حرائق الغابات في تونس تتراجع 83%.. والقلق مستمر

14 اغسطس 2024
من عمليات مكافحة حرائق الغابات في تونس، 28 أغسطس 2023 (حسن مراد/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تراجع حرائق الغابات في تونس**: شهدت تونس انخفاضاً بنسبة 83% في حرائق الغابات هذا العام، حيث تضررت 297 هكتاراً فقط حتى 13 أغسطس 2024، مقارنة بـ1798 هكتاراً في نفس الفترة من 2023.

- **التداعيات النفسية والمادية على السكان**: يعاني السكان من آثار نفسية ومادية جراء الحرائق السابقة، مع نزوح بعضهم بعد خسارة منازلهم وأرزاقهم.

- **جهود الدفاع المدني وخطة التدخل السريع**: نجحت خطة التدخل السريع في تقليل الخسائر، مع إنشاء ثمانية مراكز إطفاء موسمية متقدمة.

ما زالت حرائق الغابات ترهب التونسيين، على الرغم من تراجع نسبة تلك الحرائق ونسبة المساحات المتضرّرة منها هذا العام بنحو 83% مقارنة بالعام الماضي. ويبدو أنّ آثار ما خلّفته حرائق الغابات في تونس، في مواسم صيف الأعوام الماضية، لم تُمحَ بعد، ولا سيّما أنّها طاولت آلاف الهكتارات وتسبّبت في تلف المحاصيل ونفوق المواشي، إلى جانب الأضرار التي لحقت بالمباني وأجبرت المواطنين على النزوح قسراً.

وهذا العام، أتت حرائق غابات تونس أقلّ حدّة مقارنة بما كانت عليه الحال في الأعوام الأخيرة، فلم تتجاوز المساحات التي التهمتها النيران 297 هكتاراً في الفترة الممتدّة من يناير/ كانون الثاني 2024 إلى 13 أغسطس/ آب الجاري، في حين أنّ 1798 هكتاراً كانت قد تضرّرت من جرّاء الحرائق في الفترة نفسها من عام 2023.

ويؤكد الناشط في إطار المجتمع المدني بجهة ملولة شمال غربي تونس عماد التريكي "تراجع حرائق الغابات المسجّلة هذا العام"، مشيراً إلى أنّ ذلك "لم يمنع حالة الفزع المستمرّ التي يعيشها سكان المنطقة بعد مواسم حرائق متتالية". ويقول التريكي لـ"العربي الجديد" إنّ "سكان المناطق الغابية عانوا في الأعوام الماضية من حرائق كارثية خلّفت أضراراً مادية ونفسية كبيرة، قد يستوجب ترميمها أعواماً".

ويلفت التريكي إلى أنّ الغابات الخضراء كانت "مصدر راحة نفسية لسكان تلك المناطق، غير أنّ تحوّلها إلى رماد فاقم أزماتهم المادية والمعنوية". ويضيف أنّ "تراجع الغطاء النباتي، في الأعوام الماضية، بسبب حرائق الغابات قلّص إمكانية اشتعال النيران مجدداً"، لكنّ ذلك تزامن مع "نزوح المواطنين من المناطق المتضرّرة من الحرائق بعد خسارتهم منازلهم وأرزاقهم". وبيّن أنّ "التداعيات النفسية لهذا النزوح مدمّرة".

وتمثّل حرائق الغابات في صيف تونس الخطر الأكبر الذي يهدّد البلاد، ولا سيّما أنّ مصالح الغابات لم تتمكّن بعد من اكتشاف الأسباب الحقيقية لاندلاع الحرائق التي يُقيَّد 90% منها ضدّ مجهول. وفي العام الماضي، أتى حريق ملولة من بين الأعنف في الأعوام الأخيرة، إذ طاولت النيران أكثر من 1500 هكتار وفقاً لتقديرات الناشطين في المجتمع المدني حينها.

من جهته، يقول المتحدث الرسمي باسم الدفاع المدني معز تريعة لـ"العربي الجديد" إنّ تونس نجت هذا العام من كارثة حرائق الغابات المدمّرة التي سُجّلت في الأعوام الماضية، إذ "تراجعت المساحات المتضرّرة من النيران بنسبة 83% على الرغم من ارتفاع عدد الحرائق المسجّلة". ويشرح تريعة أنّ "الدفاع المدني أحصى 103 حرائق في مناطق الغابات منذ بداية شهر يونيو/ حزيران الماضي حتى أمس الثلاثاء 13 أغسطس، في مقابل 65 حريقاً في الفترة نفسها من العام الماضي، غير أنّ المساحات المتضرّرة تراوحت ما بين هكتار واحد وخمسة هكتارات".

ويبيّن تريعة أنّ "خطة التدخّل السريع لإخماد الحرائق، التي وُضعت في شهر إبريل/ نيسان الماضي، أثبتت نجاعتها في الحدّ من خسائر النيران التي تندلع في الغابات والمناطق المحيطة بها". ويلفت المتحدث ذاته إلى "ثمانية مراكز إطفاء موسمية متقدّمة في مناطق الغابات لتسريع عمليات إخماد الحرائق التي يبلَّغ عنها والتدخّل للسيطرة عليها".

وتُعَدّ منطقة الغابات في شمال غرب تونس من أكثر المناطق ثراءً وتنوّعاً لجهة الغطاء النباتي، كذلك فإنّها تؤدّي دوراً مهمّاً في التوازن البيئي بالمنطقة وتُلقَّب بـ"أمازون تونس". وتفيد بيانات المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بأنّ الغابات تمثّل نحو 34% من مساحة تونس المقدّرة بـ163 ألفأً و610 كيلومترات مربّعة وتمتدّ في الشمال الغربي والوسط الغربي، فيما يبلغ عدد سكانها نحو مليون نسمة. أمّا قيمتها الاقتصادية، فتُقدَّر بنحو 932 مليون دينار تونسي (نحو 310 ملايين دولار أميركي).

المساهمون