جمعيات عربية تتداعى لدعم غزة: وقف الإبادة الجماعية وجرائم الاحتلال

29 نوفمبر 2023
من الوقفة التضامنية مع قطاع غزة أمام مبنى "إسكوا" في بيروت اليوم (إكس)
+ الخط -

تداعت مجموعة من الجمعيات والشبكات والائتلافات العربية المناهضة للعنف ضدّ المرأة إلى وقفة عربية موحّدة في أكثر من 8 بلدان عربية، اليوم الأربعاء، وذلك أمام مباني الأمم المتحدة لمطالبتها بـ"تحمّل مسؤولياتها والعمل على وقف الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في حقّ المدنيين والمدنيات في قطاع غزة الصامد والضفة الغربية (المحتلة)".

وفي هذا الإطار، وفي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وبدعوة من المنظمات الأهلية والنسائية، نُفّذت وقفة تضامنية مع قطاع غزة أمام مبنى لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) في بيروت، رُفعت في خلالها شعارات تدعو إلى وقف المجازر الإسرائيلية والإبادة الجماعية في حقّ الفلسطينيين، تحت عنوان "أوقفوا العدوان.. ارفعوا الحصار".

وألقت كلمة التحرّك العربي مديرة منظمة "كفى" زويا روحانا، وطالبت فيها الأمم المتحدة والجهات المعنية بالضغط من أجل الوقف الفوري للعدوان وحرب الإبادة على قطاع غزة مع ضمان حماية المدنيين والمدنيات وتوفير حماية خاصة للنساء والأطفال استناداً إلى القانون الدولي الإنساني، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه، خصوصاً استخدام الأسلحة المحرّمة دولياً.

وطالب التحرّك كذلك برفع العقوبات الجماعية والحصار عن الفلسطينيين والفلسطينيات في قطاع غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية والوقود اللازم لتشغيل المرافق الخدمية والإنسانية، وإعادة التيار الكهربائي والمياه، والسماح بإجلاء الجرحى والجريحات، مع ضرورة تحمّل مؤسسات الأمم المتحدة مسؤولياتها في توفير الحماية والإغاثة لسكان قطاع غزة.

من جهتها، قالت رئيسة الاتحاد اللبناني للأشخاص المعوقين حركياً سيلفانا اللقيس، باسم الجمعيات المحلية المنظمة للتحرّك: "في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، نضمّ صوتنا إلى صوت الائتلافات والشبكات النسوية في المنطقة العربية، ونناشد المجتمع المدني الدولي الذي عبّر عن مناصرته للشعب الفلسطيني أن يحوّل هذه المناصرة إلى دعم لإعادة إعمار قطاع غزة بمرافقه الصحية والتربوية والثقافية".

وهذا الأمر يقتضي، بحسب ما جاء في كلمة اللقيس، "توفّر خطة لإعادة إعمار ما دمّره العدوان، وخطة للنهوض المبكر، بما يضمن عودة النازحين إلى أماكن سكنهم وبيئتهم الحضرية، والتأكيد على حقوق الجرحى الذين أصيبوا بإعاقات من جرّاء العدوان، وتوفير الدعم لهم ليعيشوا بكرامة واستقلالية، وإلزام الكيان المجرم التعويض العادل لهم كي يتابعوا حياتهم".

وفي كلمة أخرى ألقتها بثينة سعد باسم "النجدة الاجتماعية"، كانت مطالَبة بـ"تحويل الهدنة الإنسانية في غزة إلى وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب قطعان جيش الاحتلال من غزة ومن كلّ الأراضي الفلسطينية المحتلة ومحاكمة سفّاحي الإبادة الجماعية وشركائهم".

وفي التجمّع نفسه، توجّهت طفلة لبنانية (من التجمّع النسائي الديمقراطي) إلى أطفال فلسطين قائلة: "أريدكم أن تعلموا أنّكم لستم وحدكم"، مشدّدة على أنّ "صمودكم في مواجهة الاحتلال هو مصدر إلهام لنا جميعاً".

وبمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، كتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في رسالة أنّ هذا اليوم "يأتي هذا العام في حين يعيش الشعب الفلسطيني واحداً من أحلك الفصول في تاريخه"، مضيفاً: "وأنا أشعر بالفزع من الموت والدمار اللذَين اجتاحا المنطقة فباتت تئنّ من فرط الألم والويل والكمد".

أضاف غوتيريس أنّ الفلسطينيين في غزة يعانون من كارثة إنسانية، فقد أُجبر نحو 1.8 مليون شخص على ترك ديارهم، غير أنّ لا مكان آمناً يمكنهم اتّخاذه ملاذاً لهم. وأشار في الوقت نفسه، إلى أنّ ثمّة مخاطر من تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، إلى حدّ الخروج عن السيطرة.

وإذ قال غوتيريس: "كنت واضحاً في إدانتي للهجمات" التي قامت بها حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، شدّد "لكنّني كنت واضحاً كذلك في تأكيدي أنّه لا يمكن لتلك الهجمات أن تكون مبرّراً لتعريض الشعب الفلسطيني لعقاب جماعي".

ولفت الأمين العام للأمم المتحدة إلى أنّ "هذا اليوم هو يوم لإعادة تأكيد التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني وحقّه في العيش في سلام وكرامة، ويجب أن يبدأ ذلك بوقف إنساني لإطلاق النار يمتدّ لأجل طويل، وبالسماح بوصول المعونة المنقذة للحياة من دون قيود، وبإطلاق سراح جميع الرهائن وحماية المدنيين ووقف انتهاكات القانون الدولي الإنساني"، وتابع: "يجب أن نكون متّحدين في المطالبة بإنهاء الاحتلال ووقف الحصار المفروض على قطاع غزة".

وأكمل غوتيريس، في رسالته نفسها، أنّ "الأوان آن منذ أمد بعيد لاتّخاذ خطوات حازمة لا رجعة فيها صوب تحقيق الحلّ القائم على قيام دولتَين، على أساس قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، فتعيش إسرائيل وفلسطين جنباً إلى جنب في سلام وأمن، وتكون القدس عاصمة لكلتا الدولتَين".

يُذكر أنّ الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت قد دعت في عام 1977 إلى الاحتفال في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني من كلّ عام، باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وبحسب ما تشير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، فإنّ الاختيار وقع على هذا التاريخ بالتحديد لما ينطوي عليه من معانٍ ودلالات بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني. وتشرح أنّ "الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت قد اتّخذت، في هذا التاريخ من عام 1947، قرار تقسيم فلسطين" الذي صار يُعرَف باسم "خطة تقسيم فلسطين ويقضي بإنشاء دولتَين على أرض فلسطين، دولة عربية وأخرى يهودية".

وتبيّن منظمة يونسكو أنّ هذا اليوم العالمي "يقدّم فرصة لاسترعاء انتباه المجتمع الدولي حقيقة أنّ القضية الفلسطينية ما زالت عالقة حتى يومنا هذا، وأنّ الشعب الفلسطيني لم يحصل بعد على حقوقه".

ويحلّ اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هذا العام بالتزامن مع العدوان الذي ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، والذي سقط في خلاله أكثر من 15 ألف شهيد من بينهم نحو 6150 طفلا و4000 امرأة، في حين أنّ ثمّة 7000 مفقود من بينهم نحو 4700 طفل وامرأة، بحسب البيانات الأخيرة للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

ولليوم السادس عل التوالي، تستمرّ هدنة إنسانية في قطاع غزة، أي منذ صباح يوم الجمعة الماضي، ما بين حركة حماس وقوات الاحتلال الإسرائيلي، مع استمرار المباحثات بهدف تمديدها أكثر، في حين تُطلَق دعوات أممية ودولية إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الحرب على القطاع المحاصر.

المساهمون