- مصطفى العلوي، رئيس منظمة التجديد الطلابي، يؤكد على أهمية الأنشطة الطلابية في تعزيز الوعي والتضامن مع الفلسطينيين، معبراً عن رفض التطبيع مع إسرائيل.
- الاتحاد الوطني لطلبة المغرب يعزز الدعم للمقاومة الفلسطينية، مع التأكيد على الدور الهام للحراك الطلابي في فضح دعم الأنظمة الغربية لإسرائيل.
انضمّ طلاب المغرب إلى الحراك العالمي الداعم لقطاع غزة الذي انطلق من جامعات الولايات المتحدة الأميركية في إبريل/ نيسان الماضي، وذلك من خلال تنظيمهم فعاليات تضامنية مع الفلسطينيين التي تستهدفهم إسرائيل في قطاع غزة على مدى أسبوع. ومنذ استئناف الدراسة بعد إجازة الربيع، أوّل من أمس الاثنين، راحت جامعات ومعاهد عليا تشهد، في مختلف أنحاء البلاد، فعاليات لنصرة قطاع غزة الذي يتعرّض لحرب إسرائيلية مدمّرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وفي إطار حراك طلاب المغرب تضامناً مع انتفاضة طلاب العالم من أجل قطاع غزة، سُجّلت اليوم الأربعاء فعاليات في جامعة شعيب الدكالي بمدينة الجديدة (غرب) والكلية المتعددة التخصصات التابعة لجامعة مولاي إسماعيل بمدينة الرشيدية (جنوب شرق). وكان مئات الطلاب قد تظاهروا، أمس الثلاثاء، في كليات جامعة عبد المالك السعدي بمدينة طنجة (شمال)، فيما نُظمت وقفة احتجاجية في جامعة محمد الخامس بمدينة الرباط.
وكانت منظمة التجديد الطلابي، التي تُعَدّ من أبرز الفصائل الطالبية في الجامعات المغربية، قد دعت طلاب المغرب إلى المشاركة في "أسبوع الدعم والنصرة"، تحت شعار"الحراك الطالبي.. صوت الشعوب لتحرير فلسطين"، من السادس من مايو/ أيار الجاري إلى 11 منه، وذلك في كلّ الجامعات. بالتزامن، أعلن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، أعرق وأكبر تنظيم طالبي في البلاد، مواصلته تنظيم فعاليات نضالية واحتجاجية وثقافية وفنية وإعلامية في كلّ الجامعات.
في إطار فعاليات أسبوع الدعم والنصرة الذي دعت إليه اللجنة التنفيذية لمنظمة التجديد الطلابي، نظم فرع المنظمة بطنجة عددا من المبادرات الداعمة للقضية الفل-سط-ينية والمنددة بالعدو|ان الصه-يو.ني وداعميه والمطبعين معه، وذلك برحاب المؤسسات الجامعية التابعة لجامعة عبد المالك السعدي بطنجة. pic.twitter.com/DTAEU8NpNT
— منظمة التجديد الطلابي|Student Renewal Organization (@OremaMaroc) May 7, 2024
يقول رئيس منظمة التجديد الطلابي مصطفى العلوي لـ"العربي الجديد" إنّ "الحراك الطالبي، القائم في الجامعات الأميركية خصوصاً والجامعات الغربية عموماً، دفع منظّمتنا إلى تخصيص الأسبوع الجاري لدعم قطاع غزة ونصرته، من خلال تنظيم فعاليات مختلفة". وأوضح أنّ ذلك يأتي بهدف "إبراز انخراط طلاب المغرب في دعم القضية الفلسطينية"، مشيراً إلى أنّ "الدعم سبق أن انطلق بعد السابع من أكتوبر الماضي، من خلال تنظيم فعاليات عدّة لم تحظَ بالتغطية الإعلامية المطلوبة. وقد جعل ذلك الجامعات العربية عموماً والمغربية خصوصاً تبدو أنّها في خارج سياق دعم القضية، ومتخلّفة عن القيام بواجبها".
ويلفت العلوي إلى أنّ "أسبوع الدعم والنصرة" يشتمل على نشاطات مختلفة، من بينها محاضرات وندوات وتخصيص جلسات تربوية في مساجد الكليات حول القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى تنظيم مسيرات ووقفات وفعاليات ثقافية (مسرحيات، شعر، أدب...) واعتصامات جزئية شبيهة بتلك التي ينفّذها الطلاب في الولايات المتحدة الأميركية.
يضيف رئيس منظمة التجديد الطلابي: "نهدف من خلال هذه الفعاليات إلى البعث برسائل عدّة، أولاها موجّهة إلى الشعب الفلسطيني والحركة الطالبية الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية (المحتلة) مفادها أنّنا لم نتخلّف عن دعم القضية، بل نحن منخرطون في ذلك انخراطاً كبيراً منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى"، مشدّداً على أنّ "انخراطنا في الحراك الطالبي العالمي هو التزام وواجب". ويتابع العلوي أنّ "الرسالة الثانية موجّهة إلى الدولة المغربية، مفادها أنّ التطبيع الرسمي (مع إسرائيل) المعتمد من قبل عدد من الجامعات لا يمثّل طلاب المغرب الذين سوف يظلّون منخرطين في مناهضته بالنضال في داخل أسوار الجامعات وخارجها إلى حين إسقاطه". وأكمل أنّ "من خلال أسبوع الدعم والنصرة، نؤكد أنّنا جزء من المجتمع المغربي الذي يعرف حراكاً قوياً لدعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني".
ومنذ انطلاق عملية طوفان الأقصى، بدا التأييد الطالبي لقطاع غزة واضحاً في المغرب، وظهر ذلك من خلال فعاليات في جامعات عدّة تحت عناوين رئيسة داعمة للفلسطينيين ومساندة للمقاومة ورافضة للتطبيع. ومع توالي المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، شهدت الجامعات، في كلّ من الدار البيضاء ومراكش وأغادير وطنجة وتطوان ووجدة وفاس ومكناس والناظور وآسفي والجديدة وبني ملال والمحمدية والقنيطرة والرباط والرشيدية وغيرها، حراكاً طالبياً واسعاً، إذ احتشد آلاف الطلاب في وقفات ومسيرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتظاهر آخرون في خارج أسوار الجامعات رافعين الأعلام الفلسطينية وصور الضحايا.
طلاب المغرب مستمرون في مناصرة الفلسطينيين
في الإطار نفسه، يقول عضو الكتابة الوطنية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب عبد الكريم دوبيل لـ"العربي الجديد" إنّ "موقفنا من طوفان الأقصى والإبادة الجماعية (الإسرائيلية) التي يتعرّض لها إخواننا في قطاع غزة ليس مجرّد موقف إنساني أو أخلاقي، بل هو موقف صراع بين الحقّ والباطل، موقف الذود عن مقدّسات الأمة أو الخذلان فنكتب من الخائنين". ويؤكد: "نحن مستمرّون في دعم طوفان الأقصى والمقاومة الفلسطينية منذ أكثر من 200 يوم بكلّ الوسائل المتاحة، ونسعى إلى مزيد من الضغط والاحتجاج مناصرين لقطاع غزة وأهله حتى وقف حرب الإبادة ورفع الحصار".
ويوضح دوبيل أنّ "كلّ هياكل الاتحاد انخرطت منذ السابع من أكتوبر الماضي في الفعاليات والمبادرات المحلية والوطنية، سواء أكانت نشاطات ثقافية أو علمية تعزّز الوعي بمركزية القضية ومكانتها، أو أشكالاً احتجاجية من وقفات ومسيرات تندّد بالتنكيل والقتل اللذَين يطاولان الفلسطينيين في قطاع غزة". ويتابع: "كذلك دعونا إلى إضرابَين وطنيَّين على مستوى كلّ الجامعات المغربية، وقد لقيا تجاوباً طالبياً كبيراً، بالإضافة إلى إضراب وطني عن الطعام في الأوّل من فبراير/ شباط الماضي رفضاً لتجويع أهل غزة وتنديداً بالحصار المفروض عليهم".
ويرى دوبيل أنّ "الحراك الطالبي الغربي فضح ادّعاء الأنظمة الغربية الديمقراطية، وكشف زيف شعاراتها وأسقط أقنعتها عندما يتعلّق الأمر بالقضية الفلسطينية. وهذا الحراك بيّن بوضوح تأهّب الأنظمة الغربية في هذه الحرب دعماً للكيان الصهيوني، بالمال والسلاح، ليكونا بذلك وجهَين لعملة واحدة وهي عملة الإجرام والعثو فساداً في الأرض".
ويشير عضو الكتابة الوطنية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب إلى أنّ "ما كشفه قطاع غزة للعالم هو ثورة تاريخية في المفاهيم والروايات والمواقف، إذ حطّمت قرناً من الأكاذيب والافتراءات والأباطيل الصهيونية". ويتابع: "من المؤكد، لا يسعنا إلا تثمين كلّ صحوة تفتل في حبل نصرة الشعب الفلسطيني المستضعف، وبالتالي فقد ثمّنّا منذ اليوم الأوّل في الاتحاد هذه الهبة الطالبية العالمية، التي نعدّها امتداداً للزخم المناصر للقضية الفلسطينية عبر جامعات العالم، والجامعة المغربية هي الأخرى لم تتخلّف عن نصرة الشعب الفلسطيني ومساندته منذ السابع من أكتوبر وقبل ذلك".