معرض الرطب... دعم الفاكهة الوطنية هدف استراتيجي في قطر

30 يوليو 2024
مشاركة واسعة للمزارع في معرض الرطب المحلي بالدوحة (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **احتفال قطر بفاكهة الرطب**: تحتفل الدوحة بفاكهة الرطب من خلال معرض سنوي في سوق واقف لدعم المزارعين المحليين وتعزيز الوعي الثقافي والتراثي المرتبط بشجرة النخيل.
- **تنظيم المعرض ودعمه للزراعة الوطنية**: ينظم المعرض منذ 2016 بالتعاون بين وزارة البلدية وسوق واقف، ويهدف لدعم المنتجات الزراعية الوطنية وضمان سلامة التمور المعروضة.
- **الاهتمام الدولي بقطاع التمور**: انضمت قطر لعضوية المجلس الدولي للتمور لتعزيز التعاون الدولي في تطوير قطاع التمور وتحقيق التنمية المستدامة.

تتقدم فاكهة "الرطب" أو البلح الأصفر على سواها من الفاكهة الصيفية لدى أهل قطر ودول الخليج عموماً، ولا تخلو مجالسهم منها. وكما تحتفل مونتون الفرنسية على شاطئ الريفييرا بمهرجان الليمون سنوياً، وأمستردام الهولندية بمهرجان البرتقال، وبونويل شرقي إسبانيا بمهرجان الطماطم، والعاصمة الهندية نيودلهي بمهرجان المانجو، ومدينة أبانج التايلاندية بمهرجان الأناناس، تحتفل العاصمة القطرية الدوحة بالرطب باعتباره الفاكهة الوطنية.
ويضم الشعار الوطني الرسمي لقطر نخلتين تتأرجحان بجانب القارب الشراعي الخشبي التقليدي، وهو مصمم باللون العنابي الخاص بالدولة، ويظهر الرمال والبحر والسماء.
وانطلقت في 23 يوليو/ تموز الجاري، داخل خيمة ضخمة مكيّفة في سوق واقف التراثي وسط الدوحة، فعّاليات معرض الرطب المحلي في دورته التاسعة والذي يستمر حتى 3 أغسطس/ آب المقبل. 

وأكد مدير سوق واقف المشرف العام على المعرض محمد السالم مشاركة أكبر عدد من المزارع هذا العام، وقال في افتتاح المعرض: "بدأ المعرض بـ35 مزرعة، في حين وصل عددها الآن إلى 110 تعرض أجود أنواع التمور المحلية، ما يؤكد نجاحه في توفير منصة مهمة للمزارعين من أجل بيع معظم إنتاجهم من الرطب المحلي في موقع واحد".
تابع: "تتحلى جميع تمور الرطب المعروضة للجمهور بأعلى درجات السلامة، وتخضع كل منتجات المزارع المشاركة لاختبارات وتحاليل لتأكيد خلوها من المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية التي تضر بالصحة".
وتنظم وزارة البلدية بالتعاون مع سوق واقف المعرض السنوي للرطب منذ عام 2016، ويندرج في إطار الاهتمام الذي توليه الحكومة لدعم وتشجيع المنتجات الزراعية الوطنية، ويتزامن مع موسم إنتاج الرطب في البلاد بهدف دعم جهود تحقيق الأمن الغذائي، وتأكيد الاهتمام والحرص على تطوير قطاع الزراعة بما فيها تلك الخاصة بالنخيل، ودعم أصحاب المزارع والمهتمين بزراعة الرطب، والارتقاء بأصناف التمور.

يندرج المعرض في إطار دعم وتشجيع الحكومة المنتجات الزراعية الوطنية (العربي الجديد)
يندرج المعرض في إطار دعم وتشجيع الحكومة المنتجات الزراعية الوطنية (العربي الجديد)

ويبدأ موسم الرطب في قطر نهاية يونيو/ حزيران، ويصل الإنتاج إلى ذروته في يوليو/ تموز. وتختلف عملية ظهور بشائر الإنتاج بين مزرعة وأخرى بحسب الأصناف المزروعة وفترة ظهور الإنتاج أو تأخره.
ويهدف معرض سوق واقف للرطب إلى التعريف بالأنواع المنتجة محلياً من جهة، ومن جهة أخرى، تعزيز الوعي الثقافي والتراثي الذي ارتبط بشجرة النخيل وأهمية ثمارها من الناحية الغذائية والصحية، وتحفيز المنافسة بين المزارعين، وذلك من خلال عرض أفضل أنواع الرطب المحلية، وتشجيع الاستثمار لزيادة الإنتاج المحلي من التمور والرطب بكل أنواعها، بحسب ما يقول مدير إدارة الشؤون الزراعية يوسف الخليفي. 
وتعرض مزرعة جهام علي الكواري أصنافاً متنوعة من الرطب، أبرزها "الخلاصي"، ويقول مسؤول الجناح "بو جاسم" لـ"العربي الجديد": "تضم المزرعة نحو أربعة آلاف نخلة تعطي إنتاجاً مميزاً من التمور المحلية. ويشكل المعرض فرصة لتسويق الإنتاج خلال موسمه، وقد حددت إدارة المعرض أسعار البيع لكل صنف، وهو عشرة ريالات (2.56 دولار) لكيلوغرام الخلاص والسكري، مع تخفيضه إلى 25 ريالاً (6.6 دولارات) عند شراء ثلاثة كيلوغرامات،  وثمانية ريالات (2.12 دولار) لـ"الخنيزي" و"البرجي" مع تخفيضه إلى 20 ريالاً (5.30 دولارات) عند شراء ثلاثة كيلوغرامات ، وستة ريالات (1.6 دولار) لأصناف "لولو" و"رزيز" و"غر" مع تخفيضه إلى 15 ريالاً (أربعة دولارات) عند شراء ثلاثة كيلوغرامات.

تتعامل الحكومة القطرية مع قطاع النخيل والتمور باعتباره محصولاً استراتيجياً (العربي الجديد)
تتعامل الحكومة القطرية مع قطاع النخيل والتمور باعتباره محصولاً استراتيجياً (العربي الجديد)

وحصلت المزارع المشاركة في المعرض مجاناً على صناديق لجمع الرطب وعرضه في المنصات. ويشير رئيس قسم الإرشاد والخدمات الزراعية في وزارة البلدية أحمد اليافعي إلى أن وحدة مكافحة آفات النخيل تعمل لمساعدة أي مزرعة ترصد فيها إصابة بسوس النخيل عبر إرسال فريق متخصص لرشها وصرف المبيدات حتى تأكيد خلّوها من الإصابة.
وتشارك مزرعة "الطاهر" في المعرض بـ25 نوعاً من الرطب تنتجها 1200 نخلة، أبرزها "الخلاصي"، و"الشيشي"، و"دقلة نور"، و"الخنيزي" و"الرزيزي"، و"الزاهدي"، و"البرحي"، و"الخضري"، و"البيشي"، و"الصقعي"، و"السكري"، و"المبروم"، و"عنبرة"، و"الهلالي"، و"الشهل"، و"السلطانة". 
وخصص منظمو المعرض ركناً لأنواع حلويات تستخدم التمور في صنعها، ومنها "بسبوسة الرطب" و"زنقينة الرطب"، وتتضمن كمية من الرطب المستوي والطحين والزبدة والقرفة والمكسرات، إلى جانب دبس التمر وقهوة الرطب، وغيرها.
ويبلغ معدل النمو السنوي لاستهلاك قطر من التمور 2.56%، ويتوقع أن يصل الاستهلاك إلى 42,972 طناً بحلول عام 2027. واقتربت قطر من هدف تحقيق 85% من الاكتفاء الذاتي من التمور بحلول عام  2030، وهي تحتوي على أكثر من 900 مزرعة نخيل تنمو فيها أكثر من 675 ألف شجرة، وفقاً لبيانات أصدرتها وزارة التجارة والصناعة القطرية.

وانضمت قطر في يونيو/ حزيران الماضي إلى عضوية المجلس الدولي للتمور الذي أشاد بـ"اهتمام الحكومة القطرية بقطاع النخيل والتمور لاعتباره محصولاً استراتيجياً ومنتاً ذا قيمة غذائية فائقة وأهمية اقتصادية واجتماعية وبيئية وثقافية كبيرة". وأكد "أهمية قطاع النخيل والتمور في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحماية البيئة وتحسين مستويات الدخل والمعيشة للعاملين في المجال، إضافة إلى تحسين مستوى الأمن الغذائي في المناطق الريفية".
ويضم المجلس الدولي للتمور، الذي يتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقراً، 15 دولة، ومنظمات دولية وإقليمية معنية بالزراعة وقطاع التمور، ويهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لتطوير قطاع التمور، وتنفيذ الأنشطة التي تتطلب العمل المشترك لمواجهة التحديات التي تواجه القطاع، والتصدي لقضايا البحث وتقنيات الإنتاج، إضافة إلى رفع القدرات من أجل تحقيق التنمية المستدامة للتمور على مستوى الدول المعنية إقليمياً وعالمياً.

المساهمون