غزة: إسرائيل تبتر أحلام الطفلة جنى في المشي

17 فبراير 2024
جنى ياسين إحدى أطفال غزة: إسرائيل حرمتني من التعليم والمشي
+ الخط -

تمسك الطفلة الفلسطينية جنى ياسين (13 عاماً) مجموعة من الألوان وترسم صورة فتاة صغيرة دون ساق، لتعبر عن تجربتها الصعبة بعد بتر ساقها جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلاً نزحت عائلتها إليه جنوب مدينة غزة خلال الحرب.

وتحتضن جنى، التي ترقد في مستشفى المعمداني بمدينة غزة، الألوان بشغف، كما لو أنها تحاول من خلالها إيجاد مخرج لمشاعرها الداخلية جراء ما أصابها. بتر ساق جنى لم يكن بالأمر السهل عليها. في كل مرة تنظر فيها إليها وتتحسس جرحها تدخل في حالة من البكاء الشديد والحزن.

وتشعر الطفلة الفلسطينية بالحزن العميق لفقدان جزء من جسدها، ما يمنعها من الحركة واللعب والدراسة بشكل طبيعي، بحسب قولها. لكن على الرغم من تلك المأساة التي حلت بها بفقدان ساقها اليمنى، تتمنى جنى العودة للمشي واللعب والدراسة. وبينما تجلس والدة الطفلة إلى جانبها، تمسك بيدها بلطف وتتأمل في عينيها الصغيرتين تارة، وتارة أخرى تنظر إلى جرح ابنتها بقلب ينزف مع كل نظرة، والدموع لا تفارقها جراء ما أصاب طفلتها.

تردد الوالدة كلمات تحاول من خلالها أن تبعث الأمل في نفس الطفلة، وتخبرها أنها ستكبر وتلعب مرة أخرى، وستعود إلى مقاعد الدراسة، محاولة منحها القوة والصبر ومساعدتها على نسيان ما أصابها وإعادة ابتسامة طفلتها.

ولا تنسى الطفلة الفلسطينية بتر ساقها، وما سيسبب لها من عجز مدى الحياة، فتقول: "نفسي أمشي وألعب وأتعلم لكن الاحتلال حرمني من ذلك".

حكاية جنى

تقول الطفلة الفلسطينية: "الاحتلال استهدف المنزل الذي كنت فيه. إثر ذلك، بُترت ساقي اليمنى وأُصيبت اليسرى بجراح بالغة". تتابع: "نفسي أمشي وألعب وأتعلم، الصف الذي أدرس فيه بمدرستي في الطابق الرابع. كيف سأصعد الدرج؟ حرمني الاحتلال من التعليم وأبسط الأشياء مثل المشي، وحرمني من مستقبلي".

ووجهت جنى رسالة إلى دول العالم بأنها تريد حقها كباقي أطفال العالم في المشي واللعب والدراسة، وتحقق حلمها بأن تصبح طبيبة. وتدعو إلى وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، مشيرة إلى أن الأطفال في القطاع "مشردين ومظلومين، وأمنيتهم العيش كباقي أطفال العالم بحرية". وتقول: "الأطفال خارج غزة يحافظون على نفسياتهم. في غزة مئات الأطفال بترت أقدامهم بسبب الحرب".

الأم أمام مهمة صعبة

كانت أمام أم الطفلة مهمة صعبة بأن تُخبر ابنتها أن ساقها الصغيرة بُترت نتيجة القصف الذي تعرّضت له. وعندما خرجت من غرفة العمليات، كانت الأم دائماً تسأل: "كيف أخبر ابنتي؟ ماذا أقول لها؟ ستحزن بالتأكيد". وتقول والدة الطفلة جنى: "في البداية، كانت مهمة صعبة أمامي لأخبر ابنتي بأن ساقها بُترت وأن شقيقيها استشهدا"، مضيفة أنه "بعد مرور بضعة أيام، أخبرتها أن شقيقيها قد استشهدا. في هذه اللحظة، الطفلة أصابتها صدمة".

قضايا وناس
التحديثات الحية

وبعد أيام من إخبارها بوفاتهما، قلت لها إن ساقها بترت، ما أدى إلى دخولها في غيبوبة، ودفع الطواقم الطبية لإجراء تدخلات سريعة. وتقول الوالدة: "نحن من سكان حي الزيتون، نزحنا إلى منطقة الصبرة إلى بيت أختي في 12 يناير/ كانون الثاني الماضي، واعتبرناها منطقة آمنة. لكن من دون سابق إنذار، قامت القوات الإسرائيلية بقصف المنزل بشكل كامل". تضيف: "القصف تسبب باستشهاد 15 شخصاً وإصابة العشرات، بينهم ابنتي التي بترت ساقها، وأنا أصبت ببتر في أحد أصابعي، وأختي أيضاً أصيبت".

تتابع: "ابنتي لا تزال غير قادرة على قبول حقيقة بتر ساقها، وتقول دائماً: أريد أن أمشي، أريد رجلي". وتناشد الأم المكلومة دول العالم "وقف الظلم في قطاع غزة وإنهاء الحرب الإسرائيلية".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة. وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 28858 غالبيتهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى إصابة 68667 شخصاً. 

(الأناضول)

ذات صلة

الصورة
شابان يسخران تخصصهما لعلاج المرضى والجرحى بخيام النازحين في غزة

مجتمع

لم ترحم الحرب الإسرائيلية على غزة، التي دخلت شهرها التاسع، ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تتضاعف معاناتهم في ظل النزوح المستمر ونقص الاحتياجات الأساسية.
الصورة

سياسة

أطلقت المحكمة العليا في واشنطن سراح 12 طالبا من طلاب مخيم الجامعات في جامعة جورج واشنطن بناء على اتفاق يقتضي بعدم اقتراب الطلاب من محيط الجامعة.
الصورة
تجمّع مياه صرف صحي في خانيونس - غزة - 1 يوليو 2024 (عبد الرحيم الخطيب/ الأناضول)

مجتمع

تُسجَّل أزمة في الصرف الصحي بقطاع غزة، تفاقمت في الآونة الأخيرة. والمشكلة التي تهدّد صحة المواطنين، راحت تعرقل حركتهم مع تجمّع المياه العادمة على الطرقات.
الصورة
نازحون في غزة يعانون من طول الحرب وقلة الإمكانات، 26 يونيو 2024 (Getty)

مجتمع

لجأ نازحون في غزة تجاوز تعدادهم الآلاف إلى ما كان يعد سابقاً أكبر ملعب لكرة القدم في القطاع، حيث تعيش العائلات على القليل من الطعام والماء
المساهمون