فلسطينيون يشيّعون جثمان الشهيد محمد نوري في رام الله

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
20 أكتوبر 2022
الفلسطينيون يشيعون جثمان الشهيد الفتى محمد نوري برام الله
+ الخط -

شيّع فلسطينيون، اليوم الخميس، جثمان الشهيد الفلسطيني الفتى محمد نوري (16 عاما) من بلدة بيتونيا غرب رام الله وسط الضفة الغربية، بعد قرابة ثلاثة أسابيع كانت تقضيها عائلته في مجمّع فلسطين الطبي برام الله، على أمل أن يتحسن وضعه الصحي بعد رصاصة الاحتلال التي أصابته في بطنه، حتى أفاقت اليوم، على استشهاده، وفشل كل الجهود الطبية لإنقاذه طيلة تلك المدة.

من المجمّع الطبي ودّعته والدته، قبل أن ينطلق موكبه الجنائزي مباشرة إلى مسجد جمال عبد الناصر (البيرة الكبير) في مدينة البيرة الملاصقة لرام الله، دون المرور بمنزله في بلدة بيتونيا غرب رام الله، وليودعه في المسجد أصدقاؤه الفتية، وأقاربه من الرجال.

ومن بين الجموع، جلس شقيقاه حول جثمانه يمسحان وجهه تارة، ويزيلان وروداً غطت عينيه تارة أخرى، فيما كان بعض الفتية يقرؤون القرآن.

الصورة
تشييع جثمان الشهيد الفتى محمد نوري (العربي الجديد)
جلس شقيقاه حول جثمانه في نظرة الوداع الأخيرة (العربي الجديد)

كان أحمد عفانة ابن خالة محمد نوري، الأكثر تأثراً، فهو إضافة إلى القرابة كان صديقه المقرب، يقول لـ"العربي الجديد": "إن محمد كان صديقي وكل شيء بحياتي، نخرج معاً، نخطط مع بعضنا للتخرج من الثانوية العامة، والسفر بعدها إلى الخارج، لكن أمنية قديمة لمحمد منذ صغره بالاستشهاد تحققت؛ قبل أن يتحقق أي من ذلك"، فهو بحسب عفانة، "كان يتأثر دائماً بقصص الشهداء".

خرجت جنازة كبيرة من المسجد إلى مقبرة البيرة الجديدة، مسلح ملثم بالكوفية أطلق النار في الهواء على وقع هتافات تمجد الشهيد، وأخرى تحيي مجموعات "عرين الأسود" و"كتيبة جنين"، وشهداء أصبحوا رموزاً لدى الشبان الفلسطينيين كعدي التميمي وجميل العموري وأدهم مبروكة (الشيشاني) ومحمد الدخيل وإبراهيم النابلسي.

الصورة
تشييع جثمان الشهيد الفتى محمد نوري (العربي الجديد)
خرجت جنازة كبيرة من المسجد إلى مقبرة البيرة الجديدة (العربي الجديد)

وحول ظروف استشهاده، قال فادي نوري والد الفتى لـ"العربي الجديد": "إنه أصيب خلال مواجهات عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة بين الشبان وقوات الاحتلال، لكن الرصاصة التي أصابته تسمى (الفراشة) بسبب طريقة دخولها اللولبي إلى الجسد، والتي دخلت من بطنه واستقرت في الحوض، مسببة قطع شرايينه الرئيسية، وتهتكاً في الأمعاء، ما أدى لإصابة خطيرة جداً، لم تفلح محاولات الأطباء المضنية في تلافي ضررها".

الصورة
تشييع جثمان الشهيد الفتى محمد نوري (العربي الجديد)
أصيب خلال مواجهات عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة (العربي الجديد)

وأكد نوري أن ابنه كان يريد دراسة برمجة الهواتف، بعد التخرج من الثانوية العامة، لكنه أيضاً كان يتمنى الشهادة ويحب الدفاع عن وطنه مثل باقي الشبان.

أما "أم راني" جدة الشهيد محمد فأكدت لـ"العربي الجديد"، أنه كان طفلاً بريئاً ومحبوباً من الجميع، حنون عليها بشكل خاص، وهو أكبر أشقائه، وكان يتحدث دائماً أنه يريد أن يصبح مثل والده في مجابهة الاحتلال والذي اعتقلته قوات الاحتلال أكثر من مرة.

الصورة
تشييع جثمان الشهيد الفتى محمد نوري (العربي الجديد)
حزن بعد استشهاد الفتى محمد نوري (العربي الجديد)

وعم الإضراب محافظة رام الله والبيرة منذ الصباح حداداً على روح الشهيد عدي التميمي، والشهيد الفتى محمد نوري، حيث أغلقت المحال التجارية أبوابها، وأشعل شبان الإطارات في عدد من مفارق المحافظة.

وبالتزامن مع التشييع، اندلعت مواجهات عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة مكان استشهاد الفتى نوري، وجرى اعتقال أحد الشبان، فيما تأتي المواجهات استمراراً لمواجهات ليلية عند الحاجز العسكري نفسه، وبعد مسيرات غاضبة خرج خلالها الشبان بعد استشهاد الشاب عدي التميمي منفذ عمليتي حاجز شعفاط ومستوطنة "معاليه أدوميم".

الصورة
تشييع جثمان الشهيد الفتى محمد نوري (العربي الجديد)
تشييع جثمان الشهيد الفتى محمد نوري (العربي الجديد)

وأصيب شاب برصاص جيش الاحتلال، خلال مواجهات في قرية النبي صالح شمال غربي رام الله، كما أصيب آخر بمواجهات في بلدة بدو شمال غربي القدس، واعتقلت قوات الاحتلال طفلاً من بلدة العيساوية شرق القدس المحتلة، وسلمت إخطاراً بهدم منزل في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، بينما أبعدت مرابطة عن المسجد الأقصى، واقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد، وأدوا طقوساً تلمودية.

وأصيب فتى برصاص الاحتلال في البطن خلال مواجهات في بلدة سعير شمال شرقي الخليل جنوب الضفة، بينما اعتقل جيش الاحتلال خمسة فلسطينيين بينهم طفلان، خلال مواجهات بمدينة الخليل بعد إصابتهم برضوض والاعتداء عليهم بالضرب، كما أغلقت قوات الاحتلال مدخل بلدة بيت أمر شمال الخليل، ومنعت الفلسطينيين العبور منه، ما اضطرهم لسلوك طرق بديلة.

الصورة
تشييع جثمان الشهيد الفتى محمد نوري (العربي الجديد)
تشييع جثمان الشهيد إلى مثواه الأخير (العربي الجديد)

وهدمت قوات الاحتلال منزلاً في بلدة دورا جنوب غربي مدينة الخليل، كما اندلعت مواجهات مع الاحتلال عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، بينما أحرق مستوطنون مركبة وحطموا واقتلعوا أشتالاً وأشجار زيتون ولوزيات في قرية المغير شمال شرقي رام الله، وتزامن ذلك مع حماية قوات الاحتلال لهم، واندلاع مواجهات في القرية.

الصورة
تشييع جثمان الشهيد الفتى محمد نوري (العربي الجديد)
أصابته رصاصة الاحتلال في البطن (العربي الجديد)

وأصيب عشرات الفلسطينيين اختناقًا بالغاز السام المسيل للدموع، والاعتداء على الصحافيين خلال مواجهات عند مدخل بلدة عزون شرق قلقيلية شمال الضفة، كما دمرت قوات الاحتلال مضخة مياه تغذي أربع قرى "بورين، مادما، عصيرة القبلية، عوريف تقع جنوب نابلس.

الصورة
تشييع جثمان الشهيد الفتى محمد نوري (العربي الجديد)
لم يمنحه الاحتلال فرصة لتحقيق أحلامه (العربي الجديد)

ذات صلة

الصورة
جنديان إسرائيليان يعتقلان طفلاً في الضفة الغربية (حازم بدر/ فرانس برس)

مجتمع

بالإضافة إلى الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، لا يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن التنكيل بالضفة الغربية، فيعتقل الأطفال والكبار في محاولة لردع أي مقاومة
الصورة
أطفال فلسطينيون ينتظرون حصص طعام في دير البلح وسط غزة - 28 مايو 2024 (حسن جدي/ الأناضول)

مجتمع

تتوالى التحذيرات من المجاعة في غزة التي تقترب أكثر فأكثر من الفلسطينيين المحاصرين والمستهدفين بحرب إسرائيلية مدمّرة منذ أكثر من ثمانية أشهر.
الصورة
شهداء كفر نعمة في الضفة الغربية، 10 يونيو 2024 (فيسبوك/العربي الجديد)

مجتمع

مازالت دماء شهداء كفر نعمة غرب رام الله وسط الضفة الغربية، ساخنة، وآثار عملية اغتيال 4 فلسطينيين على أيدي الاحتلال مازالت حاضرة
الصورة
مسيرة في رام الله تنديداً بمجزرة مخيم النصيرات، 8 يونيو 2024 (العربي الجديد)

سياسة

خرج العشرات من الفلسطينيين في شوارع مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، مساء السبت، منددين بمجزرة النصيرات التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
المساهمون