جامعة كاليفورنيا.. أعضاء هيئة التدريس يصوتون ضد توبيخ مستشارها

18 مايو 2024
مخيم مؤيد لفلسطين في جامعة كاليفورنيا، في 1 مايو 2024 (ماريو تاما /Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجليس، واجه مستشار الجامعة جين بلوك تصويتًا من مجلس الشيوخ الأكاديمي حول "توبيخ" وحجب الثقة بسبب تعامله مع هجوم على مخيم مؤيد لفلسطين، لكن لم يحصل أي من القرارين على الأغلبية المطلوبة.
- الاشتباكات بين متظاهرين مؤيدين لفلسطين وإسرائيل في الجامعة أدت إلى عنف شمل الرش بالفلفل والضرب، مما أثار إدانات واسعة وأدى إلى القبض على أكثر من 200 متظاهر.
- على الرغم من فشل القرارين، أكد أعضاء هيئة التدريس دعمهم للطلاب المؤيدين للفلسطينيين، مشيرين إلى التوترات الأوسع حول القضية الفلسطينية والإسرائيلية واستمرار نضال الطلاب رغم التهديدات.

صوّت مجلس الشيوخ الأكاديمي في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، ضد قرارين يهدفان إلى "توبيخ" شديد وحجب الثقة عن مستشار الجامعة، جين بلوك، بسبب تعامله مع هجوم من طرف مؤيدين لإسرائيل على مخيم مُناصر لفلسطين قبل أسبوعين.

وأظهرت نتائج التصويت التي أُجريت بعد اجتماع دام ثلاث ساعات يوم الخميس وصدرت الجمعة، أن 43 في المائة فقط من الأعضاء المصوّتين أيدوا اقتراح حجب الثقة، في حين قسمت أصوات التوبيخ بين 88 مؤيدًا و88 معارضًا بالتساوي، وفشل في تحقيق أغلبية بسيطة من التأييد. وفقًا لما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الخميس.

وقالت أندريا إم كاسكو، رئيسة مجلس الشيوخ، في بيان: "من الواضح أننا لسنا متحدين في كيفية رؤيتنا للأحداث الكبرى في الأسابيع الماضية واستجابة الحرم الجامعي لها". وأضافت: "آمل أن نتمكن بوصفنا زملاء من محاولة إيجاد أرضية مشتركة، وأن نتحلى بالشجاعة للاستماع بعقول وقلوب منفتحة حتى عندما لا نتفق"، نقلًا عن الصحيفة.

واعتبرت الصحيفة، أن من غير المرجح أن يكون للتوبيخ من أعضاء هيئة التدريس آثار عملية على بلوك البالغ من العمر 75 عامًا، الذي من المقرر أن يتنحى عن منصبه مستشارًا في يوليو/تموز، بحسب ما قال ويليام ج. تيرني، الأستاذ الفخري للتعليم العالي بجامعة جنوب كاليفورنيا. وأضاف أنه يشك في أن رئيس جامعة كاليفورنيا، سوف يطلب استقالة بلوك "قبل ذلك الوقت". لكن أعضاء هيئة التدريس الذين أيدوا القرارين قالوا إنهم شعروا بأنهم مضطرون إلى التحدث نيابة عن الطلاب المؤيدين للفلسطينيين.

وقال كارلوس سانتوس، الأستاذ المساعد في الرعاية الاجتماعية وقسم التصويت: "على الرغم من أننا لم نتمكن من الحصول على أغلبية التصويت على أي من القرارين، فمن المهم أن نلاحظ أن 50% من الذين صوتوا طالبوا بتوبيخ تصرفات المستشار بلوك".
وأوضح الذين صوتوا ضد توبيخه أنهم شعروا أن الدافع وراء هذه الجهود هو دعم المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين.

هجوم على مخيم في جامعة كاليفورنيا

دعت مجموعة من أعضاء هيئة التدريس إلى عقد اجتماع خاص لمجلس الشيوخ الأكاديمي الأسبوع الماضي في أعقاب الاشتباكات العنيفة التي وقعت في 30 إبريل/نيسان، بين متظاهرين داعمين للفلسطينيين وآخرين مناصرين لإسرائيل، عمدوا إلى رش الطلاب بالفلفل وضربهم وإلقاء الألعاب النارية على الخيام والأفراد بداخلها.

الهجوم، الذي بدأ بعد وقت قصير من إعلان بلوك أن المخيم المؤيد لفلسطين غير قانوني، استمر لساعات من دون تدخل الشرطة لوقف هجوم المتظاهرين، وهو ما أثار إدانات من الطلاب المسلمين. وفي اليوم التالي، قام ضباط شرطة يرتدون ملابس مكافحة الشغب بإلقاء القبض على أكثر من 200 متظاهر أثناء قيامهم بإخلاء المخيم.

وكان بلوك قد قال في بيان: "تدعم جامعة كاليفورنيا الاحتجاج السلمي، ولكن ليس النشاط الذي يضر بقدرتنا على تنفيذ مهمتنا الأكاديمية ويجعل الناس في مجتمعنا يشعرون بالتنمر والتهديد والخوف". وأضاف: "هذه الأحداث وضعت الكثيرين في حرمنا الجامعي، خاصة طلابنا اليهود، في حالة من القلق والخوف". وذكرت شرطة لوس أنجليس أنها استجابت لطلب جامعة كاليفورنيا بسبب وقوع عدد من أعمال العنف داخل الاعتصام الكبير في الحرم الجامعي، لاستعادة النظام والحفاظ على السلامة العامة.

روى أعضاء هيئة التدريس الذين أيدوا توبيخ مستشار الجامعة جين بلوك كيف شاهدوا طلابهم يعانون إصابات أثناء الهجوم وعندما تم تفكيك المخيم المؤيد لفلسطين ووقف حرب الإبادة في غزة. تحدث عدد قليل من أعضاء هيئة التدريس ضد القرارين، بما في ذلك البعض الذين قالوا إنهم منزعجون من روايات بعض الطلاب اليهود عن معاداة السامية في المخيم، وفقًا لتوضيحات الصحيفة.

وبغض النظر عن نتيجة التصويت، قال الدكتور تيرني إن تصرفات بلوك في الأسابيع الأخيرة ستترك "وصمة عار في مسيرة مهنية جديرة بالاهتمام". بحسب ما نقلت عنه "نيويورك تايمز" مشيرة إلى أنه سيكون عليه أيضًا الإجابة عن أسئلة أعضاء الكونغرس؛ وقد تم استدعاؤه للإدلاء بشهادته الأسبوع المقبل أمام لجنة في مجلس النواب قامت باستجوابات سابقة بشأن معاداة السامية.

يشار إلى أن العديد من الجامعات حول العالم، خاصة الأميركية تعيش على وقع احتجاجات واسعة واعتصامات؛ للمطالبة بقطع العلاقات مع إسرائيل ووقف إطلاق النار، ووقف التعاون الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب الاستثمارات في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية. 

ويصرّ الطلاب على مواصلة نضالهم على الرغم من التهديدات على مستويات سياسية ومهنية، وانحياز وسائل إعلام أميركية كثيرة وصحف بارزة ضدهم، ومحاولة تصوير الشعارات والهتافات بأنها معادية للسامية، ما يزيد الضغط عليهم، ويصرف الأنظار عن القضية الرئيسية المتمثلة بمعارضتهم الحرب على غزة والإبادة الجماعية، ومطالبتهم بألا تكون جامعاتهم شريكة فيها، علماً أن وسائل الإعلام تتجاهل وجود كثير من اليهود الأميركيين بين الطلاب والأساتذة المحتجين ومعارضي الحرب.

المساهمون