أعلن المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ الحكومي الليبي، أسامة علي، دخول فرق الإنقاذ القادمة من خارج ليبيا إلى مدينة درنة مع الساعات الأولى لصباح اليوم الأربعاء، لنجدة المنكوبين والمتضررين من العاصفة دانيال التي ضربت البلاد فجر الأحد.
وأضاف علي، لـ"العربي الجديد"، أن الفرق التي تمكنت من الدخول إلى مدينة درنة قادمة من عدة دول، أبرزها الجزائر وتونس ومصر وتركيا، بالإضافة إلى فرق تابعة للسلطات الليبية، وقد بدأت عمليات انتشال الجثث داخل أحياء وسط البلاد.
وخلال يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، تشكلت فرق إنقاذ محلية من داخل المدينة قوامها أفراد من جهازي الإسعاف والهلال الأحمر، وعدد كبير من المتطوعين من المدينة والمناطق المجاورة لها، حيث حالت عزلة المدينة، بسبب تقطع طرقاتها الرئيسية التي جرفتها السيول، دون وصول فرق الإنقاذ الليبية أو الدولية.
ولفت علي إلى أن "عمليات انتشال الجثث من تحت طمي السيول وركام المنازل المتهدمة قد بدأت، لكن الازدحام الشديد لا يزال يسبب ارتباكا في العمليات الجارية"، مستدركا بالقول: "بعد مرور 48 ساعة على كارثة الفيضانات، تقلصت الآمال في العثور على ناجين تحت أنقاض المباني".
وأكد المتحدث ذاته عدم وجود أعداد دقيقة لضحايا الفيضانات في مدينة درنة حتى الآن، مشيرا إلى أنها ستفوق 5 آلاف قتيل. وقال: "الرقم مرشح للزيادة، وهناك نحو 9000 بلاغ عن مفقودين، ولكن لا نستطيع الاعتماد على هذا الرقم بالنسبة للمفقودين، لأن مشكلة الاتصالات قد تقلص منه، فقد يكون من بين المبلّغ عن فقدهم من تمكن من الخروج إلى مناطق الجوار، لكن لم يتمكن من الاتصال بأهله حتى الآن".
وفيما يشير علي بن خيال، أحد المتطوعين مع فرع جهاز الإسعاف بدرنة، إلى فرحة واسعة في أوساط أهالي درنة بوصول فرق الإنقاذ الدولية، إذ يأملون في العثور على ذويهم على قيد الحياة تحت أنقاض العمارات والمباني المنهارة، أعرب عن أمله في أن تتواصل عمليات الدعم من خارج المدينة.
وقال بن خيال لـ"العربي الجديد": "نحتاج تحديدا إلى دعم الجانب الصحي والإغاثي، فمستوصف شيحا هو المرفق الصحي الوحيد المتبقي في المدينة، ولا توجد به أي إمكانات حتى لإسعاف المتطوعين الذين يتعرضون لإصابات أثناء مشاركتهم في عمليات نقل الجثث من تحت الركام"، مشيرا إلى أن "الأزمة الحقيقية تتمثل في خروج الأوضاع عن السيطرة في مراكز تجميع الجثث".
وأوضح بن خيال: "الجثث وأعدادها ومتطلبات نقلها وجمعها في مراكز الجمع، ثم نقلها للدفن، أكبر بكثير من الجهود الذاتية الأهلية، فالحجرات المخصصة لجمع الجثث تمتلئ بسرعة، ويضطر المتطوعون لوضع الجثث في الساحة أمام مستوصف شيحا تحت حر الشمس، وهي أسباب تسرع من تحللها، ما يضطر المناوب بالنيابة العامة لإعطاء الإذن بدفنها بسرعة".
وأضاف: "هناك عجز كبير في أكياس الجثث، وكثيرا ما يقوم المتطوعون بنقل الجثث في بطاطين ووضعها على بعضها البعض في سيارات نقل متوسطة لتوصيلها إلى المدافن الجماعية التي يعمل فيها أيضا متطوعون يحفرون مدافن جماعية".
وأكد المتحدث ذاته أن دخول فرق الإنقاذ الدولية "يجب أن يوازيه اهتمام بالمرافق الصحية وفرق الدفن، لأن العمل المنظم لهذه الفرق التي رأينا أنها تصطحب معها أجهزة كشف دقيقة وكلابا لمتابعة الأثر، يعني أن أعداد الجثث المكتشفة خلال الساعات المقبلة ستكون كبيرة".