترتيبات سدّ الشواغر من خلال استقطاب وتعيين معلّمين وفقاً لمعايير عالية، لجهة المؤهلات العلمية والخبرات العملية.
وكانت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي قد أطلقت، يوم الخميس الماضي، حملة للعودة إلى المدرسة تحت شعار "مدرستي بيتي الثاني"، بالتعاون مع شركة مواصلات "كروة"، علماً أنّها تستمرّ حتى 29 أغسطس/آب الجاري.
تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الحملة السنوية تستهدف كلّ التلاميذ في رياض الأطفال والمدارس الابتدائية، وتشتمل على مجموعة من الفعاليات المتنوعة، التربوية والفنية والترفيهية والإلكترونية، بالإضافة إلى عرض أفلام توعية تضمّ نصائح وإرشادات عامة في المدارس، وغير ذلك.
خطط لتحويل مهنة التعليم إلى مسار وظيفي
وقد أفادت وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي بثينة بنت علي الجبر النعيمي بأنّ العام الدراسي الجديد 2023-2024 سوف يشهد تحسيناً في سياسات وآليات الإشراف ودعم المدارس، فيُصار إلى تضمان تمكين أكبر لقادة المدارس في عمليات اتّخاذ القرار، بهدف تحويل المدارس إلى منارات للعلم وبيئة جاذبة للتلاميذ والمعلّمين.
وشدّدت النعيمي في كلمة ألقتها في خلال الملتقى التربوي السنوي، الأسبوع الماضي، على أنّ وزارتها التزمت بوضع الخطط لتحويل مهنة التعليم إلى مسار وظيفي جاذب يختاره أصحاب المواهب، لإيمانها بأنّ المعلّمين هم القلب النابض للتربية والتعليم، وبأنّ أهمّ التحسينات والخطط ترتكز على تعزيز مكانة المعلّم، والارتقاء بمهنة التعليم، وتطوير إطار وطني لمهنة التعليم يتضمن المعايير المهنية والضوابط والأسس الخاصة بالرخص المهنية للمعلّم. وتابعت أنّ ذلك سوف يتحقّق من خلال تطوير منظومة الدعم واهتمام الوزارة بتقديم برامج تدريبية ذات جودة للمعلّمين في المدارس الرسمية وضمان توفير فرص تدريبية مناسبة لمعلّمي المدارس الخاصة.
وفي سياق متصل، كانت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي قد احتفلت، يوم الأحد الماضي، بتخريج 150 معلّمة في إطار مبادرة "بداية موفّقة" وبرنامج "تمهين"، وقد أشار وكيل الوزارة إبراهيم بن صالح النعيمي إلى أهمية مثل هذه البرامج في إعداد وتأهيل المعلّمين حديثي التخرج ليصبحوا فاعلين في العملية التعليمية بدولة قطر.
وتحدّث النعيمي، في تصريح صحافي، إلى أنّه بالإضافة إلى "بداية موفّقة" و"تمهين"، ثمّة مبادرات وبرامج مشابهة من قبيل "طموح" و"تمكين" و"علّم لأجل قطر"، مشدّداً على أهميتها ودورها في رفد الوزارة بنحو 300 معلّم من بين القطريين سنوياً.
الجامعات القطرية
بدورها، فتحت جامعة قطر أبوابها، اليوم الأحد، إيذانا بانطلاق العام الدراسي الجديد الذي تستقبل في خلاله نحو 30 ألف طالب وطالبة، من بينهم أكثر من 6000 طالب جديد في مختلف المستويات والكليات والتخصصات الأكاديمية أنهوا في الأسبوعَين الماضيَين اللقاءات التعريفية الإلكترونية التي تتضمّن عرضاً شاملاً للإجراءات والخدمات الجامعية.
وتستعدّ الجامعة للإعلان عن الاستراتيجية الجديدة المتّسقة مع استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة التي تتضمّن "مراجعة البرامج الحالية، وفتح كليات وأقسام وبرامج جديدة تستجيب لمتطلبات الجيل الحالي والأجيال المقبلة ومتطلبات رؤية قطر الوطنية 2030، وتوفّر مستلزمات التفاعل مع معطيات العصر الرقمي والتطوّر التقني الهائل وتوظيفه على النحو الأمثل تعليماً وعملاً ليكون لجامعة قطر أثر مهم في نهضة قطر وصناعة مستقبلها الذي تتطلّع إليه وتستحقّه".
وتشمل الاستراتيجية توسّع البرامج الأكاديمية وثراء تخصّصاتها العلمية، إذ تضم جامعة قطر اليوم 11 كلية تقدّم 100 برنامج في البكالوريوس والدراسات العليا، وتحتضن 18 مركزاً بحثياً ومرافق بحثية مساندة أخرى.