سيغريت كاغ عن الوضع في غزة.. دمار يصعب تصوره وبؤس وضغوطات

30 يوليو 2024
من إحاطة لسيغريت كاغ في مجلس الأمن، 2 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وصفت سيغريت كاغ الوضع في غزة بالكارثي، مشيرة إلى الدمار الهائل ومعاناة المدنيين، وأكدت نيتها افتتاح مكتب رسمي هناك.
- زارت كاغ مستشفى متنقلاً ولاحظت ارتفاع معدلات الإجهاض وأمراض الأطفال، مشددة على ضرورة خلق آفاق للأمل واستعادة الكرامة الإنسانية.
- أشارت كاغ إلى التحديات التي تواجهها المنظمات الإنسانية، مؤكدة على أهمية وقف إطلاق النار لزيادة الإمدادات الإنسانية والتعاون مع مصر لضمان وصول المساعدات.

قالت كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريت كاغ، لـ"العربي الجديد"، في نيويورك، إن "حجم الدمار الذي لحق بغزة يصعب تصوره". ووصفت كاغ الوضع في غزة بالكارثي، حيث تستمر منذ عشرة أشهر معاناة المدنيين الفلسطينيين تحت "دوامة رهيبة من البؤس الإنساني" والذي يشمل الدمار والصدمة والأعداد الكبيرة من القتلى.

وجاءت تصريحات المسؤولة الأممية خلال مؤتمر صحافي مقتضب عقدته من عمان عبر تقنية الفيديو مع الصحافيين المعتمدين لدى مقر الأمم المتحدة في نيويورك بمناسبة عودتها مؤخرا من زيارة إلى غزة. ولفتت الانتباه إلى أنها تنوي "قضاء فترات أطول في غزة "حيث افتتحت مكتبي رسميًا الآن، وسينتقل الفريق جزئيًا إلى غزة".

وتحدثت سيغريت كاغ عن زيارتها "مستشفى" متنقلاً فيه جناح للولادة تم تشيده تحت إدارة صندوق الأمم المتحدة للسكان لتقديم خدمات ولادة بما فيها العمليات القيصرية، في "ظل ظروف مروعة وقلق الأمهات حول مستقبل هؤلاء الأطفال". وأشارت إلى تقارير من الأطباء في المركز مفادها أنهم يلاحظون ارتفاعا في معدلات الإجهاض في الثلث الأول والثاني من الحمل، ومن غير الواضح "الأسباب وراء ذلك، وستجرى البحوث حول الأمر". كما لفتت الانتباه إلى زيارتها في نفس المستشفى المتنقل أطفالاً يعانون "من أمراض خطيرة ومزمنة في كثير من الأحيان لا يمكن علاجها إلا إذا جرى إجلاؤهم طبياً (خارج غزة). وقد نزح عدد من هؤلاء الأطفال أربع أو خمس مرات داخل غزة، في كل مرة بحثاً عن الأمان والمأوى الطبي".

ولفتت كاغ الانتباه إلى معاناة النساء اللواتي تحدثت إليهن والضغوطات النفسية والجسدية والصحية اللواتي يعانين منها. وشددت على صعوبة استيعاب حجم الدمار، حتى لو كان الشخص يعرف الإحصائيات، مؤكدة أن رؤية الوضع على الأرض تختلف. وأعطت مثالا على ذلك تدمير 87% من المرافق الصحية والمستشفيات في غزة.

وتساءلت "حول ماهية الرسالة التي يجرى نقلها حول القدرة على التعافي وإعادة بناء غزة؟". ورأت المسؤولة الأممية أن هدفها وإطار عملها "السياسي ليس فقط التحدث عن المساعدات الإنسانية، بل أيضًا محاولة خلق آفاق للأمل، حيث يمكن من خلالها استعادة الكرامة الإنسانية بطريقة ما. لا يمكنها، للأسف، استرجاع الخسائر والصدمة، ولكنها تخلق مسارًا يمكن للأطفال من خلاله الحصول (على سبيل المثال) على التعليم غير الرسمي مرة أخرى، وخلق مساحات آمنة للعلاج النفسي، والبدء بالتفكير في إعادة تأهيل البنية الأساسية... وقد لا نتمكن من عمل كل ذلك في نفس الوقت حيث علينا الاستمرار في تقديم المساعدات،" إلا أن هذا جزء من رؤيتها. 

وأشارت المسؤولة الأممية أيضاص إلى عمل طواقم إنسانية مختلفة في محاولة لمعالجة النقص الحاد في مرافق إدارة النفايات والصرف الصحي، وخاصة مع درجات الحرارة المرتفعة وخطر تفشي الأمراض المعدية. ولفتت الانتباه إلى التقارير التي تشير إلى انتشار فيروس شلل الأطفال أو تحديده في المياه بناء على عينات جُمعت الشهر الماضي.

قضايا وناس
التحديثات الحية

وتوقفت المسؤولة الأممية عند الصعوبات التي تواجهها المنظمات الإنسانية واللاحكومية في عملها داخل غزة، بما فيها المنظمات الفلسطينية. ومن ضمن تلك التحديات "غياب القانون والنظام، وصعوبة العمل، وقضايا الوصول، والسلامة والأمن، وصعوبة التوزيع في حال وصلت البضائع إلى غزة". وعبرت عن تقديرها للمنظمات غير الحكومية الفلسطينية، "التي فقدت معظمها المباني والمعدات وكل شيء... ولكنها مستمرة في عملها ومحاولتها للتخفيف من معاناة شعبها".

وأكدت أنه وفي حال تم الإعلان عن التوصل إلى وقف لإطلاق النار وبدء تنفيذه، فإن الأمم المتحدة وشركاؤها يعملون "على زيادة الإمدادات من خلال التخزين المسبق من الأردن ومصر، ونحن نطلب من المانحين الاستمرار في التمويل، وبالطبع، على المستوى السياسي، أتواصل مع الجميع لضمان قدرتنا على القيام بذلك بالفعل وتقديمه".

 وشددت على أن الآلية التي تشرف عليها، وأُحدثت بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2720، "تعمل بشكل جيد، وهي تقوم بجمع إمدادات المساعدات من الأردن وقبرص والضفة الغربية إلى غزة، ونحن نضع البصمات الأخيرة مع مصر، وكما ذكرت من قبل، فإن المراقبين جاهزون للانتشار داخل غزة. وهم جاهزون لاستلام تأشيراتهم حالما تتم الموافقة عليها". وأضافت: "ولكننا نحتاج إلى وقف فوري وكامل لإطلاق النار، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وبالطبع استمرار الوصول إلى غزة للبدء في تلبية الاحتياجات".

المساهمون