في جنوب السودان.. معركة من نوع آخر لإبعاد مياه الفيضانات

28 سبتمبر 2024
مخيم للنازحين داخلياً في بنيتو يكافح ضد الفيضانات جنوب السودان، 30 نوفمبر 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مدرج الطيران في بنتيو كطوق نجاة: يشكل مدرج طيران صغير في بنتيو شريان حياة حيوي للنازحين، حيث يُستخدم لإدخال المواد الغذائية والمؤن إلى مخيم يؤوي نحو 200 ألف شخص.

- تفاقم الفيضانات وجهود الحماية: تضرر أكثر من 700 ألف شخص جراء الفيضانات، وبنى فريق من مهندسي الأمم المتحدة جداراً بارتفاع خمسة أمتار لحماية المخيم.

- التحديات الصحية ودور الأمم المتحدة: يواجه المخيم تحديات صحية كبيرة، وتستمر بعثة الأمم المتحدة في توفير الخدمات الأساسية والأمن والمساعدات الضرورية.

يخوض النازحون في جنوب السودان معركة من نوع خاص، حيث يشكل مدرج طيران صغير في بنتيو طوق نجاة حيوياً في هذه المنطقة النائية الواقعة في أقاصي البلاد، وقد بنيت سواتر ترابية عالية من أجل حمايته من مياه الفيضانات المحيطة به. 

قرب المدرج يوجد مخيم يؤوي نحو 200 ألف شخص، ضحايا كوارث لا تحصى ضربت المنطقة من حرب أهلية عرفها جنوب السودان بين 2013 و2018 إلى الحرب الدائرة منذ 18 شهراً في السودان المجاور وصولاً إلى أسوأ فيضانات منذ عقود أتت على منازل ومدارس ومحاصيل وبنى تحتية. وتتضاعف أهمية مدرج الطيران مع غمر مياه الفيضانات بانتظام الطرقات ما يجعله الوسيلة الوحيدة لإدخال المواد الغذائية والمؤن.

مخاوف من تفاقم الفيضانات في أكتوبر

وتضرر أكثر من 700 ألف شخص جراء الفيضانات التي ضربت 38 من أقاليم جنوب السودان التسعة والسبعين وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). وقد يتفاقم وضع الفيضانات في الشهر المقبل، وتعد ولاية الوحدة حيث تقع بنتيو هي من أكثر المناطق تضرراً وهي منطقة نائية جداً.

وبنى فريق مؤلف خصوصاً من مهندسين عسكريين باكستانيين يعملون في إطار بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، حول المخيم جداراً يبلغ ارتفاعه خمسة أمتار لحمايته من المياه، حيث يعمل الفريق "ليل نهار" لتدعيم الجدار وقد تمكن من إقامة سواتر ترابية على امتداد أكثر من 120 كيلومتراً على ما أفاد المسؤول عنه الميجور محيي الدين.

لجأ تاب ماش ديو البالغ 43 عاماً إلى المخيم من مسقط رأسه في إقليم بنيجيار في العام 2014 خلال الحرب الأهلية. وهو يتلقى وجبات غذائية من برنامج الأغذية العالمي، لكنه يضطر إلى استئجار مركب بحثاً عن حطب، يقول "هذه الطريقة تمكننا من البقاء". مضيفاً "لو لم تقم الأمم المتحدة هذا السد لما بقي الناس هنا. بعثة الأمم المتحدة تشكل طوق نجاة للناس، وليس الحكومة"، معرباً عن يأسه من المسؤولين قائلاً إنهم لم يقوموا بالشيء الكثير للمساعدة منذ أن تهدم منزله وسرقت رؤوس الماشية التي يملكها في الحرب الأهلية التي استمرت بين العامين 2013 و2018. موضحاً "الفيضانات كارثة طبيعية، لكن نهب الأبقار وإحراق المنازل من صنع الإنسان، وهذه مسؤولية الحكومة".

مراحيض تهدد بانتشار الأمراض

ويقول المتطوع في الأمم المتحدة في مجال الصحة ديفيد غارانغ، إن الأمراض تطرح مشكلة كبيرة، موضحاً أن "كل المراحيض تفيض في مركز الإيواء. لا تحصل عمليات تنظيف ولا رفع للنفايات. الوضع صعب للغاية. أتوقع في المستقبل المنظور انتشار أمراض عدة". وتواصل بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان توفير خدمات، مع أنها سلمت إدارة المخيم اليومية إلى الحكومة الأمر الذي لا ينال استحسان غارانغ، قائلاً "في حال غادرت بعثة الأمم المتحدة لن يكون الوضع جيداً. وجود البعثة مهم مئة في المئة من أجل سلامة السكان".

وأقيمت قاعدة لجنود حفظ السلام في إقليم لي المجاور منذ العام 2015، تنتشر فيها كتيبة غانية. وتسهر على الأمن، فضلاً عن توفير مساعدات مثل الكتب المدرسية ومياه الشرب ولقاحات للحيوانات. ويقول المسؤول في أقليم لي ستيفن تايكر "ثمة الكثير من المشاكل ومن دونهم سيكون الوضع صعباً". لكن مع استمرار ارتفاع منسوب المياه، تبقى المهمة كبيرة. مضيفاً "مشكلتنا أن المياه تغمر الطرقات. نعمل بأيدينا لنضمن بقاء الطريق صالحاً لعبور السيارات خلال الشهر المقبل".

(فرانس برس)

 

المساهمون