أثار تعليق الرئيس التونسي قيس سعيّد على إطلاق اسم "دانيال" على العاصفة التي ضربت ليبيا المجاورة، ردود فعل ساخرة عدة. إذ قال إن هذه التسمية يعكس "نفوذ الحركة الصهيونية العالمية"، بحسب ما جاء في مقطع مصوّر نشرته الرئاسة التونسية، الثلاثاء، عبر "فيسبوك". وقال سعيّد في الشريط المصوّر: "بالنسبة إلى الإعصار دانيال، ألم يتساءلوا أو يكلّفوا أنفسهم عناء التساؤل عن التسمية دانيال؟".
بعيداً عن تعليق سعيّد، تثير أسماء العواصف والأعاصير تعليقات كثيرة، وعلامات استفهام حول طريقة اختيارها، خصوصاً أنها تحمل دائماً أسماء علم.
من يختار اسم العاصفة أو الإعصار؟ وما الآلية المتبعة؟
عام 1953، وضعت دوائر الأرصاد الجوية الأميركية، للمرة الأولى قائمة أبجدية بأسماء تطلق على العواصف والأعاصير، حملت كلها أسماءً نسائية. أما السبب، فغير محسوم حتى الآن. فبينما تقول مصادر إن العلماء فعلوا ذلك أسوة بعلماء الأرصاد الجوية البحرية الذين أطلقوا على السفن أسماء نساء، تقول مصادر أخرى إن السبب هو أن الإعصار والعاصفة مؤنثان بالإنكليزية.
لكن مع مرور السنوات، وتكرار اختيار أسماء مؤنثة لأعاصير مدمّرة، احتجت جمعيات نسائية عدة، لترضخ مصلحة الأرصاد الجوية الأميركية، وتقرر عام 1979 إدخال أسماء ذكور على العواصف والأعاصير. وكان أول إعصار يحمل اسم ذكر هو إعصار بوب (1979) الذي ضرب لويزيانا الأميركية.
وكل عام تصدر مصلحة الأرصاد الجوية العالمية لائحة تتضمّن 21 اسماً لكل من الأحرف الإنكليزية وتتسلسل أبجدياً باستثناء أحرف Q وU وX وY وZ، لأنه لا وجود لأسماء كافية تبدأ بهذه الأحرف.
كذلك، يرى العلماء أن إطلاق اسم علم على الإعصار يسهّل تبادل المعلومات، ووصولها إلى كل الأطراف المعنية، بما فيها الأجهزة الأمنية والإسعاف والأطباء، والمواطنون في المناطق التي سيطاولها الإعصار أو العاصفة.