يعرف شهر نوفمبر/ تشرين الثاني بشهر التوعية حول مرض سرطان البروستاتا الذي يصيب غدة البروستاتا، وهي غدة صغيرة على شكل حبة الجوز موجودة لدى الذكور، وتنتج السائل المنوي الذي يغذي الحيوانات المنوية وينقلها. وهو مرض شائع يصيب الرجال، وتكمن خطورته في أنه ينمو ببطء، ما يجعل أعراضه تظهر في المراحل المتقدمة في الكثير من الأحيان.
وعند تشخيصه في مرحلة مبكرة، يمكن علاجه بنجاح، إذ إن نسبة الوفيات بسببه ضئيلة جداً. وتشير جمعية السرطان الأميركية إلى تسجيل حوالي 268,490 حالة إصابة جديدة بسرطان البروستاتا عام 2022. وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن من بين كل 100 رجل أميركي، يصاب حوالي 13 بسرطان البروستاتا، ويموت حوالي 2 إلى 3 رجال بسبب المرض. وكلّما تقدم الرجال في العمر، زادت احتمالات إصابتهم بالسرطان. فيما تقدر الهيئات الطبية في المملكة المتحدة إصابة ما لايقل عن 40 ألف حالة جديدة سنوياً.
يقول الطبيب المتخصص في الأمراض السرطانية قبلان يمين لـ"العربي الجديد" إنه "عادة ما يصاب الرجال بهذا المرض مع التقدم في العمر، وتحديداً بعد سن الستين. وكلما تقدم الرجل في العمر، زادت احتمالات الإصابة". وعلى الرغم من أن سرطان البروستاتا من أكثر الأمراض انتشاراً، لكنه لا يعد مرضاً خطيراً كبقية أمراض السرطان، مشيراً إلى أن "نسبة الشفاء من المرض مرتفعة جداً إلا في حالات نادرة إن كانت الإصابة بالغة، أو كان الرجل قد تخطى سن الثمانين. حينها قد لا يستجيب للعلاج". ويوضح أن "تشخيص سرطان البروستاتا يتطلب فحص عينة من الأنسجة بعد إجراء خزعة".
يشار إلى أنه عادة ما يجري الطبيب فحص دم و/أو فحصا جسديا للكشف عن صحة غدة البروستاتا، فتظهر النتيجة ما إذا كانت هنالك زيادة في هذا البروتين المحدد. وبحسب النتيجة، يحدد الطبيب ما إذا كانت هناك حاجة لمزيد من الفحوصات، وإجراء خزعة.
وتفيد جمعية "ZeroCancer" الأميركية بأن تطور مرض سرطان البروستاتا قد يكون مهدداً لحياة الإنسان، وخصوصاً في حال وصوله إلى العظام أو الأعضاء الاخرى. وتشير إلى إمكانية انتشاره من البروستاتا إلى العظام والأعضاء الأخرى والجهاز اللمفي. عندما يحدث ذلك، يسمى المرض بسرطان البروستاتا النقيلي (المرحلة الرابعة من سرطان البروستاتا التي يكون فيها قد انتشر في أجزاء أخرى من الجسم).
عوارض سرطان البروستاتا
تختلف عوارض سرطان البروستاتا من شخص إلى آخر، وتشمل مشاكل في التبول، وضعفاً في قوة التدفق في مجرى البول، وظهور دم في البول، ودماً في السائل المنوي، وألماً في العظام، وفقدان الوزن من دون محاولة، وضعف الانتصاب.
وما من تفسير علمي لسبب الإصابة بسرطان البروستاتا، إلا أن خبراء كشفوا مؤخراً أن هناك نوعاً من البكتيريا المرتبطة بسرطان البروستاتا، قد تكون سبباً في نمو المرض. ونقلت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية عن علماء في مدرسة طب جامعة شرق أنغليا قولهم إن هناك بكتيريا مرتبطة بسرطان البروستاتا، وهذا الاكتشاف هو بمثابة ثورة محتملة للوقاية من أكثر أشكال المرض فتكاً وعلاجها.
الوقاية خير من العلاج
تشير تقارير واستطلاعات للرأي إلى أن العديد من الرجال لا يجرون فحوصات. وأظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة "ذي ميرور" البريطانية أن أكثر من واحد من كل عشرة رجال يؤخرون زيارة الطبيب بسبب مشاكل متعلقة بالبروستاتا.
وبحسب استطلاع للرأي شمل 1200 رجل تزيد أعمارهم عن 45 عاماً، فإن واحداً من كل ثلاثة رجال يرجئون طلب المساعدة، ويشعر 32 في المائة بالقلق من الآثار الجانبية للأدوية.
ويعتقد أكثر من ثلاثة من كل خمسة (أكثر من 62 في المائة) أن الخضوع لعلاج سرطان البروستاتا يمكن أن يؤدي إلى آثار جانبية قد تؤثر على نوعية الحياة. بالتالي، فإن المخاوف المتعلقة بالمرض، وعدم الخضوع للرقابة، ونقص التوعية، قد تزيد من مخاطر المرض، وهو ما لفتت إليه أخصائية الأورام السرطانية كارلا بيرنا، التي وجدت أن العديد من المصابين يجهلون الكثير عن المرض.
لا توجد أدلة علمية مؤكدة على وجود عوامل وقائية تمنع الإصابة بسرطان البروستاتا، لكنها تحسن من الصحة وربما تقلل من خطر الإصابة، ويأتي في مقدمة تلك العوامل تناول وجبات غذائية صحية.
علاج
يقول أخصائي الأمراض السرطانية قبلان يمين إن المريض قد يحتاج إلى إجراء عملية جراحية أو العلاج الإشعاعي الكيميائي. وعادة ما يستجيب المرضى للعلاج بشكل كبير، إلا في حال كانت الحالة المرضية متقدمة جداً وعاني المريض من مشاكل صحية أخرى". ويشير إلى وجود نوعين من عمليات الاستئصال، ويطلق على الأولى إسم عملية الاستئصال الجزئية إذ يُستأصل جزء من البروستاتا. أما الثانية، فهي إزالة كلية مع إزالة الأنسجة المحيطة. وفي ما يتعلق بالعلاج الإشعاعي، يمكن استخدام أشعة عالية الطاقة لقتل السرطان من خلال وضع آلة خارج الجسم وتوجيه الإشعاع إلى الخلايا. أما الثانية فمن خلال زرع كريات صغيرة مشعة إلى جانب الكتلة السرطانية لتدميرها.
تجدر الإشارة إلى أنه في عام 2018، أكدت جمعية سرطان البروستاتا الأسترالية أن عدد الرجال الذين يموتون بسبب سرطان البروستاتا يقترب من عدد النساء اللواتي يتوفين من جراء الإصابة بسرطان الثدي.