فاجعة مستشفى الناصرية: إقالة وحجز مسؤولين وإعلان الحداد العام في محافظة ذي قار
قرّر رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، إقالة وحجز مسؤولين على خلفية حريق مستشفى الحسين في مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، جنوبيّ العراق، المخصص لعزل المصابين بفيروس كورونا، الذي سبّب وفاة أكثر من 60 شخصاً، أغلبهم من المرضى الراقدين فيه، فضلاً عن موظفين في المستشفى، بينما أعلن محافظ ذي قار، أحمد غني الخفاجي، الحداد في المحافظة، وتعطيل الدوام لمدة 3 أيام.
وقالت "شبكة أخبار الناصرية"، صباح اليوم الثلاثاء، إن حصيلة ضحايا الحريق تجاوزت الـ60 وفاة، مشيرة إلى وجود 30 جثة مجهولة الهوية في دائرة الطب العدلي بالمحافظة.
وتجمّع منذ فجر اليوم العشرات من ذوي المرضى أمام مستشفى الحسين، ودائرة الطب العدلي، بحثاً عن مرضاهم الذين فقدوا بعد الحريق، بحسب مصادر محلية، أكدت لـ "العربي الجديد" أن بعض الجثث الموجودة في الطب العدلي متفحمة ويصعب التعرف إليها.
وأصدر الكاظمي قراراً بإقالة وحجز مدير صحة ذي قار الدكتور صدام الطويل، ومدير الدفاع المدني العميد صلاح الحسناوي، ومدير مستشفى الحسين التعليمي ميثم محمد البكاء، والبدء بتحقيق حكومي عالي المستوى، للوقوف على أسباب الحادثة. وتوجه فريق حكومي إلى محافظة ذي قار يضم مجموعة من الوزراء والقادة الأمنيين لمتابعة الإجراءات ميدانياً.
ووجّه رئيس الوزراء العراقي مختلف الوزارات، بإرسال مساعدات طبية وإغاثية عاجلة إلى محافظة ذي قار، واعتبار ضحايا الحادث "شهداء"، وإنجاز معاملاتهم فوراً، وتسفير الجرحى الذين حالاتهم حرجة إلى خارج العراق، وإعلان الحداد الرسمي على أرواح ضحايا الحادثة.
إلى ذلك، أعلن محافظ ذي قار، أحمد غني الخفاجي، الحداد على أرواح ضحايا الحريق، وتعطيل الدوام الرسمي لمدة 3 أيام، اعتباراً من اليوم الثلاثاء، وتشكيل لجنة عليا للتحقيق في ملابسات الحادث المأساوي، على أن تُخضع اللجنة التحقيقية كل من له صلة إدارية أو فنية لإجراءاتها، وتقدم اللجنة تقريرها النهائي خلال 48 ساعة فقط من تشكيلها.
وحمّل المحافظ وزارة الصحة ودائرة صحة ذي قار مسؤولية التأخير في استكمال افتتاح مستشفى الناصرية المركزي (التركي).
بدوره، اعتبر الرئيس العراقي برهم صالح أن فاجعة مستشفى الناصرية وقعت بسبب الفساد وسوء الإدارة والاستهانة بأرواح العراقيين، مشدداً في بيان على ضرورة التحقيق والمحاسبة العسيرة للمقصرين، مضيفاً: "لا بد من مراجعة صارمة لأداء المؤسسات وحماية المواطنين".
وأشار رئيس البرلمان، محمد الحلبوسي، إلى أن الحادثة تشير إلى الفشل في حماية أرواح العراقيين، داعياً إلى وضع حدّ لـ "هذا الفشل الكارثي"، ولفت إلى أن جلسة البرلمان التي ستعقد اليوم الثلاثاء ستناقش ما حدث.