حالة طوارئ مدرسية في البيوت المصرية

18 ابريل 2021
اختبارات ثلاثة رغم تراكم المناهج الدراسية (زياد أحمد/ Getty)
+ الخط -

رفعت البيوت المصرية حالة الطوارئ، استعداداً لاختبارات إبريل/ نيسان المدرسية، وهي الاختبارات الثانية لهؤلاء، إذ كانت الاختبارات الأولى في مارس/ آذار الماضي، وستكون الاختبارات الثالثة والأخيرة في مايو/ أيار المقبل. وتعد تلك الاختبارات بديلة عن اختبارات نهاية العام للتلاميذ من الصف الرابع الابتدائي حتى الثاني الإعدادي في ظلّ أزمة فيروس كورونا، وانشغال ربات البيوت بموائد الإفطار وما يرافق شهر رمضان من طقوس دينية ومجتمعية. 
وأعلنت وزارة التربية والتعليم مواعيد الاختبارات في 26 إبريل/ نيسان الجاري لتلاميذ الخامس الابتدائي والثاني الإعدادي، و27 إبريل/ نيسان لتلاميذ السادس الابتدائي، و28 من الشهر الجاري للصفين الرابع الابتدائي والأول الإعدادي، بالإضافة إلى امتحانات الصفين الأول والثاني الثانويين، كما ستجرى امتحانات تجريبية لتلاميذ الصف الثالث الثانوي، على أجهزة الحاسوب اللوحي (التابلت) أيام 18 و20 و22 من الشهر الجاري، لمعرفة قياس كفاءة الأجهزة قبل امتحانات نهاية العام (الثانوية العامة) في يوليو/ تموز المقبل. 

انتعاش الدروس الخصوصية
أدت اختبارات إبريل/ نيسان الجاري إلى انتعاش الدروس الخصوصية في منازل المحافظات المصرية، في ظل تراكم المناهج الدراسية، وعدم الانتهاء منها، نتيجة الضغوطات المتراكمة جراء أزمة كورونا، وتعطيل المدارس الحكومية خصوصاً مع حلول شهر رمضان، رغم تأكيدات وزارة التربية والتعليم أنّ العملية الدراسية تسير على ما يرام عبر اتباع آلية تقسيم تلاميذ الصف الواحد على أيام مختلفة منعاً للاختلاط، لكن على أرض الواقع، فإنّ الأمر مختلف تماماً، إذ فضل الأهل الدروس الخصوصية لفاعليتها، خصوصاً مع بدء شهر رمضان.

واشتكى التلاميذ من ضيق الوقت، وعدم الانتهاء من المناهج الدراسية، بينما طالب أولياء الأمور من المسؤولين في وزارة التربية والتعليم مراعاة ظروف أبنائهم، سواءً في اختبارات الشهر الجاري أو المقبل، ومراعاة الظروف المحيطة بهم، لتجنب التراجع  في درجاتهم. 
من جانبها قالت ربة المنزل عواطف عبد الله، وهي أم لثلاثة تلاميذ بمراحل تعليمية مختلفة، إنّ "كورونا وشهر رمضان أربكا البيوت قبل أيام من اختبارات الشهر الحالي، وهو ما أجبرنا على منع الزيارات للأهل والأقارب، وزيادة الدروس الخصوصية سواءً قبل الإفطار أو بعده، للانتهاء من المناهج في الوقت المحدد لها، وبالتالي أصبحت البيوت في ضغوط متزايدة، إذ لا يخلو منزل من التلاميذ".
وأيدت الموظفة سماح عبد الكريم هذا الرأي، مؤكدةً أنّ لديها ابناً في الصف الثاني الإعدادي، وآخر في الصف الثاني الثانوي، مشيرةً إلى أنّها تعيش في ضغوط يومية ما بين مراعاة المدرسة ومراعاة مواعيد الدروس الخصوصية، بالإضافة إلى التوفيق بين تجهيز الإفطار والعمل.

اتّجاه إلى الدروس الخصوصية وسط إقفال المدارس وتراجع مستواها

 

وأوضحت أنّ عدم الانتهاء من المناهج الدراسية يعود لعدم وجود التلاميذ في المدارس قبل اختبارات إبريل/ نيسان، ما سبب إرباكاً وتشتتاً في حياة التلاميذ، فالوقت لا يسعف المعلمين لإنهاء المناهج، كما لا يساعد أولياء الأمور في مراجعة الدروس لأبنائهم.
وقال جمال موسى، وهو صاحب متجر، وولي أمر تلميذين، إنّ "الدروس الخصوصية راجت مع قرب اختبار إبريل/ نيسان"، مضيفاً: "كلّ معلم يشدد على ضرورة تكثيف الدروس للانتهاء من المنهج، وأولياء الأمور بين نارين؛ دفع أموال الدروس باهظة الثمن، وتكاليف شهر رمضان، لذا نتكبد تكاليف مالية كبيرة، وهناك بعض الأسر تضطر للاقتراض حتى تلبي متطلبات أبنائها". 
بدوره، قال المحاسب وليد رسلان "إنّ الاختبارات الثلاثة التي فرضتها وزارة التربية والتعليم على التلاميذ بسبب كورونا، وضعت العائلات أمام سلسلة ضغوط، كون التلميذ سيمتحن ثلاث مرات، خلال النصف الثاني من العام الدراسي". 

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

منع الزيارات 
من جهته، أوضح التلميذ في الصف الأول الثانوي، معتز عطية، أنّه لأول مرة يمتحن خلال شهر رمضان، وتابع قائلاً: "تصعب مذاكرة الدروس والذهاب إلى الدروس الخصوصية والصوم في الوقت نفسه"، لافتاً إلى أنّه اعتاد على الدروس الخصوصية خلال سنوات دراسته السابقة، وواصفاً إياها بأنها "مفيدة لأي تلميذ يسعى للحصول على درجات عالية، لضعف المدرسة، رغم أنّ المعلم الخصوصي هو نفسه معلم المدرسة، لكن شتّان ما بين الاثنين". وقال التلميذ في الصف الثاني الثانوي علاء إبراهيم إنّه اعتاد على الدروس الخصوصية في المنزل في المواد كافة. وتابع: "مع اقتراب اختبارات الشهر تحولت المنازل لما يشبه حالة الطوارئ، عبر الحرمان من مشاهدة التلفزيون إلا خلال أوقات محددة، بالإضافة إلى إلغاء الزيارات خصوصاً في شهر رمضان بسبب الأوضاع الصحية والامتحانات المدرسية".

المساهمون