سجينات مصريات: خصوصيتنا تُنتهَك بكاميرات مراقبة على مدار الساعة

26 يوليو 2023
السجينات المشتكيات كنّ قد نُقلنَ من سجن القناطر إلى العاشر من رمضان (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

نشر مركز الشهاب لحقوق الإنسان رسالة من نزيلات سجن النساء الجديد بالعاشر من رمضان في مصر، تفيد بأنّ خصوصياتهنّ وحرماتهنّ تُنتهَك، إذ إنّ كاميرات المراقبة مشغّلة على مدار الساعة، الأمر الذي يجعلهنّ تحت ضغط نفسي شديد فيما تُقيَّد حركتهنّ.

وبحسب ما جاء في الرسالة التي نشرها المركز، اليوم الأربعاء، والتي حملت عنوان "كاميرات تجسس في زنازين المعتقلات بسجن النساء الجديد"، فإنّ السجينات السياسيات هناك فوجئنَ بكاميرات مراقبة في سجن النساء الجديد التابع لمنطقة سجون العاشر من رمضان، الذي كنّ قد نُقلنَ إليه قبل ثلاثة أسابيع دون السجينات الأخريات اللواتي ما زلنَ في سجن النساء بالقناطر.

أضافت الرسالة أنّ السجينات اعترضنَ على ذلك، غير أنّهنّ فوجئنَ بردّ إدارة السجن الذي شرح أنّ الكاميرات نُصبت من أجل رصد حركتهنّ على مدار الساعة، حسب تعليمات وزير الداخلية. وقد اضطر ذلك السجينات إلى ارتداء ملابسهنّ كاملة ووضع الحجاب طوال اليوم، خوفاً من تصويرهنّ واستغلال تلك الصور ضدهنّ، مثلما جرى مع الناشط الحقوقي علاء عبد الفتاح الذي كان قد صُوّر وهو يتناول مياهاً غازية في زنزانته للإشارة إلى أنّه غير مضرب عن الطعام كما يدّعي.

وأوضحت السجينات في رسالتهنّ أنّ تلك الكاميرات موصولة بأكثر من 12 مكتباً، "بدءاً من رئاسة الجمهورية حتى ضابط الاتصال في السجن، مروراً بوزير الداخلية ورئيس قطاع الأمن الوطني ورئيس قطاع السجون وضباط الأمن الوطني المسؤولين عن السجون، وانتهاءَ بأربع جهات في داخل السجن نفسه".

وأكّدت السجينات أنّهنّ "مراقبات على مدار الساعة"، لذا فهنّ يتناوبنَ فترات النوم، حتى يتمكّنّ من رصد أيّ ظهور محتمل لأيّ جزء في جسد واحدة منهنّ في خلال نومها.

وقد طالبت السجينات بوقف "المهزلة التي تنتهك أدنى حقوق الخصوصية، وتمثّل وسيلة ابتزاز وتحرّش واضحَين ضدّ المعتقلات".

وتوجّهت هؤلاء السجينات بشكواهنّ إلى المجلس القومي لحقوق المرأة، وإلى كلّ المدافعات عن المرأة في كلّ أنحاء العالم، من أجل وضع حدّ لما وصفنَه بـ"الكارثة غير الأخلاقية التي تقوم بها وزارة الداخلية ضدّ المعتقلات السياسيات".

من جهته، دان مركز الشهاب لحقوق الإنسان هذه الانتهاكات، وطالب بمنع كاميرات المراقبة في الزنازين والإفراج الفوري عنهنّ.

وسبق أن اشتكى نزلاء عدد من السجون الجديدة من تعرّضهم للإضاءة القوية على مدار الساعة، وانتهاك الخصوصية عبر كاميرات المراقبة (بالصوت والصورة) في الزنازين، الأمر الذي يؤدّي بحسب خبراء في الطبّ النفسي إلى تلف الجهاز العصبي والإصابة بالاكتئاب، وقد يصل ذلك إلى حدّ الإقدام على الانتحار.

تجدر الإشارة إلى أنّ عدداً من نزلاء السجون الجديدة، أقدم على تغطية كاميرات المراقبة في الزنازين، فوقع صدام مع إدارة السجن فيما أقدم معتقلون على الإضراب عن الطعام.

المساهمون