ضبطت سلطات النظام السوري، اليوم الأحد، ملايين حبوب الكبتاغون الواردة من لبنان عن طريق أوتوستراد حمص-دمشق وسط البلاد.
وأفادت وكالة أنباء النظام "سانا" بأنّه في إطار متابعة متّجري ومهرّبي المواد المخدّرة وعمليات التحرّي وجمع المعلومات، صادرت إحدى الدوريات مركبة من نوع "بيك آب" محمّلة بأكثر من أربعة ملايين حبّة كبتاغون تزن نحو 650 كيلوغراماً. مشيرة إلى أنّه تمّ توقيف كلّ الذين كانوا في المركبة ليقدّموا أصولاً إلى القضاء، فيما نشرت صوراً لحبوب الكبتاغون المصادرة في سورية.
وسبق أن أعلنت سلطات النظام السوري ضبط كمية كبيرة من حبوب الكبتاغون، وكذلك من "الحشيش المخدّر" بمدينة حمص في 28 أغسطس/ آب الماضي، في أثناء محاولة تهريبها من الأراضي اللبنانية إلى الأراضي السورية عبر الطرقات الجبلية الوعرة شرقي المحافظة.
وكان الكونغرس الأميركي قد صوّت بالإيجاب على قرار يتعلق بتعديل يتطلب استراتيجية مشتركة لتعطيل شبكات المخدّرات في سورية. ومنذ أشهر عدّة، تعلن السلطات الأردنية بشكل متقطّع عن ضبط كميات كبيرة من المخدّرات خلال محاولات تهريبها من سورية إلى داخل البلاد.
وفي هذا السياق، يقول الناشط الإعلامي المقيم في مناطق النظام أبو يوسف جبلاوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ضبط مثل هذه الكميات الضخمة لم يعد أمراً مفاجئاً مع الانتشار الواسع للمادة وسهولة توفّرها للشبان أخيراً". ويرى جبلاوي أنّ "النظام يسعى بين الحين والآخر إلى إظهار نفسه بأنّه يكافح الاتّجار بالمخدّرات من خلال ضبط بعض الكميات هنا وهناك، لكنّ الحقيقة هي أنّ عمليات التهريب مستمرة وشبه يومية، كذلك يتمّ تصدير تلك المواد عبر سورية إلى كلّ أنحاء العالم".
وفي دراسة نشرت في 27 إبريل/ نيسان الماضي، قدّر مركز "كوار" للتحليل والأبحاث قيمة صادرات سورية من الكبتاغون في عام 2020 بما لا يقلّ عن 3.46 مليارات دولار أميركي. وقد لفتت الدراسة كذلك إلى استفادة النظام السوري من توسيع نطاق سيطرته العسكرية على الأرض، الأمر الذي أتاح له ولحلفائه الإقليميين ترسيخ دورهم باعتبارهم مستفيدين رئيسيين من الاتّجار بالمخدّرات في سورية.