فيضانات أفغانستان.. المرأة تدفع الثمن مرتين

28 مايو 2024
تداعيات الفيضانات كبيرة على الأفغانيات (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- فيضانات جارفة في ولاية بدخشان الأفغانية ومناطق أخرى تسببت في مقتل عشرة أشخاص من أسرة واحدة وتدمير مئات المنازل، مما أدى إلى خسائر مادية كبيرة وترك الآلاف بلا مأوى.
- النساء تأثرن بشكل خاص بالفيضانات، فقدن حياتهن، منازلهن، وممتلكاتهن الأساسية، وعلى الرغم من مشاركتهن في إعادة الإعمار، إلا أنهن يواجهن عقبات كبيرة.
- الناشطة صفية وزيري والطالبة كبرى عبد الله يسلطان الضوء على الآثار السلبية للفيضانات على النساء، مؤكدين على الحاجة الماسة لتوفير الدعم والرعاية لهن، خاصة في المناطق الفقيرة والنائية.

شهدت مناطق في ولاية بدخشان الأفغانية، مساء السبت، فيضانات جارفة جديدة أدت إلى مقتل عشرة أشخاص من أسرة واحدة، في منطقة مورجك بمدينة فيض أباد، من بينهم ست نساء وثلاثة أطفال. وقال رئيس إدارة مواجهة الأزمات والكوارث الطبيعية المحلية، المولوي محمد أكرم أكبري، في بيان، إن مياه الفيضان جرفت الأسرة إلى داخل نهر كوجكه، وتواصل فرق الإنقاذ محاولات انتشال جثمان الضحايا. كما دمرت الفيضانات عشرات المنازل، وخلفت أضراراً مالية كبيرة. 
في الأثناء، كشفت الحكومة المحلية في ولاية بغلان، عن فيضانات جديدة شهدتها الولاية مساء السبت وصباح الأحد. وقال رئيس إدارة مواجهة الأزمات والكوارث في الولاية، قاري هدايت الله همدرد، في بيان، إن مديرية دوشي شهدت سيولاً جارفة أدت إلى تدمير نحو 400 منزل، وقتل شخصين، من بينهما امرأة. وفي ولاية فارياب، أكد مصدر قبلي لـ"العربي الجديد"، أن فيضانات مساء السبت أدت إلى مقتل عشرة أشخاص في مديرية لولاش، من بينهم نساء وأطفال.

ويدفع جميع المواطنين الأفغان أثماناً باهظة بسبب تداعيات الفيضانات المدمرة التي تركت الآلاف من دون مأوى، لكن تأثيراتها على النساء أكبر، إذ فقدت كثيرات حياتهن وأصيبت مئات منهن، كما خسرت الآلاف المنازل والمحاصيل والملابس وغيرها.
ومع أن المرأة الأفغانية تعمل إلى جانب الرجال في الأوقات العادية،  وهن حالياً يساهمن مع الرجال في إعادة إعمار المنازل، وجعلها قابلة للعيش من جديد بعد الدمار الكبير الذي طاولها، إلا أنهن يواجهن الكثير من العقبات في أوقات الأزمات، ما يضاعف معاناتهن في ظل فقدان الرعاية الصحية والنفسية. 
تقول الناشطة الأفغانية صفية وزيري إن "المرأة أبرز ضحايا الفيضانات، وهي تدفع الثمن مرتين، مرة بخسارة حياتها أو حياة أقاربها، ومرة بحرمانها من الأشياء التي تتاح للرجال في المجتمع الأفغاني". وتضيف لـ"العربي الجديد": "كانت المرأة الأفغانية الضحية الأولى لكل التقلبات السياسية والأمنية التي شهدتها البلاد خلال العقود الأربعة الماضية، كما أنها الآن ضحية الفيضانات. لا توجد إحصائية دقيقة لعدد الضحايا من النساء سوى ما قالته التقارير الحكومية الأولية، لكننا نعرف أن أعداد القتلى من النساء كبيرة لأنهن كن داخل المنازل وقت حدوث الفيضانات، بينما الرجال كانوا خارج المنازل، إما في الحقول أو الأسواق".
تتابع وزيري: "نلاحظ في التقارير الرسمية أنه لا يوجد اهتمام بإظهار أعداد النساء اللواتي قضين نتيجة الفيضانات، كما لا يوجد اهتمام في وسائل الإعلام، وهذا أمر طبيعي في بلادنا، نظراً للأعراف السائدة المتجذرة في المجتمع من جهة، والسياسة العامة للحكومة في التعامل مع النساء. المرأة الأفغانية ضحية طوال الوقت، والمئات يواجهن حالياً تداعيات الفيضانات المختلفة، وشخصياً، أعرف امرأة خسرت خمسة من أطفالها، وأصيبت ابنتها، كما خسرت كل محتويات منزلها في الفيضانات. جميع المتضررات بحاجة ماسة إلى الملابس والعلاج والإيواء، فالفيضانات ضربت مناطق فقيرة ونائية، حيث لا يملك السكان أي مصدر للدخل المستمر، بل ينتظر الجميع مواسم حصاد القمح والذرة وغيرها كي يشتروا ما يحتاجونه، والفيضانات أخذت كل ما يملكون تقريباً".

الصورة
الأفغانيات متضررات بأشكال مختلفة (حفيظ الله حبيب/الأناضول)
الأفغانيات متضررات بأشكال مختلفة (حفيظ الله حبيب/الأناضول)

وتشير الطالبة الجامعية من ولاية سمنغان، كبرى عبد الله، إلى تأثيرات الفيضانات والكوارث الطبيعية على الصحة النفسية للنساء، مؤكدة لـ"العربي الجديد" أنه "بشكل عام، لا يوجد اهتمام بالصحة النفسية في أفغانستان، والذهاب إلى الطبيب النفسي يعتبر عيباً في الكثير من المناطق، وقد يتم التعامل مع الشخص على أنه مجنون إن ذهب إلى طبيب نفسي، حتى من قبل أفراد أسرته، كما أن النساء في العادة محرومات من الحصول على الرعاية الخاصة بالأمراض الجسدية، فلا يسمح لهن بالذهاب إلى طبيب الأسنان إلا حين تحتاج السن إلى الخلع، أما الرعاية النفسية فهي غير متوفرة لهن أصلاً".

 

وتخبر أن "التعامل مع تداعيات الصحة النفسية مهم، فالفيضانات الأخيرة لها تبعات ثقيلة على صحة المرأة النفسية، ولا يوجد أدنى اهتمام بهذا الجانب، وفي بعض مناطق البلاد ثمة عادة رائجة، وهي أن المرأة تساهم في كل شيء، من تنظيف المنازل إلى إعادة الترميم إلى العمل في الرعي والزراعة وغيرها، وبينما لكل ما حصل خلال الفترة الأخيرة تأثيرات سلبية على الحالة الجسدية والنفسية للنساء، لكن المجتمع لا يوليهن أي اهتمام".

المساهمون