- تم تجنيد 10 غطاسين وعدة مركبات إسعاف وزورقين في عملية البحث والإنقاذ، بينما تواصل السلطات الجزائرية تحقيقاتها حول الحادثة التي شملت نحو 70 تلميذًا في نشاط مدرسي.
- وزارة التربية الوطنية الجزائرية أرسلت وفدًا لمتابعة الحالة النفسية للتلاميذ بعد الحادثة، فيما تظهر الإحصائيات الرسمية وفاة أكثر من 200 شخص غرقًا في العام الجاري بسبب عدم اتخاذ الحيطة والحذر.
يبدو أنّ موسم حوادث شواطئ الجزائر قد بدأ، مع تحوّل رحلة مدرسية إلى فاجعة أليمة بعد غرق أطفال تتراوح أعمارهم ما بين تسعة أعوام و12 عاماً عند أحد شواطئ الجزائر العاصمة، يوم السبت، الأمر الذي أدّى إلى مصرع خمسة منهم في حين أنّ اثنَين آخرَين ما زالا في العناية المركّزة. كذلك انتشلت فرق الحماية المدنية الجزائرية (الدفاع المدني) طفلاً آخر يبلغ من العمر 10 أعوام غرق في المكان نفسه ونقلته إلى المستشفى، علماً أنّه لم يكن من ضمن مجموعة التلاميذ نفسها.
والأطفال الضحايا، باستثناء الأخير، من بين تلاميذ مدرسة "محمدي محمد" في بلدة عين بوسيف بولاية المدية الواقعة على بعد 100 كيلومتر إلى جنوب العاصمة، وهم كانوا يشاركون في رحلة إلى شاطئ متنزّه الصابلات غير المحروس وغير المخصّص للسباحة في العاصمة. وقد جنّدت الحماية المدنية في عملية البحث والإنقاذ الأخيرة 10 غطّاسين، بالإضافة إلى ستّ مركبات إسعاف وزورقَين.
وتمضي السلطات الجزائرية في تحقيقاتها حول حادثة الغرق التي وقعت عند السابعة والنصف تقريباً من مساء يوم السبت، علماً أنّ نحو 70 تلميذاً كانوا قد شاركوا في الرحلة المدرسية، بتنسيق ما بين إدارة مدرسة "محمدي محمد" ودار الشباب والبلدية، في نشاط مدرسي أخير قبل امتحانات تقييم المكتسبات التي بدأت اليوم الأحد.
في سياق متصل، انتُدب وفد من وزارة التربية الوطنية للتوجّه إلى مدرسة هؤلاء الأطفال والإشراف على عمل خبراء تربويين ونفسيين من شأنهم متابعة التلاميذ بعد وفاة خمسة من زملائهم وإصابة آخرَين، بهدف مساعدتهم في تجاوز الواقعة الأليمة، ولا سيّما أنّ ذلك حدث عشيّة الامتحانات. كذلك كانت زيارات رسمية لمواساة عائلات الضحايا الصغار، وكذلك للمصابين في المستشفى.
وكانت الحماية المدنية الجزائرية قد أعلنت الخبر في بيانات متتالية، مساء يوم السبت، مبيّنةً أنّ فرقها تدخّلت لانتشال أطفال غرقوا قبالة شاطئ متنزّه الصابلات عند خليج الجزائر العاصمة، شمالي البلاد. وأوضحت الحماية المدنية أنّ أحد الأطفال انتُشل وقد فارق الحياة، في حين أسعفت فرقها ستّة آخرين ونقلتهم إلى مستشفى مصطفى باشا الحكومي في وسط المدينة. وعلى الرغم من محاولات إنعاشهم، توفي أربعة منهم وما زال اثنان في حالة حرجة، إلى جانب طفل ثالث من خارج الرحلة المدرسية.
وقد نُقل عن شهود عيان كانوا في موقع الحادثة أنّ أطفال الرحلة المدرسية دخلوا إلى البحر جماعياً، وبعدما راح منظّمو الرحلة يحاولون إخراجهم منهم، تبيّن أنّ عدداً منهم بدأ يغرق في حين أنّ البحر ابتلع أحدهم. وقد تدخّل مواطنون لإنقاذ الأطفال في المياه، إذ إنّ مرافقيهم البالغين لا يجيدون السباحة. كذلك تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلات فيديو تظهر عمليات إخراج الأطفال من البحر ونقلهم إلى المستشفى، حيث ما زالت جثث المتوفين منهم قيد التشريح قبل نقلهم إلى مسقط رأسهم لدفنهم في وقت لاحق.
تجدر الإشارة إلى أنّ البيانات الرسمية الجزائرية لعام 2023 تبيّن وفاة أكثر من 200 شخص غرقاً عند شواطئ الجزائر وسدودها وكذلك في البرك المائية التي يقصدها الناس للاستجمام من دون أخذ الحيطة والحذر المطلوبَين، ولا سيّما في حال إصدار تحذيرات في السياق.