حي الخالدية في حمص السورية بلا كهرباء ولا خبز

15 ديسمبر 2020
صورة دمار حي الخالدية (سام سكاين/ فرانس برس)
+ الخط -

يعاني السوريون العائدون إلى حي الخالدية المدمر في مدينة حمص، وسط البلاد، من انعدام الخدمات الرئيسية، وخصوصاً الكهرباء، ونقص حاد في متطلبات المعيشة اليومية، وعلى رأسها الخبز، فضلاً عن الأنقاض التي تعيق الحركة في الحي الذي سيطر عليه النظام السوري بعد تدمير أجزاء كبيرة منه بقصفه بالمدفعية والبراميل المتفجرة لإنهاء سيطرة المعارضة المسلحة عليه.

وقال أحد سكان الحي، فضّل عدم الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، إنّ "هناك أناساً سكنوا في الحي، وهم ليسوا منه، لكن قام النظام بتوطينهم فيه، في حين لم يعد قسم كبير من السكان المهجرين إلى شمال سورية، أو إلى خارج البلاد"، موضحاً أنّ العائدين كانوا قد نزحوا إلى أحياء أخرى كانت تحت سيطرة النظام، مثل حي الحمراء وحي الإنشاءات وحي المحطة وغيرها من الأحياء التي لم تشهد معارك أو حصاراً من قوات النظام.

وحي الخالدية من أشهر أحياء مدينة حمص، وهو من بين أبرز الأحياء التي ثارت ضد النظام في 2011، وارتكبت فيه قوات النظام مجازر بحق الأهالي، وفي نهاية يوليو/ تموز 2013، بسط النظام سيطرته الكاملة على الحي. 

وبحسب مصادر محلية، فإنّ عدد سكان الحي عند انطلاق الثورة كان قرابة تسعين ألف نسمة، وهُجّروا جميعاً بفعل العنف الدموي الذي مارسه النظام، وعاد قسم صغير منهم لاحقاً، لكن معظمهم غادروا مجدداً، بسبب الدمار وغياب الخدمات.

وقال أحد النازحين من الحي، فضّل عدم الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، إنه لم يستطع العودة إلى الخالدية لأنّ منزله دمر بشكل كامل، كما لا تتوفر له إمكانية إعادة بنائه، ولا توجد خطة حكومية لإعادة المهجرين والنازحين إلى الحي.

وأضاف أنّ "جلّ ما فعله النظام كان إعادة عشرات العائلات بهدف إظهار أنّ الحي عاد إلى الحياة. لكن هناك مشاكل كثيرة، منها غياب الكهرباء والمياه، والنظام أزال الأنقاض من الشوارع الرئيسية فقط، فيما لا تزال الشوارع الفرعية مسدودة بركام القصف".

ونقلت مصادر إعلامية محلية عن مختار الحي، ماجد الأنصاري، قوله إنّ "الحي فيه قرابة 1300 عائلة، أي ما يعادل 7500 نسمة، وهناك عائلات ترغب في العودة لكنها لا تستطيع، لأن منازلها بحاجة إلى ترميم، كما لا تستطيع تأمين الخدمات الضرورية، إذ يعاني الحي من نقص كبير في الخدمات".

وقالت مصادر محلية إنّ سلطات النظام تتذرع بعدم وجود محولات كهرباء كافية، وعدم وجود عدادات في المنازل، وأشارت إلى أنّ الخبز يصل إلى أهالي الحي بواسطة معتمدين من مخبز الوليد، لكن الكميات لا تلبي حاجة الأهالي الذين يطالبون بترميم أحد مخابز الحي وتشغيله لإنهاء مشكلة نقص الخبز.

كما أنّ الاتصالات في الحي شبه معدومة، ولا توجد أبراج تغطية لتوفير الاتصالات الخلوية أو شبكات الإنترنت، في حين لا تتوفر مدارس في الحي بعدما تعرضت مدارسه للدمار خلال قصف النظام، فضلاً عن أنّ الطرقات تعج بالحفر، ولا توجد مراكز صحية كافية.

المساهمون