استمع إلى الملخص
- تشمل المساعدات طرود غذائية، فرش، أغطية، مستلزمات نظافة، وحفاضات للأطفال، وتعتبر الأكبر حتى الآن، وسيتم توزيعها بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية.
- تواجه الأمم المتحدة نقصاً حاداً في التمويل، حيث لم يتم تأمين سوى 17% من المبلغ المطلوب، ودعت المانحين لتحويل وعودهم إلى أموال نقدية بسرعة.
رست في مرفأ بيروت، بعد ظهر اليوم الجمعة، سفينة مساعدات إنسانية جُهّزت في إطار حملة "نفير دعم لأجل لبنان" أطلقتها تسع منظمات غير حكومية تركية بقيادة جمعية "صدقة طاشي" (حجر الصدقة) لمساندة لبنان وسط العدوان الإسرائيلي المتصاعد عليه.
وسفينة المساعدات التركية التي تضمّ 125 حاوية و683 أرضية نقّالة تزن نحو ألف طنّ من المواد الإنسانية والإغاثية، بحجم 150 شاحنة قاطرة ومقطورة، هي السفينة الثالثة في سياق الحملة التركية لدعم الشعب اللبناني، علماً أنّ السفينتَين السابقتَين وصلتا إلى لبنان في التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، على متنهما 300 طنّ من المساعدات اللازمة لتلبية احتياجات اللبنانيين.
وتتنوّع مواد المساعدات الإنسانية التي حملتها السفينة، بحسب ما أفادت جمعية "تيكا"، ومن بين تلك المساعدات طرود غذائية، من ضمنها أغذية معلّبة. تُضاف إليها فرش وأغطية ووسائد، ومستلزمات نظافة، وحفاضات للأطفال وكذلك بسكويت وأغذية أخرى وملابس لهم. وأوضحت الجمعية أنّ هذه السفينة "حملت الكمية الأكبر من المساعدات الإنسانية التي أُرسلت إلى لبنان حتى الآن"، مشيرةً إلى أنّ "توزيعها على ضحايا الحرب سوف يجرى بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية".
تم وصول سفينة المساعدات الانسانية الى #بيروت والتي تم تجهيزها لاجل حملة مساعدات "حملة نفير دعم لاجل #لبنان" والتي تم تنظيمها بالتعاون مع جمعيتنا و9 جمعيات تركية اهلية.
— جمعية حجر الصدقة (@sadakatasiarb) November 1, 2024
🇱🇧🇹🇷 pic.twitter.com/W29kjUXKqW
وفي وقت سابق، التقى الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة في لبنان اللواء محمد خير وفداً تركياً، بحث معه موضوع المساعدات الإنسانية التي تقدّمها تركيا إلى لبنان في ظلّ تواصل العدوان الإسرائيلي عليه. وقد شدّد الوفد التركي على "وقوف تركيا والشعب التركي إلى جانب لبنان، حكومةً وشعباً، في هذه المحنة التي يمرّ بها".
ولفت الوفد التركي إلى أنّ جمعية حجر الصدقة التركية كانت حاضرة في لبنان منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي، وعملت على تقديم المساعدات الإغاثية العاجلة إلى النازحين من الجنوب، "وهي مستمرّة في هذا العمل الأخوي مع الشعب اللبناني في المناطق كافة". وفي هذا الإطار، أكد الجانبان "أهمية العلاقات التركية-اللبنانية في مجال العمل الإنساني الإغاثي".
وتأتي المساعدات التركية من ضمن مجموعة من الجسور الجوية الدولية والعربية التي فُتحت إلى لبنان من أجل دعم الشعب اللبناني في ظل العدوان الإسرائيلي الذي أدّى إلى نزوح أكثر من مليون و400 ألف شخص، واستشهاد ما يزيد عن 2800 شخص، وجرح أكثر من 13 ألفاً.
لم يتوفّر إلا 17% من تمويل مطلوب أممياً لدعم لبنان
من جهة أخرى، أعلنت الأمم المتحدة أنّها تواجه نقصاً حاداً في الأموال لتقديم مساعدات إنسانية إلى لبنان، إذ لم تتمكّن من تمويل دعوتها إلى التبرّع إلا بنسبة 17% من المبلغ المطلوب البالغة قيمته 426 مليون دولار أميركي. وقد أفاد المتحدّث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لاركيه، في مؤتمر صحافي عُقد في جنيف، بأن "الاحتياجات تزداد كلّ دقيقة، والوعود بتقديم أموال لا تكفي لشراء الطعام أو الأدوية أو تأمين الملاجئ" للنازحين وسط العدوان على لبنان الذي تصاعد أخيراً.
وقال لاركيه: "نحن نواجه تدهوراً سريعاً في الوضع الإنساني" في لبنان و"نأمل بالتالي أن تتلقّى وكالات الأمم المتحدة وشركاؤنا أموالاً بسرعة". وأوضح لاركيه، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس، أنّ النداء من أجل جمع مساعدات إنسانية للبنان جمع فقط 17 مليون دولار من إيطاليا، و11.7 مليوناً من الولايات المتحدة الأميركية، وعشرة ملايين من صندوق الأمم المتحدة للطوارئ الإنسانية، و9.3 ملايين من السويد، و7.2 ملايين من فرنسا، و6.4 ملايين من المملكة المتحدة، و5.5 ملايين من ألمانيا.
وذكّر المتحدّث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "المانحين بأنّ ثمّة ضرورة ملحّة لتحويل وعود الهبات إلى أموال نقدية"، حتى تتمكّن الأمم المتحدة من تقديم المساعدة إلى لبنان فعلياً، مشدّداً على أنّ من غير الممكن القيام بذلك "إذا لم نتلقَّ الأموال سريعاً".