جريمة أسرية تهزّ الأردن: أب يقتل ابنته لتدني علاماتها

عمّان

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
17 يونيو 2021
 أب يقتل ابنته
+ الخط -

اهتزّ المجتمع الأردني، خلال الساعات الماضية، على وقع جريمة قتل أسرية، أقدم فيها أب على وضع حدّ لحياة ابنته، بسبب تدني علاماتها في مساق جامعي.

وأمس الأربعاء، لفظت الطالبة الجامعية الأردنية رانيا العبادي (21 عاماً) أنفاسها الأخيرة، بعد أن تعرضت للضرب المبرح من قبل والدها في منطقة بيادر وادي السير غربي العاصمة عمّان، وفق ما أفاد به مصدر أمني.

المدعي العام للجنايات الكبرى، القاضي موفق عبيدات، وجّه إلى الأب تهمة القتل المقترن بتعذيب الابنة بشراسة، مقرراً توقيفه على ذمة القضية 15 يوماً قابلة للتجديد في مركز الإصلاح والتأهيل. 

وفي التفاصيل، عمد والد الطالبة إلى ضربها ضرباً مبرّحاً "بسلك معدني" دون توقف، يوم الاثنين الماضي، حتى فقدت وعيها، وذلك بسبب تدني معدلها الجامعي. 

ووفق وسائل إعلام محلية، فإنّ الضحية في السنة الدراسية الأولى، وتدرس في الجامعة بمنحة دراسية، وفي يوم الجريمة كان والدها قد عرف أنّ ابنته حصلت على معدل علامات متدنٍّ، وأنها قد تخسر تلك المنحة، فأحضر سلكاً كهربائياً وبدأ بضربها به قرابة الساعة دون توقف. 

وأشارت المصادر نفسها إلى أنّ بعض الجيران حاولوا تقديم المساعدة، لكنهم فشلوا في ذلك بسبب رفض والدها، لافتين إلى أنّ الفتاة وصلت إلى المستشفى، وقد كانت في حالة حرجة جداً نتيجة لتعرضها لكدمات كثيرة في مختلف أنحاء جسدها، وتأخر نقلها إلى المستشفى لأكثر من 4 ساعات. 

مصدر طبي بيّن أن الكدمات غطت قرابة نصف جسد الضحية، ولا توجد آثار عنف آخر سوى الضرب الشديد. 

الجريمة والعقاب
التحديثات الحية

 

وتصدّر وسم الضحية #رانيا_العبادي وسائل التواصل الاجتماعي في الأردن، وسط ردود فعل واسعة ومنددة باستمرار الجرائم بحق النساء. 

 

وكتبت نور هاشم، وهي زميلة للطالبة رانيا العبادي، في تغريدة لها: "رانيا كانت طالبة مُجتهدة، تدرس ليلاً ونهاراً بسبب الضغط النفسي الذي تتعرض له وخوفها المستمر من والدها. أتخيل كم مرة ترجّته أن يتوقف عن ضربها، الإعدام قليل في حقه".

 

زميلة أخرى لرانيا، وهي حلا بلال، قالت: "رانيا كانت معي بالمدرسة نفسها وبمحاضرة الجامعة، إنها متفوقة وعلاماتها عالية، والكل يعرف بأنها قمة في الأدب والأخلاق والتفوق، أقسم بالله حرقت قلوبنا...".

 

بدورها قالت المحامية والناشطة الحقوقية هالة عاهد: "للمرة المائة جريمة القتل داخل الأسرة لا تحدث فجأة. الضحايا يكنّ عادة عرضة لتعنيف مستمر، وحرمانهنّ أبسط الحقوق. تسامح المجتمع مع هذا العنف بوصفه تقويماً، وتساهل القانون وعدم اعترافه بهذه الجرائم، وغياب سياسات التدخل والدعم، كلها أسباب تجعل من فتيات ونساء خبراً عاجلاً و"ترند" ننساه بعد يومين".

 

بدورها غرّدت ديما علم فراج: "نحن آسفون يا رانيا، ونعرف أنّ ما وقع لك جريمة تستوجب أكبر عقاب، لكن هي أيام والكل سينسى، وقد يتكرر الأمر مع غيرك... المطلوب قانون رادع ومنع التنازل عن الحق الشخصي، حتى يختفي هذا الإجرام والقتل...".

 

وقال كريم عريقات: "الأب لم يقتل ابنته لأنها رسبت. قتلها لأنه يستطيع. لأنه قد استعملها لتفريغ غضبه لليالٍ عديدة دون رادع، لأن الجيران يعلمون أنه لا فائدة من الاتصال بالشرطة أو بحماية الأسرة، لأن الدولة برمتها ذكورية ولا تقيم وزناً لحياة النساء".

 

وشهد الأردن منذ بداية عام 2021 وحتى نهاية شهر مايو/ أيار وقوع 8 جرائم قتل أسرية ذهبت ضحيتها 7 نساء وطفلتان وشاب في مقتبل العمر، فيما نجت من الموت ابنة وزوجة طُعنتا في حادثتين منفصلتين على يد الأب والزوج، وفقاً لرصد لجمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن"، صدر مطلع يونيو/ حزيران الحالي، فيما وقعت 21 جريمة قتل أسرية بحق النساء والفتيات خلال عام 2019 و20 جريمة عام 2020. 

ووفق بيات لـ"تضامن"، فإن جرائم قتل النساء "تشكل أخطر وآخر حلقة من سلسلة حلقات العنف المتواصلة ضدهن".

ذات صلة

الصورة
عملية إطلاق نار في البحر الميت 18/10/2024 (إكس)

سياسة

أصيب جنديان إسرائيليان، اليوم الجمعة، في عملية إطلاق نار جنوب البحر الميت نفذها مسلحون تسللوا من الأردن بحسب ما أعلنه جيش الاحتلال، الأمر الذي نفته عمّان.
الصورة
مسيرة في رام الله منددة باغتيال حسن نصر الله (العربي الجديد)

سياسة

خرج المئات من الفلسطينيين والأردنيين، مساء السبت، بتظاهرتين، الأولى في رام الله والثانية في العاصمة عمّان، وذلك تنديداً باغتيال حسن نصر الله.
الصورة
تشييع جثمان الشهيد ماهر الجازي في معان، 17 9 2024 (العربي الجديد)

سياسة

شارك آلاف الأردنيين في محافظة معان جنوبي الأردن، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، بمراسم تشييع الشهيد ماهر الجازي منفذ عملية معبر الكرامة، في وقت سابق هذا الشهر.
الصورة
احتجاج ضد مقتل الطفلة نارين غوران في تركيا، 9 سبتمر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

لم تلق جريمة قتل بتركيا، ما لقيه مقتل واختفاء جثة الطفلة، نارين غوران (8 سنوات) بعدما أثارت قضيتها تعاطفاً كبيراً في تركيا واهتماماً شخصياً من الرئيس التركي
المساهمون