أمرت محكمة تركية في مدينة إسطنبول بسجن سائق أجرة تركي لتسببه في مقتل المواطن المغربي جمال دومان (57 عاماً).
وترجع الواقعة إلى الاثنين الماضي، حيث كان دومان عائداً صباحاً من لقاء مع أصدقائه في أحد الأماكن العامة، وأراد أن يذهب لمنزله، فاستوقف سيارة أجرة تحمل الرقم "34 TAV 28 " كانت تمر من المنطقة، ولكن السائق لم تعجبه المسافة القصيرة فرفض نقل دومان وتشاجرا، ويعتقل سائق الأجرة الآن من قبل الشرطة.
مصرع مواطن مغربي يبلغ من العمر 57 عاماً جراء تعرضه لنزيف دماغي إثر دفعه من سائق سيارة أجرة خلال مشادة كلامية دارت بينهما ما أدى إلى سقوطه وارتطام رأسه بالأرض في ولاية #اسطنبول#تركيا_الان #تركيا pic.twitter.com/kj3w9HkrQS
— تركيا الآن (@turkeyalaan) August 18, 2023
وأثارت الحادث حالة من الغضب عندما ظهرت وسائل الإعلام قبل 3 أيام مع ثبوت حالة وفاة دومان، ونقلت تفاصيلها وسائل الإعلام التركية ومنها وكالتا "إخلاص" و"دمير أوران" الإخباريتان، مشيرة إلى أن سائق الأجرة (دوغان. غ) رفض أن يقل دومان من منطقة بي أوغلو بإسطنبول بحجة أنها مسافة قصيرة، وهو التصرف الذي لم يعجب دومان فلكم مؤخرة السيارة بيده، ما دفع السائق للنزول منها غاضباً وتبدأ مشاجرة بين الطرفين انتهت بدفع السائق المواطن المغربي ولكمه وإسقاطه، فارتطمت رأسه بالأرض ودخل في حالة غيبوبة.
ومع حضور فرق الإسعاف والشرطة، جرى اعتقال السائق ونقل المواطن المغربي للمستشفى بحالة غيبوبة، إذ تأكدت معاناته من نزيف في الدماغ دخل على أثره العناية المركز، قبل أن يفارق الحياة ويتوقف قلبه في الأيام التالية.
وأمرت المحكمة بداية بحبس السائق منزلياً، ومع وفاة دومان جرى توقيفه مجدداً ونقله للمحكمة التي أمرت بإرساله إلى السجن.
ونقلت وسائل الإعلام التركية عن زوجة المواطن المغربي فاطمة كريب قولها باكية في تصريح صحافي: "نقلوه للمستشفى، وهناك توقف قلبه، وجرى إنعاشه ولكن دخل في غيبوبة، أثق في تركيا والدولة التركية، وأطالب بحق زوجي، لم نقم بشيء سيء لماذا فعلوا هكذا بزوجي".
وبحسب المعلومات المتوفرة في وسائل الإعلام فإن دومان مقيم في تركيا منذ 10 سنوات، ويعمل حارس أمن بشركة خاصة.
ولم تنشر السلطات التركية الرسمية والأمنية أي بيانات رسمية تتعلق بالحادثة التي أثارت جدلاً كبيراً، خاصة أن الخلاف كان بسيطاً غير أنه أدى إلى جريمة قتل، وفي وقت يشهد فيه بعض السياح العرب مضايقات بين فترة وأخرى داخل تركيا.
وتشهد تركيا حالة استقطاب سياسي كبير نتيجة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية السابقة، التي جرت في مايو/أيار الماضي، والانتخابات المحلية التي ستجري العام المقبل، دفعت بعض الأحزاب السياسية لتوظيف مسألة العداء للأجانب ورقة لممارسة الشعبوية وتحقيق مكاسب سياسية، وهو ما يلاقي صدى لدى شريحة من أنصار هذه الأحزاب.