استمع إلى الملخص
- الوضع الإنساني يتفاقم بسبب إغلاق المعابر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مما يحول دون وصول المساعدات والحليب للأطفال، ويعيق خروج الجرحى والمرضى للعلاج.
- منظمة الصحة العالمية تؤكد أن أغلب الأطفال في غزة يعانون من الجوع، مع ارتفاع معدلات سوء التغذية بشكل خاص بين الأطفال دون الخامسة، وتدعو لضرورة إدخال مساعدات إنسانية وحليب للأطفال.
تتضاعف معاناة أطفال غزة مع نقص حليب الأطفال في ظل مجاعة وشيكة تحاصر الجميع. وبحسب تصريحات سابقة للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، استشهد 32 شخصا على الأقل بسبب سوء التغذية، عدد كبير منهم من الأطفال، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
أميرة الطويل إحدى الامهات اللواتي يعانين لإيجاد الحليب لإطعام طفلها يوسف الذي يحتاج إلى علاج وغذاء، لكن كل محاولاتها للبحث عن الحليب في صيدليات غزة باءت بالفشل، بينما يستلقي يوسف بجسده النحيل على السرير في مستشفى الأقصى في دير البلح وقد ربطت رجله بحقن وريدية. تقول والدته: "يوسف يحتاج إلى علاج وغذاء جيد، الحليب غير متوافر نهائيا"، مضيفة: "أُطعمه حاليا بعض القمح، لكن لا حليب. هذا ما يجعله يعاني من الانتفاخ، طلبوا مني أن أجري له فحصا لحساسية القمح".
أطفال غزة بلا حليب
أما الطفل سيف فقد بدا منهكا للغاية وبالكاد يستطيع التنفس، وتقول والدته نهى الخالدي: "طوال الليل وهو يتألم ويعاني المغص والانتفاخ، تم تأجيل العملية التي كانت مقررة له وهذا يمكن أن يسبب له انفجارا في الأمعاء"، مضيفة: "نعتمد على ما يأتي من مساعدات لإطعام الأولاد، وهذا يؤثر كثيرا على صحتهم لأنهم اعتادوا على حليب يتناسب مع أجسادهم"، لكنها تتدارك وهي تحاول حبس دموعها: "لا يتوافر أي نوع حليب في الأسواق".
ويؤكد طبيب الأطفال في مستشفى الأقصى حازم مصطفى أن إغلاق الاحتلال الإسرائيلي للمعابر أدى إلى تفاقم الوضع، حيث يعتبر معبر رفح المنفذ الرئيسي لدخول المساعدات إلى قطاع غزة من مصر قبل أن تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي هجوما بريا في السابع من مايو/ أيار الماضي وتسيطر على المعبر الحدودي، ومنذ ذلك الوقت لم تسمح إسرائيل بدخول أي مساعدات إلى قطاع غزة، كما لم يتمكن أي من الجرحى والمرضى من الخروج للعلاج.
ويقول الطبيب مصطفى وخلفه على شاشة الحاسوب صورة أشعة لقفص صدري لأحد المرضى إن الأخير يعاني "ضعفا شديدا في جسمه وسوء نمو بسبب منع الاحتلال دخول الأغذية، وخصوصا الحليب للاطفال"، مطالبا بـ"إدخال كميات وافرة من الحليب حتى تتمكن الأمهات من إعطاء أطفالهن الغذاء المناسب ليكونوا بصحة جيدة".
وقالت منظمة الصحة العالمية، أمس السبت، إن أكثر من أربعة من أصل خمسة أطفال أمضوا يوما كاملا بدون تناول الطعام مرة واحدة على الأقل خلال ثلاثة أيام، وأضافت المتحدثة باسم المنظمة مارغريت هاريس، في بيان، إن "الأطفال يتضورون جوعا". وبحسب منظمات الإغاثة، فإن ارتفاع معدلات سوء التغذية بين أطفال غزة دون الخامسة سببه عدم وصول المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى غزة إلى من يحتاجون اليها.
وينتشر سوء التغذية في شمال قطاع غزة بشكل خاص، حيث لم يتلق من بقوا هناك من السكان سوى قليل من المساعدات في الأشهر الأولى من الحرب، وكشف فحص أجراه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" لأكثر من 93 ألفا و400 طفل دون الخامسة في غزة للتأكد من سوء التغذية، عن أن 7280 منهم يعانون سوء تغذية حادا.
(فرانس برس، العربي الجديد)