يشكو مدنيون في مدينة صافيتا بمحافظة طرطوس غرب سورية، الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، تلوث المياه الناتج من معاصر الزيتون المنتشرة في المنطقة. ويقول أحد سكان المدينة ناجي مقدسي (اسم مستعار) لـ "العربي الجديد": "العائلات المقيمة في المدينة لم تستخدم مياه الينابيع منذ 10 أيام بسبب تلوثها ببقايا معاصر الزيتون". ويؤكد أن "معظم المعاصر كانت مخالفة للأصول والضوابط التي من المفترض أن تعمل بها، إذ إن معظمها رمى بقايا الزيتون المعصور في الينابيع والأماكن القريبة من تجمعات المياه، ما أدى إلى تسرب تلك الأوساخ والمواد إلى المياه التي يعتمد عليها أهالي المدينة بمعيشتهم".
من جهته، يقول ياسر الطيار لـ "العربي الجديد" إنّ "لون المياه بدأ بالتغير، وأصبحت عكرة، وتنبعث منها روائح بشعة تشبه إلى حد كبير رائحة مادة البيرين التي تستخدم للتدفئة". ويوضح أن "ما من رقيب على عمل المعاصر"، مؤكداً "ضرورة محاسبة من تسبب بتلوث المياه".
وفي السياق، يقول الطبيب خالد الضعيف لـ "العربي الجديد"، إن "تلوث المياه بمخالفات المعاصر يسبّب أمراضاً عدة، أبرزها التهابات بالمعدة، وفي الحالات الخطرة قد يسبب التهاب الكبد". ويشير إلى أن شرب كميات كبيرة من هذه المياه قد يودي بحياة المدنيين.
وكانت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام السوري قد أفادت الأربعاء الماضي، بأن "محافظة طرطوس بمدنها وقراها (باستثناء مدينة طرطوس التي تعيش وضعاً جيداً) تعاني من نقص حاد بمياه الشرب وصل إلى حد العطش الحقيقي في مناطق عديدة وخصوصاً خلال الأشهر الثلاثة الماضية بسبب التلوث الذي تعرضت له عدة مشاريع تابعة لمؤسسة المياه نتيجة مخلفات معاصر الزيتون من مياه الجفت، بالإضافة إلى الصرف الصحي، وعدم نجاح الجهات المحلية في منع وقمع هذه الظاهرة التي تتكرر كل موسم والتي تفاقمت كثيراً هذا العام لضخامة إنتاج المحافظة من الزيتون".
أضافت الصحيفة أن "شكاوى عدة وردت من سكان حي رأس الشغري جنوب مدينة طرطوس الذين يعانون من جراء انقطاع المياه عنهم منذ أكثر من شهر بسبب التلوث، والذين لم تنفذ المؤسسة وعودها تجاههم بتأمين بديل كما يقول المواطنون في شكواهم".
وسبق أن سجلت مديرية الصحة التابعة لحكومة النظام السوري في محافظة طرطوس أكثر من 100 حالة إصابة بالتهاب الكبد الفيروسي من جراء تلوث مياه الشرب والري الزراعي واختلاطها بمياه الصرف الصحي في قرية بعمرة بناحية صافيتا. وفي وقت سابق من شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، أكد مصدر من الشركة العامة للصرف الصحي في طرطوس، لـ "العربي الجديد"، أن مشكلة التلوث لا تنحصر في منطقة معينة بريف طرطوس، وهناك الكثير من مصادر مياه الشرب والري ملوثة بمياه الصرف الصحي، بسبب تعطل أجزاء كبيرة من الشبكات وعدم صيانتها على مدار السنوات الماضية.