استمع إلى الملخص
- **معاناة السكان وتجاهل الجهات الرسمية:** ياسر الهذالين يعبر عن قلقه بعد أن أصبح هو وعائلته في العراء دون دعم، رغم امتلاكه قراراً من المحكمة يثبت ملكيته للأرض.
- **سياسة التهجير والاعتداءات المستمرة:** تجمع أم الخير البدوي يواجه خطر التهجير المستمر، حيث يمارس الاحتلال عمليات هدم شبه يومية بهدف توسيع البؤر الاستيطانية، مما يضيق سبل العيش على السكان.
انتهت عمليات الهدم التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ظهر اليوم الأربعاء، بمنطقة خربة أم الخير في مسافر يطا جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية، بعد تدمير منشآت عدة، تركت 35 من أصحابها في العراء وشردتهم. وأدت عملية الهدم في مسافر يطا، بحسب مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إلى تدمير وهدم أربعة مساكن من الطوب المسقوف بالحديد "الزينكو" وخيمة وكرفانين من الحديد، تعود ملكيتها للمواطن ياسر الهذالين، وهو عضو مجلس قروي في الخربة، وكان الاحتلال قد هدم منزلاً له في وقت سابق في السادس والعشرين من يونيو الماضي.
وتستمر عمليات الهدم الإسرائيلية بحق المناطق الفلسطينية، وتحديداً بخربة أم الخير في مسافر يطا جنوب محافظة الخليل جنوبيّ الضفة الغربية، دون سابق إنذار، أو تبليغ من الجهات القضائية الإسرائيلية، وذلك في سبيل توسيع البؤر الاستيطانية المحيطة في الخربة.
ويقول ياسر الهذالين، في حديث مع "العربي الجديد"، إن منشآته تؤوي نحو 35 فرداً من عائلته، وأسر أولاده، مضيفاً: "أصبحنا الآن في العراء، تحت أشعة الشمس، وبيننا أطفال ونساء وكبار في السن، ولا ندري أين نذهب، لأن منازلي في أرضي التي نملكها منذ أكثر من 100 عام، ولا أملك غيرها، وأصبحت في حيرة من أمري عمّا يجب فعله، حيث لم يقدم أحد لنا الدعم في الصمود، أو إيجاد مكانٍ بديل نجلس فيه، ولو مؤقتاً".
ولم تسمح قوات الاحتلال الإسرائيلي والجرافات العسكرية لعائلة الهذالين بإخلاء المنشآت قبل هدمها، حيث هدمت المساكن بما فيها من مقتنيات خاصة للعائلة، وهددت أفرادها بالاعتداء عليهم حال اقترابهم من المكان، وفق ما يقول ياسر الهذالين.
ويتابع الهذالين معاتباً الجهات الرسمية والحقوقية: "كنا في وقت سابق نتعرض للهدم وتحيط بنا جميع المؤسسات للمتابعة، أما اليوم لم يتواصل معي أحد، ولم نتلق دعماً منذ فترة طويلة، حتى إن الاحتلال بات يمنع الطواقم الصحافية من الوصول لمواقع الهدم وتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية، والآن نحن نعيش في أسطوانة الهدم والتشريد والخوف دون أي رادع للاحتلال".
ويملك الهذالين قراراً من المحكمة الإسرائيلية ينص على أن الأرض التي تعرض منشآتها للهدم تعتبر ملكية خاصة له ولعائلته، وفيها أشجار من عشرات السنين، بالإضافة للكهوف، وخزّانات المياه الزراعية، والطاقة الشمسية، التي يعمد الاحتلال إلى تخريبها بشكل مستمر.
ويعتبر تجمع أم الخير البدوي تجمعاً صغيراً، يواجه خطر التهجير، ويقطن فيه نحو 200 عائلة تشكّل ألف فلسطيني بدوي، يعيشون على مساحة 400 دونم، في خيامٍ ومنازل مسقوفة بالحديد "الزينكو" والكهوف، ويعتمدون على رعي المواشي، ويواجهون خطر التهجير بشكل مستمر.
ويقول الناشط ضد الجدار والاستيطان، أسامة مخامرة، لـ"العربي الجديد"، إن جرّافات الاحتلال بشكل شبه يومي تمارس عمليات الهدم في أم الخير ومختلف مناطق مسافر يطا بهدف توسيع بؤر استيطانية، وتحويل البؤر الرعوية المنتشرة في أراضي الفلسطينيين إلى بؤر استيطانية سكنية، تمهيدّا لربط بعضها البعض، ولاحقًا تحقيق الطموح الإسرائيلي بتهجير سكان المنطقة.
ومنذ أن هدم الاحتلال 11 منزلاً في تجمع أم الخير، قبل نحو شهر ونصف، وحتى اللحظة لم تجد العائلات المشردة من منازلها مكانًا يأويها، لأن اعتداءات الاحتلال لا تقتصر على الهدم والتدمير، بل تشمل تضييق سبل العيش على السكان والسيطرة مصادر المياه، ومنع امتلاكهم ألواح طاقة شمسية، وشبكات كهرباء، ما يعني حرمانهم من وسائل الحياة الأساسية، بحسب مخامرة.
وتواجه أم الخير حرباً مفتوحة تهدف إلى تهجير أصحابها، حيث أنها تتعرض بشكل يومي لاعتداءات من مستوطني مستوطنتي "كرمئيل وشمعة"، عدا عن محاصرة التجمع عبر بؤر زراعية تنتشر في محيط التجمع الذي أغلق الاحتلال جميع مداخله، باستثناء مدخلٍ واحد يسيطر الاحتلال عليه وينشر عناصر الجيش بشكل مستمر على أبوابه، ويمنع الدخول والخروج إلا لأهالي القرية، وسط إجراءات أمنية مشددة.
ويمارس الاحتلال بشكل عام سياسة "الترحيل الصامت" عبر الضغط بكل الوسائل المتاحة بهدف تهجير المناطق البدوية، وذلك برعاية الجماعات الاستيطانية، التي مارست منذ بداية العام الجاري نحو 2500 اعتداءٍ بين هدم وتدمير لمختلف مقوّمات الحياة، وفق بيانات منظمة البيدر المعنية بالدفاع عن حقوق البدو.