استمع إلى الملخص
- **حركة حماية البشتون**: تنظم احتجاجات في شمال وجنوب وزيرستان ضد عمليات الجيش، وتستعد لعقد اجتماع قبلي كبير في 11 أكتوبر لاتخاذ قرارات مستقبلية.
- **حراك حزب إنصاف واحتجاجات البلوش**: يقود عمران خان حراكاً شعبياً للضغط على الحكومة، بينما تشهد بلوشستان احتجاجات منذ 26 يوليو، مما أدى إلى إغلاق الطرق وقطع شبكات الهواتف والإنترنت.
تشهد الساحة الباكستانية أشكالاً متعددة من الاحتجاجات والاعتصامات والتظاهرات، بعضها لأهداف سياسية، وأخرى بسبب سوء الوضع المعيشي، كما تشهد منطقة قبائل كرم صراعاً دموياً بين القبائل السنية والشيعية خلّف نحو 42 قتيلاً من الطرفين وعشرات الجرحى، وكل هذا الاحتقان تظهر تأثيراته على حياة المواطنين، في حين يرى البعض أن الاعتصامات والتظاهرات تستهدف حماية المستقبل، ولا بد من التحمل لتحقيق الأهداف الكبيرة.
ضمن سلسلة الاحتجاجات، تشهد منطقتا بنو وتانك في الشمال الغربي، اعتصامين للقبائل منذ 21 يوليو/ تموز الحالي، بعد مقتل مدنيين بنيران الجيش الباكستاني، وتطالب القبائل الحكومة بإعادة النظر في قرار شن عملية عسكرية على المنطقة، مؤكدة أنها لن تسمح بتلك العملية المسلحة. ومع أن الكثير من أفراد القبائل يشاركون في الاحتجاجات، إلا أنها تترك تبعات ثقيلة على حياة المواطنين.
وفي مقاطعتي شمال وجنوب وزيرستان القبليتين، تنظم حركة حماية البشتون احتجاجات شعبية أيضاً ضد عمليات الجيش، ويجري الاستعداد للاجتماع القبلي الكبير الذي يصفه زعيم الحركة منظور بشتين بأنه بمثابة "محكمة قبلية إزاء ما تمارسه الحكومة الباكستانية والجيش، ومن أجل اتخاذ قرار مستقبلي"، ومن المقرر عقد الاجتماع في 11 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، لكن الحراك الشعبي سيستمر حتى ذلك الوقت، كما تؤكد الحركة.
يقول الزعيم القبلي فردوس خان لـ"العربي الجديد"، إن "سلسلة الاحتجاجات الحالية بدأتها القبائل في مدينة بنو، لأننا نعرف ماذا سيحل بنا إذا شن الجيش الباكستاني عملية مسلحة في المنطقة، ومن أجل التصدي لذلك قمنا بإقرار سلسلة من الاحتجاجات التي تحولت لاحقاً إلى اعتصام مفتوح، والحكومة في المقابل قامت بقطع شبكات الاتصالات والإنترنت بشكل كامل في البداية، ثم بشكل جزئي حالياً".
يضيف خان: "بسبب الاحتجاجات والاعتصام من جهة، وتعامل الحكومة القاسي من جهة ثانية، ثمة تأثيرات كبيرة على حياة المواطنين، فارتفعت الأسعار، وكثير من الطرق مغلقة، ونقل المرضى إلى المستشفيات صعب، وخدمات المستشفيات التي كانت في الأصل متدنية أصبحت ضعيفة، ولحالة الاحتقان بشكل عام تبعات ثقيلة على حياة المواطنين، لكننا نصبر ونتحمل من أجل الأمن والمستقبل، فالجيش إذا شن عملية عسكرية هنا فسيجبرنا على النزوح من قرانا، والحكومة عينت أماكن للمخيمات بالفعل، وقد جربنا في ما مضى حياة المخيمات ولا نريد تكرار ذلك، وسنمنع الحكومة والجيش من شن أي عملية في المنطقة".
وأطلق حزب إنصاف، بزعامة رئيس الوزراء السابق عمران خان، حراكاً شعبياً من أجل الضغط على الحكومة، التي تعتزم حظر الحزب، كما أعلنت عدة مرات على لسان أكثر من مسؤول فيها، على رأسهم وزير الإعلام، لكن يبدو أن الحزب استطاع من خلال الحراك الشعبي أن يجبر الحكومة على إعادة النظر في القرار، لكن تلك الاحتجاجات لها أيضا نتائج على حياة المواطنين، خصوصاً في شمال غربي باكستان، حيث شعبية عمران خان كبيرة.
ويشهد إقليم بلوشستان خلال الأيام الماضية احتجاجات لعرقية البلوش، وتتصدى قوات الأمن للاحتجاجات منذ 26 يوليو، بعدما أعلنت عقد اجتماع قبلي للبلوش في مدينة غوادر، قرب الميناء، وتحركت قوافل قبلية بالفعل نحو غوادر، لكن قوات الأمن منعتهم من الوصول، وهددت قوات الجيش بإطلاق النار على من يتوجه نحو المنطقة، بينما لا يزال أفراد من القبائل على امتداد الطرق ويسعون لدخول المنطقة.
وأغلقت قوات الجيش كل الطرق الرئيسية، كما أوقفت عمل شبكات الهواتف والإنترنت، ما أثر سلباً على سكان إقليم بلوشستان كله، خاصة المناطق التي تعيش فيها أقلية البلوش.
يقول غول مير خان (أحد سكان بلوشستان)، لـ"العربي الجديد": "سئمنا من هذه الحالة، فكل يوم شبكات الهواتف متوقفة، والطرق مغلقة بذريعة أو بأخرى، ونواجه صعوبات كبيرة في كل مرافق الحياة، علاوة على موجة من أعمال العنف التي تحصد أرواح المواطنين".
ويوضح الناشط المدني خير الله خان يوسفزاي لـ"العربي الجديد"، أن "الأوضاع في باكستان متدهورة للغاية، والحكومة فاشلة في لم الشمل، كما أن المؤسسة العسكرية تلعب على كل الحبال، ولكن بأسلوب غير حكيم، وهي تلجأ إلى سياسة الانتقام أكثر من لجوئها إلى سياسة التجميع، أو العمل من أجل توطيد اللحمة الوطنية، والمواطن يدفع ثمن كل ذلك، والآثار كارثية على التعليم والصحة، وعلى الحياة بشكل عام".